لم يسبق أن قام أحد من المسلمين من أندونيسيا إلى المحيط الأطلسي بما قام به رهط من الأشخاص ، لا يعرف عنهم شيئ سوى أن لهم نية استهداف الإسلام تحث مظلة ترجمة القرآن الكريم " حرفا و شكلا " ، حيث قام هؤلاء " الرهوط " برسم سورة الفاتحة بالأمازيغية ، كما هي مرسومة باللغة العربية في القرآن الكريم ، و ذلك آية بآية مع الترقيم كما هو في السورة القرآنية ، وترتيلها بالأمازيغية على أنها تطابق سورة الفاتحة. نحن لسنا ضد ترجمة معاني القرآن الكريم ، فقد ترجمت معاني القرآن الكريم إلى عدة لغات و لهجات ، و لازالت تترجم إلى الآن ، و لكن ما لانقبله و لن نقبله هو " ترجمة " سور قرآنية و " ترتيلها " على أنها تطابق سور القرآن الكريم . إن القرآن الكريم – كما نعتقد دائما – أعظم من أي تفسير أو تأويل أو ترجمة ، فلا يمكن لأي ترجمة أن ترقى إلى المقاصد الحقيقية للقرآن الكريم ، لأن المترجم يستند في ترجمته على مراجع معينة لعلماء و مفكرين و مترجمين يمكن أن يتفقوا في بعض الأمور و يختلفوا في أخرى ، و هذا الإختلاف بين المراجع دليل مبين على أنه لا يمكن الإتفاق على ترجمة واحدة للقرآن ، و أبسط مثال على ذلك هو أن المترجم السني سيختلف مع المرتجم الشيعي في بعض الأمور " العقائدية " ، زيادة على ما يختلف عليه العلماء و المفكرون لأسباب فكرية و ثقافية و سياسية-مذهبية ،مما يؤثر على المترجمين ، و يثبت بأن حقيقة مقاصد القرآن و تدبره تبقى رهينة بالصيغة التي نزل بها . يمكن لأي مسلم أن يلتزم بالمبادئ الإسلامية أحسن التزام ، عبادة و معاملات بدون معرفته للغة العربية ، و لكن يجب أن يكون على يقين بأن ترجمة القرآن ليست هي حقيقة القرآن ، و ما وجود " المذاهب الدينية " المتناحرة إلا بسبب الإكتفاء بالوساطة – بين القرآن الكريم و المتلقي – عبر دعاة " مترجمين " و الإبتعاد عن تدبر القرآن الكريم كما أوحي به قرآنا عربيا لعلكم تعقلون