زهرتان كانتا ستلتقيان، إحداهما نامت منتظرة على عتبة قلقها ثم انتفضت جزعة لصوت طلق ناري، وأخرى ذات عبير ليلكي سقطت من يده على الرصيف المتآكل.
ولأن ليس بالمدن وحدها تزدهر الإنسانية، وما بالبارود فقط تتفجر المدن، كانت العاصمة قد ارتجت لمقاله الذي دفع (...)
"اتركوا الهند وأنتم أسياد "
بهذه الجملة الشهيرة خاطب المهاتما غاندي بريطانيا العظمى ودوّنها لسان التاريخ، جملة مدهشة تنم عن شخصية قوية تمتص قوة عظيمة يستمدها من ثقته العالية بالنفس وبقدرات شعبه، فمن يقود جموع الفقراء في مسيرة شاقة مرعبة مشيا على (...)
إلى حبيبتي المهاجرة صوب عدمي :
سأحرص دون إضاعة السطور على الديباجة إذ لم يتبق للجمال مساحة بعد أن ساقتكِ رياح الهجرة المنبعثة من فصول الكراهية المتعاقبة إلى مصير الغربة، وأنا هنا أحترق وأتحول إلى رماد في كل سطر أخطّه عن إضاءات شوقي للقائنا المكتوب (...)
دَعاني أكيتو لعشاء.. ما تيّمني
في غربتي
أواه
بهجتي تخبو يَجُبّها الضيق
ما بال ألواني تماثلت
كندف القطن سَقْطُها
تُعِدّ قبوراً
مثواها الجليد
قلبي
خَدَر السكون يرتاد
امرأة أنا
زوجها عراق
مُقيّدة الجسد
كمُقَل في المحاجِر تدور
تبكي
ترتجي (...)
بمقدورك أن تُضْرِم النار بي
أن تُمزّق ثيابي
زاولْ غريزة الهوى
وطارحْ ثم ارعشْ وراوغْ
رُغم غثياني..
صفّدْ أفكاري كلما أشرقَتْ
احشر أنفك
تحسّسْ زواياي
بمَلامِس الإخطبوط
انثرْ حولي مملكة من غبار
ونسيجاً للعنكبوت
لكني جان (...)
صَفير يوقظ الأنا
===========
في صباحٍ دخاني يبتلع نشاط الصائمين بدياجيره ويرجو المزيد، كان يتزعّم شُرطة السّير كعادته في ذلك المفترق الأعنف اكتظاظاً في بغداد، حينما صفّر هاتفه المتحرك وجاءه صوت ابنته وهي تشكو تخلفها عن إدراك موعد تأدية اختبارها (...)
لحظة أن هَوَى الهوى
===============
رُغم فجيعتها بخيانتهِ لها مع عشيقتهِ على تَختِها المُقدّس، بَددت كل تضرّعاتها المشبوبة ولم تتمكن من ثنْي عزمه الصارم على القطيعة الأبدية. وفي لحظة قنوط هستيرية، قذفت بجسدها المخذول دون تردد من شرفة الطابق (...)
قالت ميري لزوجها إدوارد بعد أن أتمّت تنظيف القطعة التي بين يديها:
- نقّبنا في الكثير من مواقع العراق الأثرية فلم أجد أغرب من هذه السكّين.
ناولتها اليه وهي تمسّد النصل بحذر شديد . فأجاب وهو يتفحص باهتمام بالغ مقبضها الذهبي :
- هي متقنة الصنع وبيد (...)
منكَ وإليكَ
نظرت اإلى حفنة التراب التي احتوتها قبضتها وكأنها تُمسك برقبة قاتل زوجها، لتهمس في أذنه بتصميم:
ها قد أرجعته اليكَ. يا من أورثته أمراضه المزمنة والتي مات بها غريباً.. فخذ.. دثّرهُ..
وارخت القبضة وبسطتها نحو التابوت القابع بالحفرة التي (...)
لو كنا بلا أوجاع كان كل ما يُحيط به مثالياً حتى أنه لم يتلمس أطراف السعادة، كونه لم يختبر العذاب ..عاد إلى مسكنه بعد أن عزم على قتل الرتابة المُضجرة.. دُهشت زوجته حين راحت تعينه على فك رباط حذاءه الجديد وهو يتلوى من تقرّح قدميه لأن مقاسه أصغر من (...)
قال في نفسه: يا لهم من أوغاد.. أعدموني.. رغم حصولهم على ديتي!.. تحرر من جثته المنهكة وأقلع عنها طائراً مرفرفاً بلا جناح.. وكيانه كله نهب شعور غريب لا مجال لعقله البشري الى إدراك جوهره..فغرق في ربوع ارتياح لذيذ لم تعهده روحه بين قضبان الجسد..ثم (...)
يقولون: أزرق اللون محيط القبعة.. لا القبعة زرقاء ولا لون للمحيط ِ! رُبّ مدفع في تلك القلاع يقذف فقاعات الصابون فاختبئ ليحملني الموج نحو شُعَب مرجانية هنالك حيث باضت الإنسانية وكان أثراً لمارد وصورة أنثاه على البارد في الجليد وكانت البشر من أنثى وذكر (...)
وبينما أنا أعشقك
كل يوم ٍ
هناك
في منفاي َ
وتحت ظلال أوهامي
نسيت ُ..
وبين حين ٍ وحين
أذكر ُ
بيوتا ً كانت
من طين
تودعني مهاجرة ً
فتعودُ
قصورا ً تسوّر طيني
هنا..
بين العربة والإصطبل
يلوح ُ لي خيالك
لحظة َ وداعي..
وجسدي
تأرجحَ بين (...)