في بلد تكرس فيه الظلم حتى بات شيئا مألوفا..
في بلد لا يسمع فيه صوت المحتاجين والفقراء والباكين لأنهم خارج التغطية الصحية..
في بلد بحت فيه حناجر المعلمين
فصعقوا بخراطيم الماء حتى سال الدم مستسلما..
في بلد أحرق فيه الدراويش أنفسهم ومات الأطفال من (...)
وقفوا في طابور أمام حارس الأمن كي يرتبهم..
تعالت الأصوات:
– أنا جيت الاول..
– أنا قبل منكم كلكم..
– أنا من لفجر وانا هنا..
ارتفع صوت الحارس فصمت الجميع..
وزع الوريقات المرقمة..
أخذ كل مريض ورقته وانزوى الى جانب من الحائط..
ألقيت نظرة على ذلك الذي (...)
الطريق طويل إلى العاصمة، الحافلة العجوز تتوقف باستمرار، ومعدتها تكاد تسقط من فمها..
ترفع الستارة المتسخة على النافذة المغبشة.. وتجوب الفضاء بعيونها الفارغة..
ما أقسى الحياة، حين تسحب نفسها منك!
يمتد الريف على يمينها، المنازل الصغيرة، والناس، (...)
لا أريد أن أكتب.. أنا أبحث عن هواية أكثر فتكا بالإنسانية.. عن موت فرعوني يحنط جمجمتي، أو آلة تخذير أفعوانية أنزلق فيها عن وعيي، فتساقط من رأسي علامات الاستفهام وتضيع الفواصل، تعترف بالسر نقاط الحذف والأقواس المغلقة تفتح أبوابها..
ماأقسى (...)
أنت لم يحملك السيل مرة مع الحجارة الكبيرة..
لم يجرح الثلج أنفك وأصابعك الصغيرة..
لم تنتظر موسم الحصاد وقدوم الضيوف
لكي تشبع..
لم تجرب مع القنفذ و الفراشة والزهرة
كيف ترتع..
أنت لم تصبك تلك الحمى..
التي لا تشفى..
الا بحمى..
أشد حرارة وأقوى ..
أنت لم (...)
سألت ابن السادسة وهو يشد على لوحته الالكترونية بشغف ويلعب لعبة المغامرة المفضلة عنده..
هل استظهرت سورة الضحى؟
قال: ردديها معي كي أحفظ..
بالمقابل هو لا يحتاج من يقوده كي يتحكم بالمغامرة وبتقنيات الافلات من الوحش.. انه لا يحتاج مساعدتي لتخطي حفرة (...)