خلال زمن مضى، ليس بالبعيد عنا،كان المرشدون والمرافقون ينصحون الزوار أو السياح القادمين لمدينة ايموزار بعدممطلب قنينة ماءمعدني من نادلي المقاهي أو اقتناءها من بائعي المواد الغذائية بالمنطقة، لأن ذلك يخلق نوعا من الإحراج بالنسبة للسكان.فالمدينة تتوفروطنيا على أهم منابع المياه الطبيعية المعدنية الصافية العذبة الزلال التي تغنت بها أشعار الرواد منذ القدم وألهمت الفنانينوالكتاب والشعراء. خلال الصيف وتزامنا مع الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة يتحول إيموزار بسبب مؤهلاته الطبيعية و المناخية الى قبلة ساكنة المناطق و المدن المجاورة حيث يهب المواطنين الصغار والكبار من كل حدب و صوب نحو المدينة للاستمتاع بلطافة حدائقها و شلالاتها و العيون التي ترتع بها خاصة إن صادف رمضان فصل القيض حيث يعدو تناول الإفطار على شرفات عين السلطان من تقاليد ساكنة فاس و مكناس و صفرو و المدن و القرى المجاورة. العديد من الزوار الذين يجذبهم موقعه الرطب و المناسب لقضاء أيام الشهر الفضيل تحت ظل أشجار الزيزفون والشجرات الباكيات بعروشها الكثيفة والمتدلية إلى الأرض و المتكاثفة فيما بينها يحتفظون بذكريات خالدة تجعلهم يحسون بالانتماء لهاته المدينة لدرجة أنهم يجتهدون للحفاض على نظافة المكان. هذا ما تتذكره الأجيال السابقة عن المدينة الجميلة في السنوات الماضية وعن شهر رمضان وتقاليده الجميلة قبل أن تتعرض بنية المدينة البيولوجية للتهميش الشامل من طرف المجتمع المدني والسلطات المحلية و حتى الشركة المستفيدة من المياه المعدنية للمنطقة. ورغموجودمصنعكبيرللمياهالطبيعيةيحملاسم "عينالسلطان"،ووجودمؤهلاتطبيعيةمتنوعةبالمنطقة،وبعضمراكزللاصطياف،إلاأنالاهتمامبالبنياتالتحيةلمنتزهعينالسلطانغيب من مفكرة الساهرين عن الشان المحلي و عن البيئة و السياحة. فلا توجد بالقرب من هاته المعلمة الطبيعية اية مراكز للترفيه العناية بالزوار، مما اضعف جادبية المنطقة على صعيد السياحة. وتجدر الإشارة إلى أننا في بيان اليوم، ونحن بصدد إعداد هذا الموضوع، حاولنا مرارا التواصل مع شركة عين السلطان التي تستثمر المنتجع في تسويق المياه المعدنية، للإستفسار عن التدابير والعمليات المتخذة لفائدة منتجع عين سلطان لمدينة ايموزار كندر ولكن دون جدوى. إهمال وضعف بنيات الاستقبال منتجع عين السلطان، الأن، يحتاج للإصلاح الجذري في بنيته و تأهيله ليصبح من جديد وجهة سياحية جبلية بامتياز و قبلة لزوار المدينة. هذا ما يؤكده «رشيد الحميدي» مضيفا أن المنتزه باعتباره من بين اهم النقاط الايكولوجية بمدينة ايموزار و بمنطقة الأطلس عموما يعاني من مشاكل عدة تتمثل في عدم تأهيله بنيويا لجلب السياح للمدينة …والظاهر ان المنتجع يواجه مشاكل كثيرة منها ما هو مرتبط بالعنصر البشري و المؤسساتي ومنها ما هو مرتبط بالعوامل الطبيعية وتوالي فترات جفاف طويلة. و يضيف السيد الحميدي, «ليس هناك على مستوى منتجع عين السلطان الى يومنا هذا أي مشروع تنموي رغم الاهمية التي تحظى بها هذه المنطقة باستثناء مشروع خاص يعمل على استنزاف الفرشة المائية لتحقيق ارباح مادية. بالمقابل تعاني الساكنة في المدينة في شخص الفلاحين الصغار من استغلال المفرط للماء الذي يستعمل في سقي حقول الاشجار المثمرة في المزارع. في نفس السياق يذكر» محمد أهزاوي»، فاعل جمعوي بمدينة ايموزار كندر، بعض المشاكل التي يعاني منها المنتزه من التلوث المنتشر في كل جوانب الوادي بكل أنواعه البلاستيكية والمعدنية و الزجاجية، و خلال الشهر الفضيل، يضيف محمد، يتفاقم تدني الوضع البيئي بسوء تنظيم الأنشطة التجارية. مشروع عين السلطان للمياه المعدنية لم يكن وفق توقعات سكان المدينة فالناس هنا مستاؤون منه منذ البداية,خاصة و أنه يؤثر سلاب على الفرشة المائية و صبيب نهر عين السلطان. يضيف المتحدث في استرساله مشيرا أن المجتمع المدني المحلي قام بالعديد من المبادرات في هذا الشأن و التيقد تساعد بالنهوض بقطاع السياحة بالمنطقة و لكنه خلصت بالإهمال و عدم الاكتراث من طرف المجالس المتعاقبة على الشأن المحلي. مبادرات بديلة تنعش سياحة المدينة تحتاج إيموزار إلى مزيد من الاهتمام والتنشيط الثقافي الكفيل بالتعريف بامكانياتها الطبيعية و البشرية و الثقافية، واستغلال المعطيات الطبيعية بالشكل الأكمل لجعلها تضاهي باقي المناطق المهمة في مجال السياحة الجبلية والبيئية كإفران مثلا. فعلى سبيل المثال، استطاعت»جمعية «مسير للسياحة و الرياضة الجبلية» إبراز المؤهلات السياحية الجبلية التي تزخر بها المنطقة بفضل تواصل الجمعية مع مجموعة من نظائرها من مدن مختلفة. من أهم أهداف الجمعية هو التعريف بالمنطقة،و هذا ما نجحت فيه الجمعية نسبيا. كنا تقوم هذه الاخيرةعلى توثيق كل الخرجات التي يقوم بها الفريق مع الزوار و ينشرها عبر الأنترنت. الشيء الذي ساعد الجمعية كثيرا على التعريف بما تزخر به منطقة إيموزار كندر من مؤهلات سياحية جبلية مهمة. بالنسبة لشهر رمضان، فتعتمد الجمعية في أنشطتنا على خرجات لا تحتاج الى مجهود بدني كبير، لأن كل المختصين بالمجال الرياضي و الطبي ينصحون بممارسة الرياضة بمجهود أقل من المعتاد. و تكون الخرجات عادة بالجبال القريبة المحيطة بالمدينة. جمعيات تترقب الوضع منذ وقت طويل لم يتم تهيئة منتزع عين السلطان منذ عقود، و مجرى العين و جنباته من المنبع إلى مجاري المياه بمركز المدينة في حالة جد مزرية بسبب التلوث حيث لم تلاحظ الجمعية أية مبادرة لمراقبة جودة مياه المنبع لا منطرف الجهات الإقليمية المختصة و لا من طرف الهيئات الوطنية، مما يزيد الشكوك والتساؤلات لذى الساكنةبالتستر على تلوث مياه المنبع خاصة بعد تعرض العديد من أطفال المدينة،الذين كانوا يسبحون في سده، في الصيف الماضي، لندبات و ظهور مضاعفات على مستوى الجلد لم يتم إلى يومنا هذا الكشف عن أسبابها. يعرف المنتجع بين الفينة والأخرى مبادرات للتنظيف من طرف جمعيات المجتمع المدني تهتم بالبيئة بعين السلطان بمساعدة السلطات المحلية لكنها تبقى مبادرات غير كافية لأن المنتجع بحاجة لإصلاحات جذرية وللمزيد من العناية.وحسب تقديرات الجمعية فإن حجم الأضرار الملحقة للمنتجع، يحتاج هذا الأخير إلى قرابة ثلاثة ملايين درهم لإعادة هيكلته من كل الجوانب تشمل حتى إقامة مواقع للترفيه بالقرب منه و بناء المراحيض. شهادات من زيارات موسمية «منذ الصغر كنت ومع كل زيارة لي لعين السلطان أتذكر القصة التي كان يحكيها أبي عن المنتجع. مباشرةبعدتوقيععقدالحمايةتعرضت عدة مناطقبإيموزاركندرللتخريبعقابالسكانهاعلىإيوائهملمجاهدين بعدغزوبلادهموبمجرداحتلالهذهالمنطقةعملتسلطاتالاحتلالعلىتنمية عدة أماكن من بينها منتجع عين السلطانحيث تم تهيئته على شكل وادي يجري على طول جنبات المدينة لتستفيد منه الساكنة». كانت هذه شهادة لحسنذو 45 سنة، مواطن مغربي مقيم بفرنسا واعتاد زيارة المغرب سنويا في الفترة الرمضانية. ويسترسل لحسن في حديثه خلال زيارته الأخيرة للمدينة بحسرة عن الإهمال الذي ضرب عين السلطان إذ قل عدد قل عدد الوافدين سيما بعد تراجع صبيب العين و كثرة الأزبال. وفي انتظار تجهيز الموقع بشكل محفز على الزيارة للاستفادة مما يوفره من متعة للعين فقد قرر عدم الحضور في السنوات المقبلة. تذمر السكان من إهمال شركة عين السلطان «معمل الكرامة لتعبئة مياه عين السلطان الذي أحدث منذ أكثر من 10 سنوات رفع إنتاجه لما يناهز 23 مليون لتر خلال السنة الواحدة، وتتوفر الشركة على العديد من نقاط البيع والعديد من الوسائل اللوجيستيكية لضمان التوزيع وتوفر مبلغ مهم للتسويق والإعلام. وتذر عائدات تعبئة مياه العين على جماعة ايموزار كندر حولي 400 ملون سنتيم سنويا ولكن لا الشركةولا الجماعة توليان أية أهمية للمنتجع الطبيعي الذي يحمل إسم الماركة التجارية المشهورة، هذا ما صرح به أحد الفاعلين الجمعويين الذي فضل عدم ذكر اسمه، و أضاف أن كل من سيزور المنتجع في الفترات المقبلة سيمتنع حتما عن شرب مياه العين العذبة. كما تتعدد شكايات الفلاحين على المعمل كلما قل أو انعدم الصبيب خاصة في الفترة الصيفية من كل سنة و بالنسبة للزوار المترددين على المدينة منذ القديم يتأسفون على الوضع الذي آل إليه المنتجع وكونهم اعتادوا زيارة المنتجع للتمتعبلحظات بصوت خرير المياه، وخضرة الطبيعة ربيعا و صيفا واستسقاءهم للمياه مباشرة من المنبع . مشاريع في الأفق و أخرى رهن الدراسة في تصريح منممثل للجماعة بإيموزار كندر، أكد على وجود مخطط للنهوض بالمدينة، حيث ستعمل الجماعة على مجموعة من المشاريع التي تهم برنامج سياسة المدينة منها ما هو في طور الدراسة ومنها ما هو بصدد التجهيز ومن بين المشاريع المعتمدة، مشروع تأهيل المنتجع عين السلطان وتهيئة و إصلاح الطرقات و حتى إتمام مشروع حماية المدينة من الفيضانات و بناء مركب ثقافي بالقرب من المنتجع.ألا أنه لم يدلي لنا بأية معطيات دقيقة حول ميزانية المشروع أو اجال تنفيذه؟ سمر أزدودي (صحافية متدربة)