افتتحت، مساء أمس الجمعة بتمارة، فعاليات الدورة الرابعة للأسبوع الثقافي الذي تنظمه مؤسسة الحاج البشير للتعليم العتيق إلى غاية 9 ماي الجاري، تحت شعار "آداب الحوار وطرق تدبير الاختلاف". وتندرج هذه التظاهرة، المنظمة بتعاون مع المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات-تمارة والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية وتحت إشراف عمالة الصخيرات-تمارة، في إطار المساهمة في تجديد الوعي الديني ومعالجة جذور التفرقة الفكرية والعمل على توجيه الفكر الوجهة الصحيحة، وتشجيع الحوار المبني على الاحترام. ويطمح منظمو هذا اللقاء، الذي ينظم برحاب مسجد الحاج البشير، إلى أن يشكل إضافة نوعية تجمع بين النظرية والتطبيق بالنظر إلى عدم إمكانية مساهمة المناهج وحدها "في حل النوازل والمشكلات ما لم تدعم بالتربية العملية والتدرب على آداب الحوار وأصوله، وتأخذ بطرق تدبير الخلاف والأخلاق التي يجب أن تحكمه". وأكد مدير مؤسسة الحاج البشير للتعليم العتيق السيد عبد الفتاح الفريسي، في كلمة بالمناسبة، أن هذا اللقاء يعد محطة لمناقشة آداب الحوار والطرق التي تساهم في تدبير الاختلاف في الرأي "كسنة من سنن الله في خلقه وسبيلا من سبل تطوير الفكر وترسيخ مبادئ الحق". وأضاف السيد الفريسي أن الاختلاف في الرأي يجب أن يحول من مظهر سلبي إلى مظهر إيجابي وأن يكون سببا من أسباب تخصيب الفكر والتنوع وإثراء المعرفة، مضيفا أن الحوار يبقى طريقا من طرق القضاء على "الاختلاف المذموم الذي يكون مبعثه الهوى وحب الزعامة والنزقية". ودعا السيد الفريسي مجالس العلم والفكر بأن تعنى بترسيخ مبادئ الحوار وآدابه وطرق تدبير الاختلاف، مشيرا إلى أن الدين يجب أن يكون سببا من أسباب الألفة والمحبة وليس من أسباب الغلو والتعصب والتكفير. من جهته، وقف رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة السيد لحسن سكنفل عند مسار الحاج البشير المهنديز مؤسس مؤسسة الحاج البشير للتعليم العتيق، مشيرا إلى أن الرجل "لم يكن يسعى من وراء هذا المشروع إلى المجد الشخصي وإنما كان طموحه هو إنشاء أجيال قائمة على العلم والفكر وعلى حب الله ورسوله". وتميز افتتاح هذا اللقاء، بتقديم وصلات موسيقية من فني السماع والمديح النبوي أدتها "مجموعة الأصالة"، وكذا توزيع شواهد علمية وجوائز تقديرية على المتفوقين من خريجي مؤسسة الحاج البشير للتعليم العتيق برسم الموسم الدراسي 2008 2009. ويتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم محاضرات ثقافية وندوات علمية تهم، على الخصوص، "الأمة وتدبير الخلاف، بين الوحدة والأحادية" و"حرمة العلماء، بين أخلاق السلف وواقع الخلف"، و"ضوابط تدبير الاختلاف في فقه التغيير"، و"حوار الأجيال في القرآن الكريم"، إضافة إلى ورشات علمية حول آداب الحوار والتنمية البشرية. كما سيتم على هامش هذه التظاهرة تنظيم الملتقى الرابع للسماع القرآني (يومي 8 و9 ماي)، والمهرجان الثالث للطفل (يوم تاسع ماي). وتتوزع هذه الأنشطة، التي سيؤطرها عدد من الأساتذة الباحثين، على فضاءات مؤسسة الحاج البشير للتعليم العتيق، وقصر الرياض للحفلات، ومسجد الحاج البشير. وتعد مؤسسة الحاج البشير للتعليم العتيق، التي تأسست سنة 2000، مؤسسة علمية خيرية وقفية أنشئت وفق سنة الوقف الإسلامي الذي عرفه المسلمون على امتداد تاريخهم الطويل.