صبيحة يوم الجمعة حوالي الساعة الثالثة صباحا تعرض منزل السيد علال الهلالي بكيلومتر 10 (مجاط) لهجوم مباغث من طرف جهاز المخابرات، بعد أن تسللت فرقة إلى السطح في الوقت الذي جاءت فيه الفرقة الأخرى من الباب، وبمجرد ما فتح الباب داهموا المنزل بدون إذن من صاحبه (كما صرح لل"التجديد" أبناؤه الذين اعتقلوا) وانتشروا بالداخل، وكانوا 21 فردا، في حين ظل الباقي يطوق المكان بالخارج، وأخذوا يفتشون البيت ركنا ركنا، بل إن أحدهم جذب ستارا عمدا ليطرحه أرضا حسب قول عبد الغني (23 سنة). وفي أسلوب استفزازي، يقول عبد الغني، انتهكوا حرمة البيت، وكشفوا الغطاء عن زوجته وهي في ثياب النوم، وكذلك فعلوا بأبنائه الصغار الذين باتوا ليلتهم في رعب شديد. وعندما طلب رب المنزل من الغرباء أن يدلوا له بما يثبت هويتهم وصفتهم نهروه واستمروا في تعسفهم حسب ما جاء على لسان أبنائه. وبعدما لم يجدوا ضالتهم اعتقلوا عبد الرزاق الهلالي (الإبن 21 سنة) ليدلهم على منزل أخيه مصطفى الذي داهموه أيضا وفتشوه بالكامل، وأخذوا يركزون الضوء على زوجته وهي في ثياب نومها (ليس له كهرباء بالبيت)، كما اعتقلوا أخاه المهدي (25 سنة) بعدما نزعوا الفراش عن زوجته. يقول مصطفى (27 سنة) أخذ أحدهم يسألني إذا ما كنت ملتزما، فأجبته: ماذا يعني ملتزما؟ فأخذ يسخر مني، فقلت له: أنا ملتزم حدود الله، ليسأله الثاني، لماذا تقص شاربك، فرد عليه مصطفى قائلا: لأنه لا ينبت لي شعر، فرد عليه بكلام غليظ يستحي من ذكره مع نفسه، ليأخذوه بعد ذلك برفقة أخيه عبد الرزاق إلى "الكوميسارية" وسألوه هناك عمن يصلي داخل الأسرة من الكبير إلى الصغير، وعن مهنتهم وأدق تفاصيل حياتهم، وسألوه إن كان يؤدي صلاة الفجر في المسجد أم لا؟ وعن المساجد التي يصلي فيها، وما هو المسجد الذي يصلي فيه باستمرار؟ وهل ينصت للدروس الدينية؟ ولمن ينصت من الدعاة والخطباء؟ وإذا ما كان ينتمي إلى إحدى الجماعات، وعندما أجاب بالنفي رد عليه أحدهم قائلا: لماذا لا تنتمي؟ ونفس الشيء حدث مع كل من المهدي الذي رفعوا طربوشه عن جبهته لينظروا إليها إذا ما كان يوجد بها أثر للسجود. أما عبد الرزاق فحكايته غريبة نوعا ما، ذلك أنه عندما طلب منه أحد المحققين الثلاثة (الذين كانوا يتناوبون عليه بالأسئلة) رقم هاتفه الخاص به رد عليه قائلا: ليس لي هاتف، فرد عليه المحقق: "أنت تلبس جاكيط ب 25 ألف ريال ولا يوجد عندك هاتف..." إلى أن قال له أحدهم: لو كان عبد الوهاب هذا هو الرسول عليك أن تظهره، وإلا سيقع لك كذا وكذا.. وقد باتت مساجد المدينة مراقبة بأكملها وباستمرار، ويحكي أحد الشباب أنهم اعتقلوا حوالي 24 فردا حلقوا لهم لحاهم، وتقول آخر الأخبار الواردة من الثكنة 15 بكرسيف أن مجموعة من الرؤساء تعرضوا للاعتقال على ذمة التحقيق، كما أن الثكنة تعرف حالة الطوارئ وكذلك الثكنات الموجودة بمدينة مكناس، فقد أصبحت الحراسة الليلية تتم بالذخيرة الحية، ويمنع منعا كليا على الحراس التهاون أثناء أداء مهامهم من قبيل الجلوس أو الخلود إلى الراحة. محمد مصباحي