بقلم:ذ/عالي بوخار[email protected] إن المواطن العربي المتتبع للصحف و المواقع الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية والإعلام السمعي البصري على رأسه الجزيرة و في ظل الأجواء العربية المشحونة من تونس إلى مصر يحيره سؤالين على الأقل : من يا ترى بعدهما ؟؟؟ أين موقع بلدي مما يجري من موضة العصر (لأن الموضة هي تغيير المألوف) ؟؟؟ هذا ما يشغل بال العديد من بسطاء المواطنين المقهورين من الشعوب العربية و ما أكثرهم لأن المثقفين و المفكرين و السياسيين و النقابيين و الفقهاء و العلماء إن وجدوا (الخاصة) ... قد طردهم البوعزيزي المواطن العربي الشاب ، العاطل البسيط ، المقهور المهان من مدينته الفاضلة ببطاقة حمراء و إلى غير رجعة ، و تورق نوم كبار مسؤولي أنظمتهم و بطانتها و المستفيدين من حكامتها ، حقيقة أسقطت البوعزيزية ما عجزت عنه أقوى القوى السياسية و أعتن المعارضات الليبرالية و الشيوعية عبر عقود من الزمن فكرة توريت الحكم في وقت أضحى فيه الرئيس ملكا و الوزير رئيسا و و و ، وأجبرتهم على تعديلات دستورية ظلوا يخيطونها على مقاسهم و كأنها توب بذلة حفل الزفاف ...فيا سبحان مغير الأحوال و يا رحمة منك على البوعزيزي . لا أحد يستطيع أن ينكر أننا نشترك مع تونس و مصر و العالم العربي قاطبا أواصر و مقومات عدة دينية و عرقية و تاريخية و حضارية و ثقافية ولغوية... فهل يا ترى نقاسمهما حروف الشعب الأربع "ثورة" ؟ صحيح أن عود الثقاب يشتعل مرة واحدة لكن جسم البوعزيزي تطايرت شظاياه لتجد من الوقود و الحطب اليابس و الهش ما يكفيها للإشتعال و الإشتعال والإشتعال في كل البقاع العربية التي ظلت تحكمها لعقود صنفين من العائلات إما العسكرية و إما الشريفة .، لكنها تتوحد في نهجها الحكامي البوليسي المبني على المقاربة الأمنية لكل صغيرة و كبيرة حتى صغار أحلام البسطاء و القبضة الحديدية في اطار أسوء ما تفتقت به أدهان البشرية و هو قانون الطوارئ و كأننا في حرب أهلية على مر الزمن (حرب العقليات و الذهنيات المستبدة) ، قانون و حكامة تخول لأبسط رجل أمن لم يوفق حتى في التحصيل المدرسي فسي مستوياته الدنيا مما يجعله أداة صماء لا تعرف للنقاش أو المجادلة سبيلا أن يسب و يضرب و يصادر ويتدخل في كل شئ في السياسة في الدين في الرياضة في التعليم في الفن في الإنتخابات في التفكير... و يعتقل أيا كان مادام هو القضاء و القضاء هو و هو فعلا قضاء و قدر.. و للإشارة فقانون الطوارئ كالحرباء له من الألوان ما يناسب نظام كل بلد : قانون الإرهاب ، قانون المس بجن عفوا بأمن الدولة ، قانون الحلم بدون إذن ،قانون....إلا قانون واحد قانون: من أين لك هذا ؟؟؟ فهو محظور حظر اللغو في الصلاة . إن ما يميز انفلونزا الشعوب العربية ( الثورة) على غرار باقي الأوبئة كونها تضرب موعدا محددا كما يفعل أطباء العمليات الجراحية الخطيرة و المستعصية التي لا تتجاوز نسبة نجاحها الواحد في المائة(الجراح هنا هو الشعب و النظام هو المريض) ، فمصر سبق أن حددت ال 25 يناير وقبلها تونس 14 يناير والجزائر أجلته من 09 إلى 12 فبراير ليوافق مقابلة في كرة القدم مع المنتخب التونسي صاحب العدوى و فيسبوك المغرب اختار يوم 20 فبراير الموافق ليوم الأحد ، فإذا كانت تونس و مصر قد اختارتا يوم الجمعة يوم عمل و عبادة ومغفرة و دعاء وأتبتوا أن الدين و السياسة واحد فالأحد يوم راحة و ممارسة الهواية و تفرغ وهذا له أكثر من دلالة لكنه يوم نهاية كما يسميه الإنجليز weekend ، الملكية نطام حكم قائم على التوريت وهذا أمر لا نقاش فيه تاريخيا و يكفي أن فرنسا رائدة الديمقراطية و حقوق الإنسان و صلت بالملكية إلى لويس 16 لكن ما لا يقبل بأي و جه حق أن تتوارت الحكامة و المناصب أسر بعينها من الفاسي بالرباط إلى غير الرشيد بالصحراء، فلي من الأصدقاء المشارقة من يستغرب أنه لا زال في دواليب حكمنا حزب باسم الإستقلال و كأننا لازلنا تحت الإستعمار و نحن كذاك لكنه استعمار من نوع أخر ، ففي وقت يرسل فيه كبار المسؤولين بما فيهم عن التعليم أبنائهم لحصد أرقى الشهادات و الدبلومات في الخارج المؤمنة المناصب العليا بالداخل لا تجد العديد من الأسر الفقيرة و المنسية مؤقتا إلى وقت الإنتخابات بأعلى القمم الجبلية المعزولة ما تقدمنه كفطور لأبنائها قبل شد الرحال كلمترات عديدة صوب قطار المدرسة ذو العربتين إلى الستة – الأقسام المشتركة – فبالله عليكم وضع كارتي كهذا نعالجه بمخطط استعجالي ؟؟؟ من ناحية هو استعجالي لأن المستعجلات لا تفتح إلا في وجه ضحايا الحوادت و الكوارت لكن كوارت تعليمنا بدون محاضر (كوسطا) و القتلى فيها أكثر بكتير من الجرحى . أحيانا تستوقفني أمور تحز في النفس أكثر ما تضحك كأن يرسل المكتب الأعلى للحسابات لجنة فحص و تقصي إلى جماعة قروية بالجنوب نعم و ألف نعم للمحاسبة و لتورة المحاسبة حتى ، لكن و كأن الرباط و مقر المكتب على صراط مستقيم ثم منذ متى أعطى فاقد الشئ شيئا ، أليس من يترأس حكومتنا هو من ابتز و ضحك على ألاف الشباب المغاربة في ما عرف بقضية النجاة (السفر إلى الخليج) من حاسبه ؟؟؟ تم مادا فعل هذا المكتب مع مدير المطارات حين أتبث اختلاساته بالملايير أو مع والي العيون جلموس و ملك الطوائف ال الرشيد في سابقة عكست أبشع صور التهافت على المال العام حتى و إن كان بقعا أو انعاشا، مشكلتنا في هدا الوطن العزيز مشكلة حكامة ،مشكلة زبونية ، مشكلة تسيير و تقصير في المسؤولية ، مشكلة نهب المال العام دون حسيب أو رقيب ، مشكلة ازدواجية المهام وتعدد المناصب، مشكلة الموظفين الأشباح ، مشكلة الرشوة و المرتشين، مشكلة الصحة و التعليم ، مشكلة توزيع الثروات ، مشكلة تهميش و اقصاء قبل بطالة و فقر ، مشكلة ألف مشكلة ، مشكلة ما لا نهاية من المشاكل....... بصحيح العبارة ( بالعربية تاعرابت ) مشكلتنا مشكلة حكامة ومحاسبة لا و لن نحلم بها في غياب قضاء نزيه و مستقل ... فهل نقول كما قالت المرأة المظلومة سابقا : وامعتصماه أم نقول واشعباه .