بفضل الإرادة الجماعية القوية ونزاهة أعضاء مكتبها المسير وما يتمتعون به من كفاءة وروح الانسجام أصبحت جمعية الشفاء للسكري بالقصيبة نموذجا للعمل الجمعوي المتسم بالفاعلية والجدية، يظهر ذلك جليا من خلال حجم ونوعية الأنشطة الخدماتية التي حققتها الجمعية في عهدها الجديد ومنذ تجديد مكتبها بتاريخ 12 نونبر 2005، حيث عمدت بمقرها إجراء فحوصات طبية أسبوعيا لفائدة المصابين بالداء، كان يقدمها كل من د. جيل مانو المتخصص في أمراض العيون ودة. خرباوي إجلال في الطب العام، وذلك بمساعدة الممرضة التي تم تعيينها بالجمعية والساهرة على جعل المقر المتواجد بحي المصلى مفتوحا أمام المعنيين يوميا. وتعتبر سنة 2008 سنة العمل الدؤوب بامتياز حيث كثفت الجمعية جهودها بتنظيم مجموعة من الأنشطة التحسيسية وعمليات التطبيب تمت بتنسيق مع بعض الجمعيات ذات الاهتمام المشترك وبتعاون مع فعاليات طبية وصيدلانية، كجمعية السياحة الجبلية بالقصيبة وجمعية مساندة وتكافل لمرضى داء السكري بني ملال، عمليات لم تهم فقط مدينة القصيبة بل امتدت لتشمل العديد من التجمعات السكانية بالمنطقة الجبلية، كمنطقة أوبعلال ومنطقة إفسفاس بجماعة ناوور وكذا دوار أيت حمو أو عبد السلام. وكانت لتلك المبادرات أن خلفت ارتياحا كبيرا وآثارا طيبة في نفوس سكان المنطقة عامة وفي صفوف المستفيدين من برامجها خاصة، والتي قدمت خلالها خدمات جليلة متنوعة من قبيل إجراء تحاليل وقياس الضغط الدموي ومنح أدوية وبعض المستلزمات المتعلقة بالمرض. وكان أبرزها نشاط وعملية دار الطالب بمدينة القصيبة بتاريخ 22 يونيو 2008 بتنسيق مع جمعية بني ملال المذكورة حضره 300 مستفيد ينتمون للجماعات الثلاثة لقبيلة أيت ويرة: بلدية القصيبة، جماعة ناوور وجماعة دير القصيبة. وجدير بالذكر أن الجمعية استطاعت خلال سنة 2008 توزيع 500 قارورة مادة الأنسولين على المرضى المصابين مجانا كما بلغ مجموع الأدوية واللوازم الطبية التي اشترتها الجمعية من رصيدها المالي لفائدة المرضى 24284,00 درهم، بالرغم من محدودية الدعم الذي تحظى به ، مما يبين مدى تضحية وقوة إرادة وعزيمة الفريق القائم على شؤون الجمعية المكون من مكتبها المسير والممرضة المساعدة في النهوض بهذا الإطار الجمعوي الحيوي وتحقيق تطلعاته وطموحه في العناية بكافة مرضى الداء السكري ونشر التوعية الكافية والتعريف بالعواقب الخطيرة للمرض من أجل الحد منه وتجنب مضاعفاته التي تحدث أضرار بليغة لأعضاء أساسية في جسم الإنسان كفقدان البصر والفشل الكلوي كما يؤكده السيد لحسن بلماني رئيس الجمعية كونه ممرض رئيسي بالمستشفى المحلي للقصيبة وباعتباره أحد الأطر الكفأة والجادة في أسرة الصحة العمومية، والذي يضيف في تصريحه بخصوص هذا الداء الذي يعد أحد المعضلات من الأمراض المزمنة في هذا العصر، والمهدد لصحة وحياة ملايين البشر في العالم والذي ينتشر وغيره بشكل مقلق ومخيف، أنه في سنة 1992 كان عدد المصابين المصرحين لدى المستشفى المحلي لا يتعدى 32 فردا، في حين يقدر العدد الآن بالمئات، لذا فهو كما يشيد بالدعم ومختلف المساهمات التي تقدم للجمعية من طرف مندوبية وزارة الصحة العمومية ومجلس الجهة ومجالس الجماعات الثلاثة المذكورة وجمعية أم الرمان بزاوية الشيخ وغيرها، فإنه يدعو من موقعه الواعي بالمسؤولية كل الغيورين والمحسنين إلى مساندة الجمعية وتوسيع ورفع مستوى دعم جهودها ماديا ومعنويا قصد تحقيق تلك التطلعات وذاك الطموح الإنساني النبيل.