تم عشية يوم السبت بمسجد الحاج البشير تقديم كتاب «»ترجمة معاني القرآن الكريم للفرانكفونيين» « لمؤلفه الأستاذ أحمد دروس. وقدم هذا الكتاب في إطار ندوة دينية نظمها المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات-تمارة بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية وبتعاون مع عمالة الصخيرات-تمارة. وأوضح المؤلف, في كلمة ألقاها بالمناسبة, أن هدفه الأساسي من إصدار هذا الكتاب هو تشجيع الناطقين باللغة الفرنسية على قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه, مشيرا إلى أنه اعتمد في ترجمة معاني القرآن الكريم على « «»تفسير الجلالين « للعلامة جلال الدين المحلي والعلامة جلال الدين السيوطي. وأكد الأستاذ أحمد دروس أن الكتاب كان صدر سنة2003 باللغة الفرنسية فقط وطلب حينئذ رأي العلماء فيه, وهو ما حدا بكل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي المحلي للرباط إلى تقديم الدعم والتشجيع له, مبرزا أن ذلك كان بمثابة حافز له على إصدار هذا الكتاب في طبعته الثانية تحت عنوان « «»ترجمة معاني القرآن الكريم للفرانكفونيين»»» ويتضمن هذا المؤلف, الذي يقع في723 صفحة من القطع الكبير, نسخا باللغة العربية من المصحف الحسني ومعانيها المترجمة إلى اللغة الفرنسية على الهامش, كما يتضمن في آخره معجما لكلمات لا تترجم إلى أية لغة أخرى ك»» التيمم «» و» «السورة» «, حيث تم وضع شروح لتقريب معانيها إلى الناطقين باللغة الفرنسية. من جهة أخرى, أكد الأستاذ محمد قجوي, عضو المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات-تمارة, الذي ألقى بالمناسبة درسا حول «»ترجمة القرآن الكريم «», أنه لا يمكن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى بنفس الدقة التي جاءت بها اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم . وأوضح أن القرآن الكريم يمكن أن تترجم كلماته حرفيا, لكن من الصعوبة بمكان ترجمة ما تحمله هذه الكلمات بباطنها من مدلولات ومعان تمثل روح القرآن وسر بلاغته. وأضاف الأستاذ قجوي أن أسلوب القرآن الكريم أسلوب مميز وفريد في بيانه وإعجازه, وهو ما يجعل عملية ترجمته إلى لغة أخرى عملية في غاية الصعوبة بسبب صعوبة نقل الخصائص البلاغية والبيانية للقرآن الكريم, مؤكدا, انطلاقا مما سبق, أن ترجمة القرآن الكريم تكون ترجمة تفسيرية تقرب المعاني وليست ترجمة حرفية للنص القرآني. وشدد على أنه لكي ينقل المترجم معاني القرآن على أفضل وجه, فإن عليه أن يفهم البيئة التي نزل فيها القرآن الكريم, وأسباب نزول آياته والسياقات التي نزلت فيها, إضافة إلى فهم الخصائص البلاغية والبيانية التي تتمتع بها اللغة العربية, ومن ثم نقلها بكل دقة وأمانة, دون إضافة أو حذف أو تغيير للمعنى. وذكر قجوي بالضوابط التي يجب أن تتوفر في ترجمة معاني القرآن الكريم والتي من بينها, أن لا تكون حرفية وأن تعتمد قواعد تفسير مستمدة من الأصول -تفسير الجلالين مثلا- وأن لا يعتقد أن الترجمة هي القرآن وأن يكون المترجم مسلما. وأشاد رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات-تمارة, السيد لحسن سكنفل, خلال هذه الندوة, بالعمل الفكري الذي قام به الأستاذ أحمد دروس من خلال هذا الكتاب, مشيرا إلى أن هذا العمل صدقة جارية باعتباره علم ينتفع به كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. يشار الى أن الأستاذ أحمد دروس -75 سنة- حفظ كتاب الله وهو في12 من عمره على يد والده, والتحق بعد ذلك بالمدرسة الفرنسية حيث يثقن أيضا اللغة الفرنسية.