تأمل الأماكن والأشخاص حولك.استحضر التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة لتتعدد وتتنوع زوايا نظرتك لهذا الواقع المر الذي يعيشه هذا الإقليم.أماكن بدائية تغازل الحضارة جوانبها بينما الأعماق منسية نائية.أشباه أشخاص قهر الزمن وجودهم وكينونتهم.إقليم غني بثروات قلما تجدها في غيره:الأراضي الفلاحية المترامية الأطراف، ومنابع الماء الثرة، والمواقع السياحية الجميلة...كل ذلك و الإقليم يوثر على نفسه رغم أن به خصاصة.فمياهه تسقي حقول أقاليم أخرى،وكهرباؤه تنير ظلمات مدن بعيدة ووضعيته النموية لا تزال تراود مكانها.من يا ترى يخدم هذا الإقليم ويمنحه مكانته المتميزة بين الأقاليم ؟ أهم أبناؤه الذين تنكروا له وهاجروا بلا رجعة مغيرين أسماءهم ولغتهم الأم ؟ أم يا ترى هؤلاء الموظفون في شتى القطاعات الذين لا يمثل الإقليم في أجندتهم سوى محطة استراحة تستلزم الاقتصاد في المجهود في انتظار الانتقال إلى السهول المتحضرة. قف مكانك أيها الإقليم المنسي في المخطوطات المهترئة لهذا الزمن الغادر،وأسمع صوت أنين سكانك الواقفين على حافة الإفلاس الحضاري،واعلم أن أبناءك ليسوا عاقين ليتركوك عند شيخوختك تكابد هذا التخلف المزمن ، وإنما هي استراحة محارب سيرجع لا محالة لمواصلة حرب التنمية بهذا الإقليم خدمة لهذا الوطن الآمن. فيا أبناء الإقليم ، يا سياسي ويا رجل أعمال ويا موظف ويا طالب ....ليقف كل منكم مكانه ولو للحظة ،ليحاسب نفسه عما قدمت لهذا الإقليم الذي هو في حاجة ماسة لتظافر جهودكم قصد تحريك قطار التنمية نحو أبراج الرقي الحضاري الذي ننشده جميعا.