مهما اجتهد العلماء في تفسير القرآن الكريم فإن القرآن يبقى أعظم من جميع التفاسير ، و هذا يعني أن أي ترجمة إلى لغة غير العربية فإن هذه الترجمة لن ترق إلى المقاصد الحقيقية للقرآن الكريم ، لأن المترجم سيستند في ترجمته على تفسير عالم أو عدة علماء يمكن أن يتفقوا على بعض الأمور و يختلفوا في أخرى ، وهذا الإختلاف بين العلماء و المفسرين و المترجمين دليل بين – بكسر و تشديد الياء – على أنه لا يمكن الإتفاق على ترجمة واحدة ، بالإضافة إلى الميولات الفكرية للمترجم و الظروف المؤثرة فيه نفسيا و ثقافيا ، مما يعني بأن حقيقة القرآن تبقى رهينة للصيغة التي نزل بها ( قرآنا عربيا ) ، أي من يريد الوصول إلى حقيقة مقاصد القرآن ٬ و تدبره فيجب أن يبحث على ذلك مباشرة في القرآن الكريم كما أنزل على النبي الأكرم محمد صلى الله عليه و سلم ، و الابتعاد كل البعد عن أي ترجمة . يمكن لأي مسلم أن يلتزم بالمباديء الإسلامية أحسن التزام ، عبادة و معاملات بدون معرفته للغة العرببة ، ولكن يجب أن يع كل الوعي بأن ترجمة القرآن الكريم ليست هي حقيقة القرآن ، حيث سيجد اختلافات بينة بين ترجمة القرآن من لغة إلى أخرى ، و سيبتعد أكثر فأكثر عن معاني القرآن مع تعدد الترجمات إلى لغات أخرى ، مما يعني بأن أي ترجمة للقرآن الكريم إنما هي ترجمة مقيدة بخبرة المترجم و الآراء المتباينة للعلماء الذين استند عليهم المترجم في ترجمته ، و ما وجود مذاهب " إسلامية " مشوهة وبعيدة عن مقاصد الإسلام إلا بسبب عدم تدبر معاني القران الكريم و مقاصده كما أوحي به.