من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني: "" حكومة بدون شعب ... وشعب بدون حكومة !!! حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني ، وهومن ضحايا القمع المجاني ، فقال :<<<< جرت بي الأقدار والأقدار مالها نهايَهْ، إلى الإلتقاء بابن أبي الرعايهْ ، صاحب الألف حكاية وحكايهْ ، في مجمع ضم نخبة من الشباب العاطلْ ، العارف بأحوال النابل والحابلْ ، والمميز بين المناضل والسافلْ ، فخضنا في مواضيع من قضايا السَّاعَهْ ، بدءا بأسباب البطالة وما ينتج عنها من فظاعَهْ ، ومرورا بالحديث عن الدين والعلمانية والخلاعهْ ، إلى أن إنتهى بنا المطاف في آخر الساعهْ ، إلى الحديث عن أسس الديموقراطيَّهْ ، وسبل إرسائها في الدول الناميهْ ، فأدلى كل منا بما لديه من معلومات شافيهْ ، حتى إذا وصل الدور إلى ابن أبي الرعايهْ ، تمتم من غير مجاز أو كنايهْ ، وقال من غير بسملة أو بدايهْ ، : "" في البلدان الديموقراطيهْ ، تتوجه كل الشرائح البشريهْ ، إلى صناديق الإقتراع الزجاجيهْ ، لتختار لها حكومة وطنيهْ ، تمثلها في المحافل الداخلية والخارجيهْ ، ولا يفوز في الإنتخابات المذكورهْ ، إلا من كانت وطنيته مشهورهْ ، وأعماله بالصدق منثورهْ ، وتشكل الأغلبية مجلس الحكومهْ ، وتلتزم وبأساليب واضحة ومفهومهْ ، على خدمة الشعب ودرء المصالح الخاصة المكتومهْ ، فمن غير أو بدَّل فالشعب حسيبُهْ ، ومن تماطل أو تنكر فالعزل نصيبُهْ ، ومن غدر بالشعب فغدر الشعب يشوبُهْ ، ... لاءات هذا الشعب بالديموقراطية مسموعَهْ ، وموافقاته فوق الرؤوس مرفوعهْ ، واحتجاجاته ما كانت في يوم مقموعَهْ ، ... هو القيادة في كل شيء والرِّيادَهْ ، ولأن سيادته ما بعدها سيادَهْ ، لا ينام أمام إملاءات الخارج على الوسادَهْ ، بل يعبر في كل حرية عما يريدْ ، إما بالإحتجاج أو التنديدْ ، أو بالحوار المتبادل وهو شهيدْ ، ..... حكومة خاضعة لإرادة الشعْبْ ، وشعب يستعمل معها نظام القلبْ ، إن هي لم تُحْيِهِ إلا في الكرْبْ ، ... لصُّهم يحاكم دون رحمهْ ، وزعماء أحزابهم يُنتقدون من غير حِشْمهْ ، والويل كل الويل لمن انتهك للشعب الحُرْمَهْ ،.... وفي البلدان التي تدين بدين الإسلامْ ، وتعتز بأنها مطبقة للشرع المليئ بالأحكامْ ، وبأنها دون الملائكة وفوق الأشرار اللئامْ ، ... في هذه البلدان : الخجل من الخجل يخجَلْ ، والسائل عن المسؤول يخاف أن يسألْ ، والمسؤول لسؤال السائل لا يأبه وعنه يغفلْ ، والبكاء من البكاء يبكِي ، والزارع منذ زمن بعيد يحكِي ، كيف يتحول الزرع إلى الشوكِ ، ... ففي بلدي المتلون بتلونات الأحزابْ ، البئيس ببؤس الشيب والشبابْ ، المبتئس من بأس الثعالب والذئابْ ، يتوجه الشعب إن كان حقا يتوجَّهْ ، إلى صناديق انتخابات عن النزاهة تتَنزَّهْ ، ليختار من يمثله في مسرحية بالأكاذيب تتفوَّهْ ، وتبدأ المسرحية بتصريح وزارة الداخليَهْ ، بأن الإنتخابات مرت في شفافيهْ ، وأن نسبة التصويت كانت جد عاليهْ ، وبأن الدَّاهِن لم ينجح في دُهْنِهْ ، وأن المراقب كان صارما في شأنهْ ، وقد تأكد الشعب من ذلك بأم عينهْ ، وتستمر الأكذوبة بتشكيل الحكومَهْ ، وتعود للواجهة كل الوجوه المشؤومهْ ، و تتلى البرامج الخالية من أية كلمة مفهومهْ ، ويقرأ الوزير الأول أول تصريحْ ، ويعلق الأخطاء على من سبقه من دون تصحيحْ ، ويختم تصريحه من غير توضيحْ ، ولو تأملت في خطابه يا عديم الخبز والرغيفْ ، لوجدت سا وسوف وكل أنواع التسويفْ ، تملأ الأفواه وتنسى ذكر الرحمان اللطيفْ ، .... وتنقضي فصول المسرحية والدَّجَلْ ، وتنتهي معها سنوات الإنتظار كما ينتهي شهر العسلْ ، ويسأل الشعب كل الشعب عن عملْ ، وتقرأ ها هنا بقلم الأحرارْ ، عن إطلاق من اختلس المليار تلو المليارْ ، وسجن من سرق البقرة والدجاجة والحمارْ ، وتقرأ هناك عن شباب يئسوا فانتحرُوا ، وآخرين تمردوا فانفجرُوا ، وآخرين سجنوا فاندثرُوا ، وتقرأ هنا وهناكْ ، عن ضياع الأوقاف والأملاكْ ، وأكل الناس للأزبال والأشواكْ ، في زمن ضعف الإنتاج وكثرة الإستهلاكْ ، ومن الخارج والدَّاخلْ ، يأتيك تحصيل الحاصلْ ، عما فعله الحابل والسَّافلْ ، ببنات المغرب الفاضلْ ، وعما فعله الكبراء بالضعفاءْ ، وما صنعه أبناء الوزراء والمدراءْ ، أمام كل من آثر تطبيق القانون دون حياءْ ، .... والنتيجة يا إخوة المفجوعْ ، رجوع إلى الوراء ما بعده رجوعْ ، وحال ترثيها الدماء لا الدموعْ ، ... حكومة بدون شعبٍ وشعب بدون حكومَهْ ، وهكذا تكون السياسة الملغومَهْ ، ومن السياسة ترك السياسة المعلومهْ ، .... "" قال المفجوع : فلما انتهى ابن أبي الرعايهْ ، من كلماته التي يرجى لنا منها الوقايَهْ ، قلنا له بلسان المشتاقين للأزمة النهايهْ ، ما الحل في نظرك يا ابن أبي الرعايَهْ ، ؟؟؟ فقال : "" يا مفجوع الزمان الجوعاني ، إليك عنِّي ، فلست منك ولست منِّي ، وليس هذا الشأن شأني ، ودعك من طلب الحلولْ ، في زمن غاب فيه العقل والمعقولْ ، وتداوى الناس فيه بالحشيش والأفيون والكحولْ ، حتى صرت ترى الكذَاب صِدِّيقَا ، والمنافق خلا ورفيقَا ، والزور والبهتان بالشهادة لصيقَا ، .... وإن كنت مصرّا على الحلِّ ، في عصر الجنس والفلس والذلِّ ، فإني أقول لك قبل أن أبرح محَلِّي ، : إن حب الكراسِي ، هو رأس كل المآسِي ، وهو مرض لصيق بهؤلاء النَّاسِ ، ولو أن كل مسؤول مسؤولْ ، تذكّر في كل ما يقولْ ، أن الكرسي يدور مع الزمان ويجولْ ، وأن المسؤولية تكليف لا تشريفْ ، وأن اللبيب المحبوب الحَصِيفْ ، هو الذي يوفر لغيره قبل نفسه الخبز والرغيفْ ، وأن الأنا تقتل أصحابَهَا ، وتفني وتبيد أحبابَهَا ، ولا ترحم طُلاَّبَهَا ، وأن أعظم الأمور والأشياءْ ، عند رب الأرض والسماءْ ، هو القسم والحلف بين يدي الملوك والأمراءْ ، على خدمة الشعب والفقراءْ ، ثم الحنث في القسم واليمينْ ، ومحاربة أهل الإصلاح والدَّينْ ، وتلفيق التهم السوداء لكل المناضلينْ ، ... فلو تذكر المسؤولون كل هذا ، لما وقع لنا كل هذا ، وإني أقول قبل كل هذا ، : ... لنا وطن حب الشعب له مُتَحَقِّقْ ، وأبناؤه للمنجزات العظام تُحَقِّقْ ، لكن اليد الواحدة لا تصفقْ ، فحبذا لو تظافرت الجهودْ ، وحبذا لو أوفى المسؤولون بالمواثيق والعهودْ ، وحبذا لو تتحقق تلك العهودْ ، وما النهاية إلا قبْرٌ ، فلا نهي ولا أمرٌ ، ولا قمع ولا زجرٌ ، ولكن هي الأعمال وحْدَها ، فاجعلها خيرا تجد جِدَّهَا ، وألبسها حسنا كي تلاقي رَدَّهَا ، فالعمر بالخير يجب أن يُخْتمْ ، وهذا الكلام بالنصح يُرْسمْ ، وإنما اللبيب من كان بالإشارة يَفْهمْ . "" >>>> بقلم : محمد ملوك كورتي طاكسيات باب شالة الرباط