أدانت غرفة الجنايات الدرجة الثانية بمحكمة الاستناف بوجدة، الثلاثاء 11 نونبر 2009، المدعو( ر. الروداني) المزداد سنة1983 ، ينحدر من مدينة سيدي قاسم، بالسجن النافد لمدة عشرين سنة بعد مؤاخذته بجناية القتل العمد والسكر العلي والسرقة. وهي الجريمة التي ذهب ضحيتها المدعو قيد حياته مصطفى العامري المزداد سنة .1971. كانت الساعة تشير إلى السادسة صباحا من يوم الثلاثاء 15 ماي 2007 عندما توصلت مصالح الأمن بوجدة بمكالمة هاتفية مفادها وجود جثة شخص تعرض للقتل بمنزل بوجدة بزنقة صقلية بحي النصر.وبعد الانتقال إلى عين المكان وولوج عناصر الشرطة القضائية للمنزل المذكور ثم العثور على شخص مكبل اليدين والرجلين بفناء المنزل ويدعي عبد الرزاق،المزداد سنة 1969 ويعمل كياوم. كما تم العثور على جثة المالك الذي كان مكبلا كذلك إلا انه تمكن قبل وفاته من فلك وثاقة باستعمال أسنانه .. وبعد معاينة الجثة اتضح لعناصر الشرطة أن الضحية أصيب بخمس عشرة طعنة بمختلف مناطق جسمه.... بالإضافة إلى وجود جرح غائر على مستوى رأسه كما تم العثور بحوزة الضحية على صورة شخصية له مكنت مصالح الأمن من تحديد هويته. ليتم نقل جثة الهالك إلى مستودع الأموات بمستشفى الفارابي بوجدة، لإخضاعها للتشريع فيها تم اعتقال الشخص الثاني للتحقيق معه،بعد أن فكوا وثاقه. مع انطلاق التحريات توجت شكوك رجال الشرطة القضائية نحو الشخص الثاني الذي عثر عليه مكبلا قرب جثة الهالك . وبعد فتح تحقيق قضائي معه صرح المدعو عبد الرزاق أن الضحية اكترى منه غرفة بالمنزل مسرح الجريمة بمبلغ 250 درهما سلم له منا 150 درهما وفي يوم الاثنين 14 ماي 2007 حل الضحية بالمنزل حوالي الساعة الرابعة مصحوبا بشخص مجهول الهوية (القاتل) ومعها قنينة من الخمر من نوع ريكار . فقاموا بدعوته لاحتساء الخمر معها . ومن خلال الحديث الذي دار بينهم خلال هذه الجلسة الخمرية علم صاحب المنزل أن الشخص المجهول يدعي فؤاد وانه حصل على شهادة الباكالورية بوجدة سنة 1998 . وسبق له أن قام باجتياز مباراة ولوج سلك الشرطة سنة 2001. وبخصوص هوية الضحية أفادت تحريات رجال الأمن انه كان يتردد على مقهى بشارع المغرب العربي وانه من ذوي السوابق العدلية في مجال النصب. كما انه معروف بشذوذ الجنسي. وعلى ضوء هذه المعطيات وكذا تصريحات المدعو عبد الرزاق راسلت المصلحة الولائية للشرطة القضائية الإدارة العامة للأمن الوطني للاستفسار عن هوية كل شخص يدعي فؤاد اجتاز مباراة ولوج سلك الشرطة سنة 2001. ليزيد رد الإدارة العامة ليزيد القضية أكثر غموضا حول هوية الهالك حيث أرسلت الإدارة العامة صور عشرة أشخاص يحملون اسم فؤاد اجتازوا هذه المباراة. ومع تكثيف الأبحاث علمت مصالح الشرطة القضائية بوجدة أن الجاني تناول في يوم من الأيام بعد الجريمة الخمر بساحة خلاء مع ثلاثة أشخاص . وصرح لهم بنفس ما صرح للضحية وصاحب المنزل حول هويته ليتأكد من خلال شهادة مرافقيه انه هو القاتل المبحوث. وبعد فتح تحقيق مع الأشخاص الثلاث الذين كانوا معه في ذلك اليوم صرح احدهم انه تمكن من معرفة الهوية الحقيقية للجاني وانه ينحدر من مدينة سيدي قاسم ويدعي( ر- الروداني)، وبعد إشعار مصالح الأمن بالمدينة المذكورة تم التوصل إلى منزل المتهم وأثناء اقتحامه وجدوا هناك شخصا ينحدر من مدينة سيدي سليمان الذي مدهم بصورة للقاتل. وبعد عرضها على الشخص الذي عثر عليه مكبلا قرب جثة الضحية أكد لهم انه هو القاتل . كما علم رجال الأمن أن مقاولا بمدينة وجدة كان قد وعد الجاني بتشغيله معه في مجال البناء . وخلال انتقالهم إلى مقر شركة المقاول المذكور صادفوا القاتل في طريقهم ليتم اعتقاله واقتياده إلى مقر ولاية الأمن. وخلال التحقيق معه صرح القاتل لرجال الشرطة انه تناول الخمر رفقة الضحية وصاحب المنزل ، وبعد أن احتسوا القنينة إلى جلبوها، دخلوا إلى غرفة الضحية ليطلب هذا الأخير من صاحب المنزل الذهاب لاقتناء قنينة أخرى ما نحا إياه المال اللازم لذلك. وحين غادر المدعو عبد الرزاق المنزل حاول الضحية التحرش جنسيا بالقاتل. وأمام رفض هذا الأخير لنزواته الشاذة حاول إغراءه ماديا حيث منحه مبلغ عشرون درهم كي يمارس عليه الجنس. وأمام إصرار الهالك على الرفض حمل القاتل قنينة غاز صغيرة كانت بالقرب منه ووجه للضحية ضربتين بها على مستوى رأسه قبل أن ينهال عليه ضربا باستعمال عصا إلى أن خرت قواه ليعمد بعد ذلك على تكييله وخرج إلى باب المنزل في انتظار عودة صاحبه. وعندما عاد المدعو عبد الرزاق إلى منزل استفسر القاتل حول سبب وجوده خارج المنزل فصرح له انه دخل في نقاش مع الضحية وانه فضل الخروج إلى باب المنزل لينتظره حتى لا تتطور الأمور، وحين هم صاحب المنزل بفتح الباب استل الجاني سكينا كان بحوزته ووضعه على عنق صاحب المنزل وطلب منه الدخول إلى البهو، تحت التهديد، وصرح له بأنه لا يريد إيذائه وقام بتكبيله من الهالك الذي كان يصارع الموت إثناء احتضاره .