إيمان
في صحراء جافة كان يسير درويش
في رحلة بحث عن الله..
بعد مسيرة يوم كامل، توقّف من شدّة التعب،
رفع بصره نحو السماء، فلمح غيمة شاردة
في الأفق البعيد..كان العطش قد بلغ منه مبلغه، فخاطب
الغيمة قائلا:
-أيتها الغيمة، حدّثيني عن الله،
فأمطرت الغيمة (...)
تحرّر
غاضبة، صرخت في وجهه:
-لا يهمني أن أكون جميلة..أنا حرّة..
وجدها، في المساء، تحمل مرآتها اليدوية، تتزيّن، وتتعطّر.
فيض
كاد أن يلقي حتفه مرّات عديدة..
حتى أنه نجا بأعجوبة من محاولتي انتحار متتاليتين.
بينما كان الموت يتراجع مذعورا، كانت الحياة (...)
حيرة
وهو على سرير الموت، قال بنبرة لا تخلو من التوتر والارتباك:
-حائر أنا.. وخوف قاتل يسيطر عليّ
ربتت على كتفه بحنان، وقالت متسائلة:
-لم هذا الخوف..وهذه الحيرة؟
نظر إليها، وفي عينيه حزن وتساؤل عميقان، ثم غمغم قائلا:
-ماذا لو كانت حياتي بأكملها، (...)
قلوب
انتظر الطفل نهاية الآذان، ثم سأل أباه ببراءة:
-أبي، أين يسكن الله؟
-في قلوب المؤمنين يابني، أجاب الأب دون تردّد.
فكّر الطفل مليّا، نظر إلى أبيه وقال مندهشا:
-إلى هذا الحدّ قلوبهم كبيرة، ياأبي؟!
غزوات
دائما، يخرج من غزواته ظافرا، سالما..
هذه (...)
غزوات
دائما، يخرج من غزواته ظافرا سالما..
هذه بدر..وتلك شمس..
شوهد، هذه المرّة، وهو يجرّ أذيال الهزيمة، في غزوة..
لايعلم أحد بتفاصيلها.
طريق
وأنا أسير متسكّعا، غير آبه بصخب الشارع، سألت
الشخص القابع في أعماقي:
-لو أني عملت بمشورتك، هل سأكون قد (...)
التقيت(ماكيافيلّي) في إحدى حانات المدينة ،فبادرته بالسؤال :
-أيها (الداهية العبقري)...مارأيك في الفكر السياسي الراهن؟
نظر إلي لحظة، ثم شرب كأسه دفعة واحدة وقال واثقا :
-أنا في كامل سعادتي..مازال المخادعون في كل مكان،يلعبون (اللعبة) نفسها على بني (...)
سراب
فتشت عن الحقيقة، فلم تجدها حتى في بطون الكتب..استسلمت لسخرية الأقدار، قطعت آخر خيط يربطها بالواقع ثم تاهت في خيالها تنسج أحلام يقظتها من سراب.
أقدار
حرمتها الأقدار أزهى أيام العمر، لفها الضياع والنسيان، ونسج اليأس حولها خيوطه ، (...)
بعناية فائقة، وضع جسدها المشوه على طاولة الجراحة. تفحصها مليا، ثم اخرج مناشيره ومشاريطه وكل الياته. بمهارة دقيقة, شرع في تشريح اعضائها واستئصال الزوائد التي شوهت هيئتها وصورتها.انتهت العملية الجراحية بنجاح. استعادت عافيتها، واسترجعت رونقها. نظرت الى (...)
قصص قصيرة جدا
باحترافية وذكاء كبيرين، أطلق رصاصته مباشرة نحو الهدف فأصابه في مقتل. من فعلته تلك، خرج بريئا منتصرا حسب قوانين القصة القصيرة جدا.
منحة
بشدة، انتقد نظامهم، وبجرأة تحدى ظلمهم...أهدوه كرسيا وبدلة، ومنحوه راتبا (...)
ضربت عاصفة إستوائية هوجاء- على التوالي- مجموعة من البلدان، مخلفة ورائها ضحايا في الأرواح وخسائر مادية كبيرة، كما توقعت مصالح الأرصاد الجوية العالمية أن هذه العاصفة القوية ستتجه إلى بلدان مجاورة، مصحوبة بأعاصير مدمرة، بالإضافة إلى رعد وبرق سيؤديان (...)
بعد أن فقد السيطرة على كل شيء، وجه خطابا صوتيا إلى ما تبقى من أتباعه يدعوهم فيه إلى أن يحملوا خيامهم على أكتافهم ويتبعوه إلى صحراء الله الواسعة.
العفو عند المقدرة
ليظهروا للعالم كله سلمية الثورة وحرصهم الشديد على تطبيق شعيرة العفو عند المقدرة، (...)
استيقظ الحاكم صباحا، من نوم مضطرب والفزع يملأ قلبه خوفا من اقتحام المتظاهرين مقره الرئيسي. فتح جهاز التلفاز، مر سريعا على جميع القنوات الإخبارية: زلزال تسونامي المدمر..تسربات إشعاعات نووية خطيرة..دمار وخراب في كل أرجاء المعمور.عاد الحاكم إلى سريره، (...)
في منتصف ليل بارد، حيث الظلام الدامس والصمت القاتل يلفان المكان، وقف البوعزيزي وحيدا أمام مدخل الكهف المخيف . بشجاعة منقطعة النظير، إنسل داخله ، و اخترق الظلمات. بنباهته وحدسه عثر على شعلة الخلاص الضائعة.أخد قبسا، وبضربة قاضية أزاح الوحش القابع في (...)
الآخر
داخل غرفة كان يجلس جان بول سارتر مرتبكا ومضطربا..كان يحدق في كل أرجاء الغرفة ، ويلتفت يمينا وشمالا كأنه يبحث عن شيء ما ..أشار بيده في اتجاه النافذة قائلا لسيمون دو بوفوار:- هناك... وراء تلك النافذة ، ربما يوجد شخص ما (...)
قرا الف رواية واطلع على الف حكاية وحكاية.غاص في بحور الشعر.تقادفته امواجه العاتية، والقت به على الشاطىء منهك القوة.خط رسالة الى صديقه شاكيا باكيا يقول فيها:" ياليتني ما قرات".
الغريب
قضى شبابه كله متغربا عن الوطن راكضا وراء الدولار.انهكته (...)
هتفت الجماهير بما فيها الشيوخ والرضع والأطفال:- ارحل..تنحى، باسم الشهداء.. وحقنا للدماء. خطب مراوغا:- لست بمتنحي.دوى صوت الجماهير:- أنت لست باله. انتفظ غاضبا:- سأحرقها كما أحرق نيرون روما. صاحوا بصوت واحد:- برجك العالي أكلته دابة الأرض، وغمرته مياه (...)
الرابعة زوالا من صيف سنة 2005، وصلت مطار اثينا قادما من باريس.كنت في شوق ولهفة للقاء اخي الدي يغترب هناك مند خمسة اعوام.كيف ساجده بعد كل هده السنين؟..كيف ستكون احواله؟..هل غيرت الغربة من طباعه؟..كيف وكيف..اسئلة عديدة كانت ترن في دهني لحظة نزولي (...)
كنت اقضي جل وقتي داخل مكتبي الصغير المزدحمة اركانه بكتب وروايات وقصص من مختلف الاجناس الادبية.كنت ابقى متسمرا امام الالة الكاتبة علني انهي مشهد او مشهدين من احدى سيناريوهاتي السينمائية، خاصة سيناريو الاسير. كنت دائما في صراع مع الشخصيات والاحداث (...)
صمت رهيب يلف المقهى الممتلىء عن آخره بالزبائن. الشمس كانت تشرف على المغيب، في الشارع المقابل كان أشخاص يسرعون الخطى في كل الاتجاهات . في أحد أركان الشارع كان شخصان يتقاذفان فيما بينهما السب والشتم والصراخ في حالة من الهستيريا، وسيارات كانت تمر بسرعة (...)
كان ثمة رجل على هيئة منشار، يأكل جيئة وذهابا من جسد طري فاتن ومغري. في كل مرة - وعند قدوم ذلك الرجل المنشار- كان الدم ينفجر من الجسد الطري كالشلال. وفي اللحظة التي أراد فيها الجسد الطري المثخن بالجراح أن يستسلم وينهار، لملم جراحه، تحولت الجراح إلى (...)
في يوم صيفي قائض ،حطت بعوضة على أحد الروؤس ذات الشعر الأسود. تحسست البعوضة بخرطومها المكان، فركت أجنحتها بحركة سريعة ، فرزت الشعر عن الجلد، ثم غرزت إبرتها في الجمجمة ، فبدأت ترتوي من دم الضحية بهدوء وسكينة. بعد برهة من الزمن، انطلقت كالسهم، وبدأت (...)
ذات مساء، كنت أتواجد بمطعم الحرية رفقة سامية المرأة التي عشقتها لحد الجنون..المرأة التي تختلف عن كل نساء التاريخ.المكان الذي حجز لنا كان بجانب نافذة عريضة ذات ستائر بنفسجية يظهر من خلالها القمر متلألأ في الأفق . على الطاولة المرمرية التي حجزت لنا ، (...)
ذات صباح ربيعي جميل، كنت أتواجد بإحدى المخبزات. كنت أرغب في شراء البعض من الحلوى الخاصة بعيد الحب. كانت المخبزة ممتلئة بالزبائن. فاتخدت مكاني في الطابور.وفي انتظار دوري ، بدأت أتصفح كتابا كنت أحمله معي. أمامي كانت تتواجد امراتان في منتصف العمر، (...)
السادسة والنصف صباحا - كنت اتواجد بمحطة القطار- كنت أود الذهاب إلى إحدى المدن لقضاء أحد الاغراض الإدارية. لسوء حظي وصلت إلى المحطة متأخرا بنصف ساعة- ففات علي القطار.لعنت نفسي وأنبتها في خيالي بسبب تأخري الدائم عن مواعيدي الضرورية. ذاك الصباح شعرت (...)