الآخر داخل غرفة كان يجلس جان بول سارتر مرتبكا ومضطربا..كان يحدق في كل أرجاء الغرفة ، ويلتفت يمينا وشمالا كأنه يبحث عن شيء ما ..أشار بيده في اتجاه النافذة قائلا لسيمون دو بوفوار:- هناك... وراء تلك النافذة ، ربما يوجد شخص ما يراقبنا. مرآة حدق في المرآة ، فلم ير سوى الجدران العالية تحيط به من كل الجهات. الحياة جميلة بعد سنوات الاعتقال في غياهب السجون، أطلق سراح ناظم حكمت ..عانق الحرية من جديد مزهوا مبتسما والسعادة العارمة تغمر نفسه.كان يعلم- وهو يقضي عقوبة السجن داخل زنزانته- بأن أشعاره العظيمة وأقواله المأثورة تقرأ في كل أرجاء المعمور.كان يضحك كطفل بريء، مبتهجا، في وجه كل من يصادفه في طريقه. تعجب رفاقه من سلوكه ذاك.فسألوه مندهشين:- أخبرنا أيها الرفيق..ماسر هذه السعادة التي تغمرك?!..ألم تؤثر فيك كل تلك السنوات الطويلة من الإعتقال?!..ألم تملأ قلبك حقدا وألما ويأسا.?!.كرد على سؤالهم ، كتب روايته الوحيدة في حياته ، وعنونها ب:" الحياة جميلة ياصاحبي". الإعدام ضحكا في إحدى القبائل البعيدة والمنعزلة عن بقية العالم كان الحزن العميق يجثم على أنفاس ساكنتها، ويسيطر على حياتهم اليومية . وكان الضحك في تلك القبيلة يعد ممنوعا، بل يعتبر من أخطر الجرائم التي تعاقب عليها أعراف وقوانين تلك القبيلة. لذا، كان كل من يضبط متلبسا وهو يضحك أو يبتسم يكون جزاؤه الإعدام ضحكا حتى الموت.