لحظة أن هَوَى الهوى =============== رُغم فجيعتها بخيانتهِ لها مع عشيقتهِ على تَختِها المُقدّس، بَددت كل تضرّعاتها المشبوبة ولم تتمكن من ثنْي عزمه الصارم على القطيعة الأبدية. وفي لحظة قنوط هستيرية، قذفت بجسدها المخذول دون تردد من شرفة الطابق الثامن. وجاء القدر متحيناً الفرصة للانقضاض في تلك اللحظة المدونة منذ الأزل في سِفر افتراقهما ليتزامن سقوطها مع اللحظة التي كان الزوج يُبارح فيها المبنى، فهَوَت عليه مع جبال هواجسها المميتة، لتذرف بعدها على جسده المسجى عَبرات الوداع. لحظة تمرد ============ أحبت عنزتها التي تحاور معها جلّ وقتها الميّت بصبرٍ مزمن في ذلك القصر الريفي النائي في غياب زوجها ذي الطباع العاصفة وحضور حماتها المستبدة. هزأ بِها زوجها المغرور وهي تُدثر المعزى بأغطية صوفية وقال لها: بات الشك يُساورني في قربى العنزة إليكِ ! أجابت وقد حررتها لحظة تمرّد من سلطته:أجل هي حماتي. وقد كنا مجنونيْن حينما تزوجنا. ردّ ساخراً: حدثيني بصيغة المفرد أرجوكِ.. أجابت على الفور:إذنْ.. كنت أنت المجنون حينما تزوجتني. لحظة إيحاء شعرية ============= شاعرة ٌ هي، ولطالما فتشتْ عن نصفٍ ضائع يصطفّ في تراص مع نصفها المُنشد لتراتيل البهجة. تزوجته، وهو عقيم المبادأة يفتقد لموسيقى القول تحت إكراه مطارق الإلحاح، لكن بشرطها في تملّك حق العصمة. ولم تزل تغازله بالأشعار كل وقت وتتودد إليه بفصيح الكَلِم كل حين ..ولما شعر بتفوق كينونتها الإنسانية صرخ بوجهها : - لن أجيز لكِ بعد الآن أن تخاطبيني بلفظٍ من الفصحى. وفي لحظة إيحاء شعرية، ناشدته بنوال فرصة أخيرة لجملة فصيحة، وحينما استجاب متلذذاً بتوسلاتها، قالت له: -اذهب وأنت طالق!