أمين أحرشيون لم يكن سامويل يخطط لتغيير حياته، كان مجرد شاب إسباني عادي، يجلس في مقهى "مانولو" ويشارك مقاطع صغيرة على "تيكتوك". أحيانًا يميل لفكر حزب "فوكس"، وأحيانًا يتردد بين الشك واليقين. لكن كل شيء تغيّر بعد ليلة مظلمة في طوري باشيكو... هجوم عنصري خلّف جرحى، وزرع مزيدًا من الكراهية. تساءل سامويل: أليس هناك طريق آخر؟ زوجته لُولي، التي زارت المغرب من قبل، همست له: الحقيقة لا توجد في المواقع، بل في الواقع. شدّا الرحال إلى المغرب. وفي طنجة، استقبلهم باكو الطنجاوي بابتسامة لم تفارق وجهه. هناك، اكتشف سامويل شيئًا لم يتعلمه في نشرات الأخبار: المغاربة بشر بسطاء، طيبون، يجمعهم حب الحياة. سواء في الأحياء الفخمة أو الأزقة الشعبية، كان القلب واحدًا. اندَهش سامويل... وسقطت جدران الخوف داخله. عاد إلى إسبانيا مختلفًا. لم يعد صوته على "تيكتوك" مظلمًا كما كان، بل صار مشعًا بالسلام، حاملًا رسالة واحدة: أن كل إنسان على الأرض يبحث عن نفس الشيء... عن النور، عن السلام، عن بيتٍ آمن يشبه بيت الجار.