من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني : "" الحكومة الجبرية !!! حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني ، وهو من ضحايا القمع المجاني ، فقال : على الرغم من أنني لا أفهم كثيرا في أمور السياسهْ ، وعلى الرغم من أنني لا أهتم بالسوابق التاريخية للساسهْ ، إلا أنني وجدت نفسي بنفس وسواسة خناسهْ ، مضطرا لفهم ما يجري في هذا البلد من أمور وأمورْ ، فأنا واحد من أبناء هذا الشعب المقهورْ ، الذي لم يفهم وهو المنسي من عصور وعصورْ ، المغزى من تعيين شخص متهم بتهم كثيرة ومعلومهْ ، على رأس ما يسمونه عبثا بالحكومهْ ، ولم يفهم وعدم الفهم علة مشؤومهْ ، ماذا يعني تشكيل حكومة بدون أغلبيهْ ، وفرضها علينا رغم كونها فاقدة للثقة الشعبيهْ ، وضمها لكل وجه مبغوض من طرف أبناء الدولة المغربيهْ ، ... ولأنني لا أجد في هذه المواقف الحرجة للغايهْ ، من يجيب على تساؤلاتي التي ما لها من نهايهْ ، خرجت من داري بسرعة سهم الرمايهْ ،واتجهت نحو مجمع خلي ابن أبي الرعايهْ ، صاحب الألف حكاية وحكايهْ ، فقصصت عليه الأمر بعجالهْ ، وسألته بعيدا عن أسلوب الجهال والجهالهْ ، أن يلم بالموضوع في أقصر مقالهْ ، فقال بعدما ابيضت عيناه من الحزن والألمْ ، وأبدت فرائصه جرحا قديما ما التئمْ ، وأصدر أنينا حبله ما انصرمْ ، : << حال الجريض دون القريضْ ، وأجهز المرض على حياة المريضْ ، وتأمل فينا تجد فينا عناوين الحضيضْ ، ... و" جزاه جزاء سنمارْ " ، مثل عربي قديم مختارْ ، ينطبق على ما أصدره الملك من قرار وقرارْ ، ومت أنت بغيظك يا ابن الشعب المقهورْ ، يا من قلت لا لانتخابات البهتان والزورْ ، لا لحكومة ممنوحة على دوائر الفراغ تمشي وتدورْ ، مت بغيظك فإلى الله الرجوعْ ، ما دمت تنتمي إلى حظيرة شعب مقموع مردوعْ ، يحكم فيه الملك بغير ما ترتضيه الأغلبية والجموعْ ، فعلى الرغم من أنفك المبجلْ ، قام خديمك وراعيك الأولْ ، ظنا منه أنك لأمور السياسة تجهلْ ، بتعيين وزير أول لا تحبه ولا ترتضيهْ ، وزير له تاريخ أسود بالنار يكويهْ ، وله رصيد سابق في القمع والزجر والتشويهْ ، ولأنك مارست الديموقراطية ولها أنت تريدْ ، ولأنك رفعت صوتك فوق أصوات كل شيطان مريدْ ، كان جزاؤك ما رأيت وما سترى قبيل وبعد أيام العيدْ ، فقمة الديموقراطية أفرزت لك حكومة جبريهْْ ، خرجت من رحم القصر بعد ولادة قسرية وقيصريهْ ، لتقول لك وبحروف قوية زجريهْ ، أنت تريد ونحن نريدْ ، ولا يكون الا ما نريدْ ، فندد فلن ينفع معنا هاهنا تنديدْ ، وناضل فلن تجد إلا التماطل جوابَا ، وتظاهر في الشوارع فالسجون ستفتح لك أبوابا وأبوابَا ، واسكت واصمت إن أردت منا ترحابا وإعجابَا ، ... " وعلامة الدار على باب الدارْ " ، مثل مغربي نطق به من زمان بعيد رجل من الأخيارْ ، ينطبق على حكومة ونواب المغاربة الأحرارْ ، فكلكم يتذكر والتذكر أمر مفيد لبني الإنسانْ ، كيف خيم الظلام بسواده وجبروته على قبة البرلمانْ ، مباشرة بعد اعتلاء منصته من قبل الملك السلطانْ ، وهذا إن دل على شيئ يا أيها الأحبة الكرامْ ، فإنما يدل على أن هذه الحكومة المرفوضة من قبل الخواص والعوامْ ، هي حكومة سيَسْوَدُّ معها مستقبل الأيامْ ، وستسود معها الأمنيات والأحلامْ ، ولست أتطيربالأشخاص في هذه الكلماتْ ، فالتطير محرم عندنا بدليل الأحاديث والآياتْ ، ولكنها الحقيقة التي لا تترك مجالا للتأويلات أو التعليقاتْ، فما دام القصر لا يعير اهتماما لرغبة الشعب في بلادِي ، ومادام المتهم بالنصب والإحتيال أمسى رئيسا للحكومة لا لبعض النوادِي ، ومادامت الحقائب الوزارية وزعت عبثا بالتنادِي ، ومادامت الوجوه التي حصلت على الوزارات والحقائبْ ، هي نفس الوجوه التي سخط عليها المقاطع والناخبْ ، وامتنع عن التصويت لها الحاضر والغائبْ ، فلن ترى مستقبلا إلا السواد يعلو سماء البلدْ ، ولن تجد إلا الظلام يحلق حولنا بالبؤس والنكدْ ، وأنذاك لن يصبر على الظلم والقمع والبأس أحدْ ، .... ولمن يقول إنني أبالغ في الوصفْ ، وأحذف الحق بكل أنواع الحذفْ ، ولا أتقن إلا لغة السب والقذفْ ، أقول ونار الثورة الشعبية في بلدي تتأججْ ، إن أسوأ ما صنعته السلطة في تاريخها الأعوجْ ، هو أن تختار السباحة ضد التيار كحل لها ومخرَجْ ، ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه الشيب والشبابْ ، أن يسْتَمَع إليهم بعين الحكمة والصوابْ ، لمعرفة سبب مقاطعتهم لمهزلة الإنتخابْ ، ومن ثم وضع النقاط على الحروفْ ، ومعالجة الوضع المخزي المكشوفْ ، وإعادة الحق المغتصب والعدل المحذوف المخطوفْ ، قامت وبكل ما لديها من جهل وضيعْ ، بتشكيل حكومة تابعة لنهجها الفظيعْ ، ومكملة لمسارها القمعي المريعْ ، وهنا نتساءل على الرغم من غياب الديموقراطية والحريهْ ، بإسم من ستحكم هذه الحكومة الجبريهْ ، أباسم الأقلية التي صفقت لها في القبة المنسيهْ ، أم بإسم الأغلبية التي قالت لا للإنتخابات الصوريهْ ، ؟؟؟ ثم من سيعارض من في هذه المسرحية الهجينهْ ، خاصة إذا علمنا أن من تحول إلى صف المعارضة الثخينهْ ، ما اختار المعارضة إلا لحرمانه من الوزاراتوالمناصب الثمينهْ ، ؟؟؟ وعلى أي أساس ستشتغل هذه الحكومهْ ، وبأي البرامج ستعمل في هذه الأيام المرقومهْ ، ومن يحكم ويتحكم في كواليسها وسياساتها الملغومهْ ، ؟؟؟ وماذا تعني كلمة وزير بدون حقيبهْ ، وبأي معيار تم توزيع الحقائب على الوجوه المعروفة والوجوه الغريبهْ ، وماذا تعني في الأخير حروف الديموقراطية العجيبهْ ، ؟؟؟؟؟ ... إذا كانت الديموقراطية تعني حكم الشعب نفسه بنفسهْ ، فالشعب قال بأكمله وبأسرهْ ، في انتخابات لم يدلي فيه بصوتهْ ، أنه لا يؤمن بالقبة وبمن سيجلس فيهَا ، ما دامت لا تحمي إلا من يحتمي بكراسيهَا ، وما دام " حاميها حراميهَا" ، وأنه لا تعنيه الحكومة المعينة في شيئْ ، ما دامت لن تمتعه لا بغنيمة ولا بفيئْ ، وما دامت منجزات سابقاتها لم تصبه إلا بالحمى والقيئْ ، وأنه لا يهمهشأن " عباس " أو " ثريا " أو "نوالْ " ، أو غيرهم ممن كثر عنهم وفيهم القيل والقالْ ، ما داموا قد قبلوا بأن يمارسوا عليه سياسة الإستحمار والإستغفالْ ، ومادام أول شيئ دشنوا به أعمالهم الأبيّهْ ، هو تعيين ما لهم من أزواج وأحباب وأصحاب وذريهْ ، على رأس مكاتب وزاراتهم وإداراتهم القويهْ ، وبالتالي فالشعب اختار أن يكون بدون حكومة تمثله في الرخاء والكربْ ،لأن سلطاته العليا اختارتله حكومة بدون شعبْ ، جل أعضائها أناستورطوا في قضايا السرقة والإحتيال والقمع والنصبْ ، ...أعضاء همهم بطونهم لا سواهَا ، وقبلتهم قصور ما أعلاها وما أغلاهَا ، وهذه هي الديموقراطية التي يتغزلون بحروفها وفحواهَا ، !!! >> . قال المفجوع : قلت لصاحبي بعد هذا الكلام الطويلْ ، الذي بين ما يحاك لنا من أباطيل وأباطيلْ ، وكشف حقيقة ما يروج حولنا من تدليس وتضليلْ ، : إنك يا أيها الخليل والصاحبْ ، حلَّلْت لنا بحق وصدق ما نعيشه من مصائبْ ، وأسهبت في كل نقطة بلسان الناقد والمعاتبْ ، وكما نعلم فلكل داء دواءْ ، ولكل علة سبب وشفاءْ ، وحكومة عباس حكومة جبرية من الألف إلى الياءْ ، فما الحل ياصاحبي للخروج من هذه الأزمهْ ، وما السبيل لمعالجة الوضع بعين التؤدة والحكمهْ ، وكيف نصححه بعيدا عن أدوات التهور والنقمهْ ، ؟؟؟ فقال من غير رهبة أو تخوف أو حشمهْ ، " << يا مفجوع الزمان الجوعاني ، ويا أحبابي ويا خلاني ، ويا كل مستاء من هذا الحكم الفاني ، إذا وسدت الأمور لغير أهلها فانتظروا قيام الساعهْ ، وسوء التخطيط يؤدي إلى تخطيط السوء عند كل نفر وجماعهْ ، والسلطة تسيئ لهذا الشعب بما قدمت له من صناعة وبضاعهْ ، والشعب مهما كان مكتسبا للمناعهْ ، فلن يقبل أن تضرب كرامته بعرض الحائطْ ، ولنيقبل أن يدنس عرضه كل لقيط وساقطْ ، ولن يرضى بالعيش ذليلا تحت سقف نظام متساقطْ ، ولذلك فأحداث" صفرو " وغيرها من الأحداث التي شهدتها باقي المدن الأبيهْ ، تعتبر بمثابة رسالة تحذير لهذه السلطة الغبيهْ ، مفادها أن الفئات المقهورة من الأوساط الشعبيهْ ، ستنفجر عما قريب على شكل طوفانْ ، ولن يقدر على صدها أنذاك إنسي أو جانْ ، وقبل أن يحدث هذا وغيره يا أيها الإخوانْ ، فعلى السلطة بما فيها من أمير ومأمورْ ، أن تقوم بتعديل ما لها من سياسة ودستورْ ، وبتخليق الحياة العامةوالخاصة والحد من البهتان والزورْ ، والكف عن الضحك على الذقونْ ، والإنتهاء من استغفال شعب بلقمة العيش هو مفتونْ ، وجعله حكما حقيقيا في كل أمر يعظم أو يهونْ ، وإرجاع الحقله من كل المغتصبينْ ، وتنقية وطنه من السارقين والناهبينْ ، والضرب بشدة على أيدي الطغاة والمجرمينْ ، فبغير تعديل الدستور أمرنا لا يستقيمْ ، وبغير تخليقنظم الحياة لا نستقيمْ ، وبغير إشراك الشعب وإنصافه لا حلم لنا بعيش كريمْ ، وعلى السلطة إن كانت ذكية ولا أحسبها كذلكْ ، أن تفتح حوارا جديايهم جميع القطاعات والمسالكْ ، ويضم كل من بغيرته الوطنية يسعى للخروج بالوطن من الظلام الحالكْ ، أما أن تنزوي خلف شعارات الديموقراطيهْ ، وتتفرد بكل السلط المصيريهْ ، لتفرض علينا بين الفينة والأخرى حكومة جبريهْ ، فهذا ما لا يتقبله شعب العزة والكرامهْ ، وهذا لن يعود عليها إلا بالخزي والندامهْ ، وقد أسمعت لو تنادي من يرفع للسماع علامة وعلامهْ ، ولكن لا حياة لمن تنادِي ، ولا سلطة حقيقية تحكم في بلادِي ، غير سلطة العبث والإستهتار والإستحمار بالتنادِي ، فانتظر إنا هاهنا منتظرون يا أيها الصاحب الحبيبْ ، فإن موعدهم الصبح يا أيها المعروف ويا أيها الغريبْ ، أليس الصبح بقريبْ ؟؟؟ >> .