باكو في بلاد العم مايكل أنجلو إيطاليا الألمانية ... مدينة بولزانو: تذكرت في رحلتي العصيبة هذه، والتي تشعبت أطرافها بين غابات موحشة ومحطات موغلة وطرقات مذهلة، حديث صديقي حكيم المغربي، الذي كان يزورني بين الفينة والأخرى عند ساشا، حيث أخبرني ذات يوم أن له شقيقاً في إحدى المدن الإيطالية، وقد طاب به المقام أخيرًا في مدينة معروفة لدى الألمان، اسمها بولزانو، فنصحني أن أسافر إلى هناك لكي أبدأ حياة جديدة وأترك الماضي خلف ظهري. من المعروف أن أهل هذه المدينة هم من قدماء الألمان قبل أن تُضم مقاطعتهم بعد الحرب العالمية الثانية إلى إيطاليا، تماما كقصة الجماعات الألمانية في شرق فرنسا في إقليم الألزاس، الذين صاروا بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة الجيوش النازية من فئات الشعب الفرنسي، والمدهش أن كبارهم يتحدثون الألمانية بطلاقة إلى الآن، لكن الصغار غيرهم تمامًا، فقد اهتزت لديهم معالم موروثهم الجرماني فصاروا لا يجيدون لغة أجدادهم، بل قل إن أغلبهم لا يطيقون الحديث بها. طرأت في ذاكرة باكو لقاء الشاب المغربي بمحطة القطار بمدينة ميلانو، وأسرّ في نفسه قائلا: لن أنسى أنني تعرفت على هذا المغربي، إذ سارعت مهرولًا أن ألتقيه وكنت ساعتئذ في حال لا يعلم بها إلا الله. وكان هو في عائدًا رغمًا عنه من فرنسا، إذ كان يود زيارة أبويه، كما أخبرني من بعد، ولكن حدثت له ظروف طارئة وغريبة بل مدهشة، ارغمته على العودة، إذ أن مبلغا من المال كان يحمله معه، قد سرق أثناء الطريق إلى المحطة التي التقينا بها. لحسن الحظ لم يسرق كل المبلغ الذي كان بحوزته، والذي كان محددًا لإصلاح سيارته في المدينة التي يسكن بها والديه بفرنسا، ويا له من فأل، أنه في الليلة التي رقد فيها في ذاك المكان المشؤوم، قسم المبلغ المعني عندما أخلد نفسه للراحة، ليستجم من عناء الأسفار، فوضع حوالي سبعة آلاف يورو في محفظته الأمامية، من ثمّة وضع الأوراق؛ كالبطاقة الشخصية ورخصة القيادة ومبلغ أصغر في محفظة جلد بجيبه الخلفي. تفاجأ في صباح اليوم التالي أن كل ما وضعه في جيبه الخلفي قد اختفى في لمح بالبصر، إذ نهض الصباح باحثًا عن نقوده، ولكنه راءها قد ذهبت هباء الريح. فاضطر إلى أن يسلك طريق العودة إلى بلدته ريمني، هذه المدينة السياحية الصغيرة على البحر وكأن الله كلّفه بالعودة حتى ألتقيه. سألته في طريقنا إلى مدينته رميني سؤالا استغرب له: هل عندكم مسجد بالمدينة؟ فأجابني بنعم. حينئذ تركت خطتي الأولى والتي قررت فيها أن أذهب إلى مدينة بولزانو، المدينة الألمانية، وقلت في نفسي، سوف أترك أمري لله، وأذهب معه وسنرى ماذا يحدث، فالله على كلّ شيء قدير! باكو وكلمة بعد صلاة الجمعة في مسجد رميني: وصل القطار إلى مدينة رميني وسار الصديق المغربي مع باكو جنبًا إلى جنب ليريه مكان المسجد الذي سأل عنه في القطار. وعندما وصلا إلى ركن من أركان المدينة القديمة، في حارة بدت عليها ملامح البؤس والشقاء، أومأ إليه بيده اليمنى مشيرًا إلى بيت بابه أخضر، ثم قال: «هل ترى هناك ... هناك، حيث يتجمع ويدخل بعض الناس، أمامك هنا في ذاك الركن.» ودّع الصديق المغربي باكو واستأذن بالذهاب قائلا: أنا لا أصلي. فأتمنى لك إقامة سعيدة في مدينتنا.» نظر إلى باكو نظرة أخيرة وولى وجهه قبلة أخرى وذهب حتى ذاب بين السابلة وبين أزقة المدينة المتراصة الهادئة. دخل باكو المسجد وجلس ينظر يمنة ويسرى، مؤمنا أن مظهره ربما يثير أحد المصلين فيأتي ليتحدث إليه. لكن بأي لغة؟! لا يعرف، هل يتكلمون العربية هنا، أم أن لغة البلد الإيطالية هي الوحيدة السائدة والمتعامل بها. ما أن أكمل الإمام صلاة الجمعة حتى تقدم باكو الصفوف فاجًا الناس لحاجة ملحة. سأل الإمام أن يسمح له بإلقاء كلمة على الميكرفون، فإنه غريب في هذا البلد. أومأ إليه الإمام برأسه علامة لقبوله لكن دون أن ينبس، وقد افتر فمه عن ابتسامة فاترة لم يعرف باكو كيف يفسرها، لكنه في تلك اللحظة كان الأمر عنده كما يقولون كالصابون (مثل أعجب به باكو وردده في حياته الكثير من المرات: كله عند العرب صابون). «السلام عليكم ورحمة الله إخوتي الكرام. أنا أخوكم باكو، من شمال إفريقيا، مقطوع من شجرة؛ من منكم له غرفة يمكن أن تأويني، فأنا حقيقة يا إخوة الإيمان، تعبت من النوم في العراء وفي الأماكن الموحشة. فبارك الله فيمن أكرم وأعان.» وما أن أكمل باكو كلمته حتى هبّ أحد الشباب وطلب من أن يقابله في المسجد عند صلاة المغرب ليذهب معه إلى مكان ما. لقد أثارت تلقائية الجواب الذي جاء من هذا الشاب فضول باكو بشدة، وتوجس في أول الأمر خيفة في نفسه، سائلا، عما إذا كان في الأمر إنَّ! بيد أنه ترك الأمر بين يديّ الله وقال، إن المغرب لناظره قريب. وعندما جاء وقت المغرب كان باكو يبحلق في أركان المسجد الذي تربع فيه وطفق ينتظر الأقدار التي ربما تحمل له بشارة، ينتظر على أحرّ من الجمر منذ أن أدى فريضة صلاة الجمعة هذا النهار. أكمل الرجلان فريضة صلاة المغرب وقال الشاب لباكو هيّا بنا. فخرجا إلى حيث لا يعرف باكو إلى أيّة قبلة، وترك نفسه تنساق دون أن ينبس بأيّ سؤال! غرفة لأبناء السبيل والمرضى والسكارى: ساقه الشاب إلى حدود خارج المدينة فبدأت معالم الزراعة تتكاثف رويدًا رويدًا بينما تَقِلُّ مباني الحضارة. كانا يسيران قرابة النصف ساعة وبينما هما في سيرهما يغرقون لم ينبس أحدهما بكلمة صوب الآخر، وكأن الخوف قد ملأ جوف كل منهما تجاه الآخر ملأً. ترجّل باكو أخيرًا وهمَّ أن يكسر حاجز الصمت. سأله عن القبلة التي يقصدانها، وما كان من الآخر إلى أن أجاب بكل اقتضاب وبصلافة منقطعة النظير: «اصبر وسوف ترى»! دخل الخوف قلب باكو وخمّن أن الرجل يريد أن يودي به إلى غياهب الجريمة والمعروف أن عددًا ليس بالقليل من روّاد الجريمة في الغربة قد يقصدون المساجد ليصطادوا فيها ومنها السمك الهامل في الماء العكر، فأغلب من تضطره الحاجة وتنسد أمامه أبواب الحياة وسبلها، يذهب إلى المسجد، حيث النوم والأكل والدفيء في أوقات الشدة والبرد والصقيع. على أيّة حال، دخلا مبنى قديما متهالكا يكاد أن ينقض على أنفاسه، قابلهما في الباب رجل ببذلة زرقاء، وكأنه العسَّاس (الحارس)، سألهما بنبرة متعالية أظهرتها تقاطيع وجهه الشاحب وإشارته الملحة: إلى أين؟ فأجاب الشاب وهو مستمر في سيره دون أن يتوقف أو حتى أن يعير الحارس إيّ نظرة فضلًا عن اهتمام، مشيرًا بسبابته إلى السّلم. بدت علامات الامتعاض على وجه العسَّاس وأحس باكو في تلك اللحظة سعادة الشاب بالظفر وأن أسارير وجهه قد تفتحت بهذا الانتصار. دخلا غرفة كان ممتلئة بالبشر دون «إحم أو دستور»، بها حوالي العشرين سريرًا تربع على كل واحد منها سلطان، مشغول بنفسه أو بلف سجائره أو بأمر آخر. اكتظت بالخلق الذين أتوا من كل فج عميق: بينهم مرضى، سكارى، وفي آخر ركن منها لاحظا شاباً في مقتبل العمر، وقد انكب على نفسه في حالة أقرب للخوف منها إلى الخلوة، والبعض الآخر طفق يهرج هنا وهناك وكأنه يقول: يا دنيا ما بك إلا أنا. أدرك باكو في التوّ بيت القصيد، وفسّر أطراف القصة وأن ربما في المسألة منفعة أو بيع وشراء! إذ بادر أحد الشباب ودون أية مقدمات ماداً يده صوب باكو باسطًا راحة يده تجاهه وكأنه يطلب مالًا. سأل باكو الشاب الذي معه، عن أمره ولماذا يبسط راحة يده تجاهه؟ فأجابه بغرور وتعالي، أن أجرة السكنى حوالي المائة يورو في الشهر. ثمّ مستطردًا، هذا فقط مطرح للنوم، ويجب أن تعلم أنه ليس فيه لا أكل، لا شرب، لا استحمام، لا طبخ، فقط فراش للنوم، لا أحد يستطيع أن يغير لك وسادته ولحافه. ينبغي مغادرة المكان تكون في الصباح الباكر، أقصاه الساعة السابعة صباحاً والعودة متاحة فقط في آخر الليل. تبادل باكو النظرات بينه وبين الرجل الذي طلب المال، الشاب الذي أحضره إلى هذا المكان والجماعة التي تبعثرت شرازمها في كل أرجاء الغرفة، ثم أومأ إلى الشاب قائلا، أنه بحوزة مبلغ بسيط يتعدى المائة وخمسة وسبعون يورو، هذا كل ما يملك. فأشار إليه الشاب بأن يسلمه المحفظة التي بها النقود. فما كان من باكو إلا أن سلمه إياها، فتحها بشغف، أخرج منها مبلغ 100 يورو ووضعها في جيبه، غمز بطرف عينه للرجل الذي وقف أمامهما ومن ثمّة أومأ إلى باكو بإشارة مقتضبة إيذانا بمغادرة المكان. ولّى وجهه قبلة الباب، فتحه واختفى ولم يره باكو بعد ذلك أبدًا. غرفة الهم والغم والدمار الإنسانيّ: عاش باكو شهورًا قاسية مريرة نغصت عليه حياته في هذا المكان اللعين، ذاق مرارة العيش وضيق الدنيا من أوسع أبوابها في بقعة اجتمع فيها أسوء المخلوقات: بائعو المخدرات، المجرمون، السارقين، وأهل المخالفات الآنية، وكانت الأسِّرة ملاصقة بعضها البعض وأغلبها من طابقين. كان باكو يخرج كل صباح يهيم في أحياء مدينة رميني إلى أن يسدل الليل أستاره حيث يؤذن له بالعودة إلى مكانه الوضيع ذاك، يلقي بنفسه في الفراش ويغرف في نوم عميق رغم كل المعاكسات التي تأتيه من كل صوب وحدب. كان تتوافد على غرفة الغم هذه كل يوم أشكالًا وألوانًا من البشر، غريبة، مدهشة، مقذعة، منفرة وفي قليل من الأحيان بعض من أولاد الناس الذين تحس فيهم بعض الأدب والتأدب. طفق كل صباح باحثا عن عمل، ولحسن الحظ أخبره ذات ليلة عند عودته أحد أبناء الناس من المهذبين الذين يسكنون معه بالغرفة التعيسة أن هناك مزارعا إيطاليا يشغّل الأجانب لا سيما أولئك الذين يأتون من دول شمال أفريقيا إكرامًا لزوجته العربية، ويدفع لهم في الساعة حوالي خمسة يوروهات. كم سُرّ باكو بهذا الخبر وتفتحت قسماته ببشارات ربما تحمل في طياتها الخير له ولأسرته التي تنتظر العون والدعم في مسقط رأسه. نهض مبكرًا في الصباح وحمل العنوان الذي أعطاه إيّاه الشاب الخلوق الذي يشاركه الغرفة وأطلق خياله وقدميه للريح. خلال عدّة أيام كان باكو أحد عمال تلك المزرعة الكبيرة، يزرع ويحصد ويغلف ويُنقل، وكما عرف عنه دائما دأبه ونشاطه المنقطع النظير. أحبّه المعلم الإيطالي ووعده بأن يبقيه معه. وهنا فتح الله لباكو بابًا ما كان يتوقع أن يُفتح له البتّة. أولًا من جهة استمرارية العمل وثانية من جهة تثبيت الأوراق، حيث أصدرت الحكومة الإيطالية قانونًا جديدًا بإعطاء أوراق نظامية لكل من يعمل ولديه عقد عمل ساري المفعول لمدّة تتجاوز على الأقل الستة أشهر. بدأت الحياة تفوح بنفحاتها الإيجابية على وجهه وفي خلال بضع أشهر تحصل باكو على إقامة لمدة نصف سنة وبدأت حياته تتغير رويدًا رويدًا، تتحول من خلف الكواليس إلى خشبة المسرح الأساسي. تحسنت نفسياته عندما حصل على الأوراق وبدأ يفكر ثانية في صيد الغزلان، ويؤثر في سريرته، أن حياة المرء في الغربة لا تحلو إلا إذا كانت بها بعض من التحليات وهذه الأخيرة تكمن في صيد الغزلان، فاخرها وجميلها. يقول في نفسه متأففًا، لا رجعة إلى تلك العجوز الشمطاء، هلقة الكلبة، ملكة النَشَاف العالميّ، ولا رجعة إلى تلك البقرة الحلوب، تراودي. استطاع باكو مع مرور الزمن أن يغير مكان سكنه القميء ذاك إلى غرفة متواضعة لم يستطع دفع كل الأجرة الشهرية ولكن كان ساشا من وقت إلى آخر يساعده في دفعها ويدعمه للنهوض بمختلف مسؤوليات الحياة من أكل وشرب وسكن وعلاج طبيّ. كان ذات يوم يتنقل في أزقة المدينة السياحية ولمحت عيناه غزالا شاردًا بينما كان غارقا في الثرثرة وهو بصحبة صديق له من المزرعة. بالرغم أن الحياة قد خلّفت على وجهه بصمات قاسية، إلا أن الغزال الشارد الذي أصابه بسهام عينيه، تجاوب في الفور مع همسه وفهلوته المدهشة. كان يحرك حاجبيه وكأنه يغازل على الطريقة الشرقية و»يسكس» محدثا صوتًا بصافرة شفتيه، كانت خفيفة، فلم يفهم الغزال المراد بهذه الغمزات المبهمة، وكما نعلم عن حبّ الأوروبيين للمغامرة، فقد استثارت فضول هذه الصبية نظرات عمنا باكو وجاءت ترفل بشعرها الأشقر المنسدل دون خجل لتسلم عليه. تكهرب باكو وكأن ضغطا عاليا شديد الخطورة قد سرى في كل أنحاء جسمه من وطأة الهجمة المرتدة! ولن تصدقوا يا سادتي أنها كانت نظرة واحدة وسهم واحد، وقع باكو في حبها كما وقعت هي في شراكه. دعاها إلى حفل الكسكس المأثور، وترك هذه المرأة المصحف والصلاية إلى أجل غير مسمى. هامت هذه الفتاة البولندية في غرام باكو وتزوجته بعد عدّة أشهر عن حبّ وغرام وهيام وفي خلال عام ونصف أنجبا نادية، طفلة بديعة في جمالها. وطفق باكو يدأب بين المزرعة، والالتزام بالعمل الجاد للحصول على الإقامة كل سنة بانتظام، وكان باستطاعته أن يحصل على الجنسية بعد مرور ثماني سنوات. عاش باكو خمس سنين مع هذا الغزال وترعرعت نادية في كنفهما لكنه عاد ذات ليل بعد العمل ولم يجد، لا الأم ولا الابنة وكأن الأرض قد انفتحت وقد ابتلعتهما. تغيرت حياة باكو ولم يعلم ماذا يفعل، كان يعلم أن زوجته البولندية لها أقارب في شمال ألمانيا لكنه لا يعرف لهم مقاما. تحولّت حياته إلى جحيم بعد أن أخذت مسارًا حسنا وبعد أن خرج من مطبات قاسية ووعرة في ترهات الدنيا الدّوارة. الرجوع إلى أرض الميعاد والبحث عن نادية الآن مرّت قرابة الخمسة عشر عامًا منذ أن فارقت البولندية حياة باكو، كان يذهب خلالها إلى مسقط رأسه كل سنة. تزوج بفتاة صالحة أدخلت السرور إلى نفسه وأنجب منها بنتا وولدا. لم يفارقه الحنين إلى أرض العم غوته، فعاد بعد أن حصل على الجنسية الإيطالية إلى ألمانيا التي دُفنت فيها مشيمته، كما يقول المثل. عاد وبه شوق عظيم إلى تلك الأماكن عند نهر الراين، حيث تلتقي الزرقة بالخضرة وتختلجا في النفس وتُحدثا حراكًا واحساسا لا يمكن وصفه. شرع يبحث عن عمل في نواحي مدينة فرانكفورت، تعلم خلال هذه السنين الطوال اللغتين الألمانية والإيطالية وصار يتحدثهما بطلاقة. أجرّ بيتا كبيرًا، يسكن فيه مع أسرته، أربعتهم، وبعد أستقر به المقام دعا أمّه الرؤوم لتنضم إلى صحن الأسرة. سمع من أحد المعارف ذات يوم أن ابنته نادية مع أمها تسكنان في مدينة في شمال ألمانيا، حسب ما قدر من قبل عندما هربت الأم بالبنت. ومنذ أن سمع هذه الخبر عادت حياته إلى جحيمها الماضي، وبدأت صور ابنته نادية تختلج في ذاكرته، وما كان منه إلا أن يبدأ رحلة البحث عن ابنته المفقودة من جديد. في صباح يوم باكر سمع جرس التلفون يرن وكان في الطرف الآخر ساشا. قال له جهز شنطتك فسوف نبدأ رحلة جديدة: رحلة البحث عن نادية، الطفلة المفقودة! *رئيس تحرير الجريدة العربية الدولية المدائن بوست الصادرة من ألمانيا