وصف سكان من جماعة ناوور، دائرة القصيبة ببني ملال، الخدمات الصحية ب«الكارثية» بمركز ناوور وابن شرو، حيث يوجد ممرض وحيد في مستوصف ابن شرو وطبيبة وحيدة في مركز ناوور، وهو ما يعني معدل طبيب واحد لستة آلاف نسمة. وتنعدم الخدمات الصحية بمناطق أخرى بالجماعة، حسب السكان أنفسهم. ويتذكر سكان المنطقة حادث وفاة سيدة أثناء الوضع هي وجنينها، ليلة فاتح ماي الماضي، بسبب مضاعفات الوضع بسبب غياب المتابعة الطبية، وأيضا بسبب غياب سيارة إسعاف لنقلها إلى مستشفى مدينة القصيبة، التي تبعد ب25 كيلومترا عن جماعة ناوور. وحسب مصادر من المنطقة فإن الضحية، وهي من منطقة افرض، فاجأتها آلام المخاض منتصف ليلة ال 30 من أبريل الماضي لتتمكن بمساعدة جاراتها من وضع مولودة أنثى إلا أن استمرار تقلصات رحمها وحجم بطنها فاجأ الجارات اللواتي اكتشفن أن الضحية حامل بتوأمين، وقد عاشت الجارات بعد ذلك لحظات أليمة بسبب عسر الولادة وبسبب عجزهن عن مساعدتها، أما الزوج فقد خرج في اتجاه الطريق الذي يمر أمام المنزل في انتظار سيارة أو شاحنة تمر صدفة للتمكن من نقل زوجته إلى مستشفى القصيبة، غير أنه لم يسمع غير نحيب النساء بعد أن فارقت زوجته الحياة هي وجنينها. وأكدت مصادر جمعوية أن نساء ناوور سبق لهن أن تقدمن بشكايات إلى جهات مسؤولة حول الفراغ الطبي الذي يفاجأن به داخل مركز ناوور، كما أنه في الغالب ما يعدن أدراجهن عندما يفاجأن به مغلقا، حيث كثيرا ما تغيب الطبيبة الوحيدة به. وقد أكدت نساء من المنطقة الغياب المتكرر لطبيبة ناوور، وهي الطبيبة الوحيدة به، حيث كثيرا ما يعود المرضى أدراجهم بعد أن تصرح لهم بأن ذلك ليس من اختصاصها وتطالبهم بتقديم شكاوى إلى الجهات المسؤولة لتزويد المستوصف بممرض. بسبب الاختلالات التي يعرفها المستوصف الصحي بناوور كثيرا ما عطل برنامج التلقيح الذي يستهدف الأطفال والنساء في طور الإنجاب، فالنساء اللواتي يفدن من مختلف الدواوير التابعة للجماعة لتلقيح أنفسهن أو أبنائهن غالبا ما يعدن أدراجهن بعد أن يكن قد انتظرن لساعات. وفي اتصال برئيس جماعة ناوور لم ينف هذا الأخير تردي الخدمات الصحية في المنطقة على غرار باقي مناطق المغرب، على حد قوله، معتبرا أن جماعة ناوور لا تشكل استثناء في هذا الإطار، خاصة أن الجماعة من أفقر الجماعات وطنيا. وأضاف رئيس الجماعة أن غياب الطبيبة المعنية يرتبط بعطلتها السنوية، كما أنها تحضر للانتقال إلى جهة أخرى. علما أن «المساء» حاولت الاتصال بالطبيبة المعنية وتعذر عليها ذلك. وعبر سعيد الرهوان، رئيس جمعية ابعلال وعضو اللجنة المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عن أسفه للوضعية الصحية التي تعرفها الدواوير التابعة لجماعة ناوور رغم المجهودات التي قامت بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتسهيل ولوج ساكنة الجماعة للخدمات الصحية، حيث بنت مستوصفا في دوار بنشرو يعمل فيه ممرض واحد، وكذلك دارا للولادة في قرية ناوور أشرفت فيه الأعمال على الانتهاء وسيكون من شأنها استقبال النساء الحوامل. كما قامت المبادرة باقتناء سيارة إسعاف مجهزة لتقديم الخدمات الصحية في عين المكان في قاعات بنيت لهذا الغرض سواء في أبعلال وأفسفاس وأيت أموش في انتظار أن يتم استكمال بناء قاعة رابعة في دوار مكاصت . وأعرب رئيس المجلس الجماعي لناوور عن التزام المجلس بتزويد الوحدة المتنقلة بالوقود اللازم ومصاريف الصيانة في جميع تنقلاتها بين الدواوير لتقديم الخدمات الصحية والمتابعة الطبية للحوامل والمرضى غير أن المشكل يبقى في الأطر الصحية التي لم ترسلها المندوبية الجهوية للصحة بعد، وكذلك وضعية سيارة الإسعاف التي اعتبرها الرئيس غير مناسبة نظرا لطبيعة المنطقة الجبلية مطالبا بضرورة استبدالها بسيارة رباعية الدفع. وأفادت مصادر من المنطقة أن طبيبة مستشفى ناوور غادرت الأسبوع الماضي المنطقة، وطالب السكان بتعويضها في وقت وجيز.