أجلت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمراكش، الثلاثاء الماضي، النظر في أولى جلسات محاكمة الراقصة فاطمة (ع)، البالغة من العمر 24 سنة، وعشيقها المدعو رشيد (ح)، المعروف ب"الشواي" إلى 29 من الشهر الجاري.واتخذت الغرفة نفسها قرار التأجيل بعد الاستجابة لطلب دفاع المتهمين، الذي طالب بمهلة لإعداد الدفاع، كما أمرت هيئة الحكم خلال الجلسة نفسها، بإحضار الشهود، واستدعائهم عن طريق كاتب الضبط. وضرت الراقصة المتهمة إلى أولى جلسات محاكمتها، إلى جانب عشيقها "الشواي"، الذي يعتبر المتهم الرئيسي الثاني في هذه القضية، التي هزت الرأي العام المراكشي. وأحال قاضي التحقيق ملف الراقصة وعشيقها، بعد إنهاء التحقيقات التفصيلية، التي باشرها معهما قاضي التحقيق على مدى 11 شهرا بمكتبه، لكشف غموض جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها زوج الراقصة، المدعو قيد حياته، أحمد زكيكرة (40 سنة)، الذي كان يعمل في الأمن الخاص بملهى ليلي بأحد الفنادق المصنفة بممر النخيل بمراكش. ويتابع المتهمان، الموجودان رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن بولمهارز بمراكش، طبقا للدعوى العمومية وملتمسات الوكيل العام للملك، بجناية القتل العمد والمشاركة فيه مع سبق الإصرار والترصد، وجنح ارتكاب أعمال وحشية على جثة، ومحو آثار الجريمة لعرقلة سير العدالة، والمشاركة في الخيانة الزوجية، والتحريض على الدعارة. وكانت جريمة القتل البشعة، التي راح ضحيتها "الفيدور"، زوج الراقصة المتهمة، والتي لا يمكن تصديقها إلا في الأفلام "الهوليودية"، فاستأثرت باهتمام الرأي العام المحلي والوطني ، وخلفت ردود أفعال متباينة في أوساط المجتمع المراكشي، الذي أصبح متعطشا لمعرفة مآل القضية حتى يوضع حد لتضارب الروايات، وتناسل الإشاعات، في أوساط سكان المدينة الحمراء. وكانت هنية (53 سنة)، والدة الراقصة، المتهمة الرئيسية في جريمة القتل البشعة، التي راح ضحيتها زوج ابنتها من خلال تقطيع جثة الضحية إلى 17 قطعة ورميها في أماكن متفرقة بالقرب من مطار مراكش قبل إقدامها على الانتحار، وتنقلت في أكثر من مكان بضواحي مدينة مراكش خصوصا بين منطقة سيدي رحال وتمصلوحت مباشرة بعد إلقاء القبض على ابنتها فاطمة، وافتضاح أمر القتل وتقطيع الجثة وإحراق باقي أطرافها لطمس معالم الجريمة، كما عمدت إلى استعمال الخمار لحجب ملامح وجهها، بعدما اشتد الخناق عليها، وأدركت أن أحكاما قاسية تنتظرها، ليجري العثور على جثتها فوق سرير خشبي بإحدى الغرف التابعة لزاوية سيدي عبد الله بن احساين بمنطقة تامصلوحت، بعد شربها لمادة قاتلة "الماء القاطع"، لتضع حدا لحياتها، وتوقف الرعب، الذي سكنها منذ ليلة مقتل زوج ابنتها.