إذا كان إلحاقُ الرّحمة بالعالَمين مِنْ مقاصد الوحي الرئيسة؛ فإنَّ منْ مستلزمات ذلك أن تكونَ البِنيةُ الداخلية لنصوصِ الوحي قادرةً على "توليد" نماذج معرفية تَهدي الإنسانَ للتي هي أقوم. وتتمُّ عمليةُ الاهتداء إلى هذه النماذج عَبْرَ مسلَكَي "الاستنطاق (...)
عندما تقرأ أو تسمع لخطاب بعضِ "دُعاة الإصلاح" قد تفهم أو تستنتج أن المجتمعَ هو موضوعُ "الإصلاح" والمعنيُّ به. أمّا هُم فغيرُ مَعنيِّين به أصلا وليسوا موضوعًا له؛ بل هُم أدواته التي بدونها لن يتحقَّق أيُّ إصلاح؛ لأن هؤلاء قد يعتقدون أنه لا تُصيبهم ما (...)
لا تُشكّل المنظوماتُ أو المذاهبُ أو الأفكارُ المختلفةُ تحديا حقيقيا للإسلام مِن حيث هو دين!
أكبرُ تحد يواجه الإسلام هو أن تؤدي تعاليمه وواجباته وشعائره التعبدية وتكاليفه الشرعية ومنظومته الأخلاقية وفلسفته في الحياة… أن تؤدي إلى نقيض المقصود؛ أي (...)
حلّت بنا هذه الأيام الذكرى 101 لمعركة أنوال التي تعدّ إحدى المعارك الخالدة في التاريخ المغربي والإسلامي والإنساني. ولن يتوقف هذا المقال عند خصوصيات وأحداث هذه المعركة وإنما سيحاول أن يتناول بعض القضايا المرتبطة بها، ومنها كيفية التعامل مع تراث ورموز (...)
الدعاء من المسائل التي تحَدث فيها العلماء قديما وحديثا بشكل مستفيض. و"الدعاء هو العبادةُ" وأنه "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" كما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة.
ولا أعتقد أن عبادةً هذا شأنها يمكن أن تنال هذه المنزلة إذا كانت مجرّد كلمات تلوكها (...)
يريد أنْ يُفهمنا من يستعمل ورقة "الحرية" للإفصاح عن تصوراته وآرائه المختلفة؛ خاصة تلك المناهِضة للتصورات الدينية ولممارسات المتدينين، بأنَّ هناك فئةً من الناس قد تمرَّدت على الحدود ووصلت إلى قمة الحرية في التعبير والفن والإبداع، وأخرى تأسُرها (...)
تقومُ دُنيا طائفةٍ من "الحداثيين" و"التنويريين" ولا تقعد إذا تحدَّث عالمُ الشرع في تخصصاتٍ علمية دقيقة، وقد يكون في بعض الحالات مُلمًّا بِها أو يمتلك الحدّ الأدنى من المعرفة بها!
أمّا إذا تحدَّث باحث (أو صَحافيٌّ) أو غيرُهُ في تخصصاتٍ شرعية دقيقة (...)
استهل هذا المقال بأمثلة تقريبية في شكل تساؤلات: هل يمكن لِمن بضاعته من المعرفة الأصولية والفقهية واللغوية (والدلالية) مزجاة أن يفهم القواعد الفقهية الكلية التي بثّها الإمام شهاب الدين القرافي في كتابه "الفروق" فهمًا دقيقًا؟!
وهل يتأتي لمن بضاعته من (...)
أعتقد أن هناكَ علاقةً جدَليّةً بين تأويل النصوص الدينية واختيار دوائر التفكير والاشتغال؛
فالاختيار المسبق لدوائر التفكير والاشتغال له أثرٌ في تأويل النصوص، كما أن هذا التأويل يؤثر في اختيار هذه الدوائر.
وتُعدّ دوائر التفكير والاشتغال من العوامل (...)
عندما يَعجزُ حاضرُ أمّةٍ من الأمم عن "إنتاج" شخصياتٍ وتحقيق إنجازاتٍ في مستوى متطلبات اللحظة الراهنة، فإن العملَ على اكتساب "الشرعية والمشروعية" في الحاضر غالبًا ما يتمّ عَبْرَ مَسلكين اثنين على الأقل:
الأول: التوجّه نحو الماضي لاستدعاء رموز (...)
إذا رأيتم امرأةً أو رجلا أو غيرهما، في عالمنا العربي والإسلامي، يُقيمون الدنيا ولا يقعدونها بحديثهم عن مسؤولية الدين أو الفقه الإسلامي عمّا تعيشه النساء من أوضاعٍ سيئة، وفي نفس الوقت، يَسكتون عن الاتجاهات التي تَستعملُ المرأة إيديولوجيا وتجاريا (...)
الدروس الحسنية تفرّد مغربي
عندما نذكر شهر رمضان في المغرب فإننا نستحضر مجموعة من التقاليد الثقافية والروحية التي يتميز بها هذا البلد، ولعل من أبرزها مجالس الدروس الحسنية التي هي بمثابة موعد فكري سنوي ومؤتمر إسلامي عالمي.
يتفرد المغرب بهذه الدروس وقد (...)
تواترت مؤخرا في تصريحات وكتابات الأستاذ أحمد الريسوني، العضو المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دعوات إلى ضرورة تحرر واستقلالية المؤسسة الدينية في المغرب. ومن بين ما قاله: "... وعلماء المغرب وغير المغرب يتطلعون إلى الحرية والاستقلالية..."، (...)
أعتقد أن منطقة الريف قد دفعت ثمن اختيارات سياسية وفكرية في ظل الأحداث السياسية التي حدثت قبل وبعد الاستقلال، والتي كان جوهرها رفض محمد بن عبد الكريم الخطابي لطبيعة الاستقلال الذي حصل عليه المغرب؛ فكان التهميش الممنهج لتاريخ وتراث ورموز هذه المنطقة، (...)
، وكذا تحذيراته المتكررة من الاختراق الشيعي للمناطق ذات الأغلبية السنية... شكّل ذلك تحوّلا جذريا في فكر وتفكير القرضاوي الذي كان دائما يقدم نفسه باعتباره رمزا للأمة بمختلف تلاوينها المذهبية والفكرية؛ ممّا جعلنا نتساءل: كيف نفهم "الطبعة" الجديدة (...)
أعاد الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم مرة أخرى إلى الواجهة سؤالَ المُقَدَّس وحدود "حرية التعبير". وللتذكير، فقد تعلمنا من نصوص القرآن الكريم ومن سيرة خير المرسلين أن الأنبياء جميعا، بما فيهم خير البرية، تعرضوا لشتى أنواع الأذى المادي والعنف (...)
يُراد للبشرية جمعاء في كل سنة أن تتذكر الحادث الإرهابي الذي هزّ أمريكا يوم 11 سبتمبر 2001. وهو حادث نَدينه ونستنكره بشدة... لكن ما لا يمكن قبوله هو أن تُفرض على البشرية تواريخ بعينها ويُطلب منها أن تذكرها وتتذكرها وتحتفل بها، وفي المقابل يتم التغاضي (...)
نعتقد أن "الاتجاه السلفي" في المغرب -في عمومه- يفتقد إلى مفاتيح منهجية وفكرية تمكنه من مقاربة مجمل الأسئلة التي تُواجِهُ الفكر الإسلامي المعاصر والتي غالبا ما يطرحها "الاتجاه العلماني"؛ خاصة تلك المتصلة بالمرجعية القيمية للمجتمعات الإسلامية. من (...)
استقر في مخيال عموم الجماهير العربية والإسلامية أن الحركات الإسلامية هي التعبير الصادق عن قيم الإسلام. ولعلّ ما يشدّ الجماهير إلى هذه الحركات ليست نظرتها التفصيلية للواقع العربي وطبيعة تقديرها للحظة الراهنة وما تطرحها من إجابات، إنما مجموعة (...)
لمّا كانت المؤسسات الدينية للدولة في المغرب وفي العالم العربي بشكل عام تتحرك وتشتغل ضمن استحقاقاتِ دولٍ قُطرية فإن هذا أثّر على طبيعة رؤيتها للإسلام؛ فتحديد سقف الاشتغال وخط التحرك في ضرورات الدولة وفي الشواغل اليومية للناس وفي المعارك التي يفرضها (...)
أعتقد أن تعريف العالِم في الزمن المعاصر وَجَبَ أن ينطلق من أمرين اثنين: الأول: وظيفته التي حدّدها له الشرع الكريم، فالحديث النبوي اعتبر العلماء ورثة الأنبياء، ومهمة الأنبياء بالأساس هي إلحاق الرحمة بالناس وهدايتهم للتي هي أقوم؛ أي إن وظيفة العالم هي (...)
أعتقد أن تعريف العالِم في الزمن المعاصر وَجَبَ أن ينطلق من أمرين اثنين: الأول: وظيفته التي حدّدها له الشرع الكريم، فالحديث النبوي اعتبر العلماء ورثة الأنبياء، ومهمة الأنبياء بالأساس هي إلحاق الرحمة بالناس وهدايتهم للتي هي أقوم؛ أي إن وظيفة العالم هي (...)
لتجنب الآفات التي تواجه الإعلام الديني بالمغرب في شقه الفكري والمعرفي والثقافي، لا بد من بناء إعلام معرفي تأسيسي بعيد عن الآفات التي ذكرتها في مقال سابق، والمتمثلة في: غلبة السياسي على الديني، وغلبة الإيديولوجي على المعرفي، وغلبة الهواية على (...)
لاشك أن السياق العالمي المعاصر بسماته المختلفة، يقتضي بناء إعلام ديني يكون في مستوى الأسئلة التي يفرضها هذا السياق. ويكون متسلحا برؤية دقيقة لطبيعة اللحظة العالمية الراهنة التي يعيشها الإنسان المعاصر.
والإعلام الديني المغربي –شأنه في ذلك شأن (...)