أجلت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمراكش، صباح الثلاثاء المنصرم، النظر في ثاني جلسات محاكمة الراقصة فاطمة (ع)، البالغة من العمر 24 سنة، وعشيقها المدعو رشيد (ح)، المعروف ب"الشواي" إلى 21 يناير المقبل.واتخذت الغرفة قرار التأجيل بعد الاستجابة لطلب دفاع المتهمين، الذي طالب بمهلة جديدة لإعداد الدفاع. وأفادت مصادر مقربة من القضية أن هيئة الحكم أجلت مناقشة القضية، أيضا، لأن انعقاد الجلسة تزامن مع الإضراب، الذي تخوضه شغيلة العدل بالمدينة الحمراء، ويبدو أن كاتب الجلسة، أيضا، كان من بين الموظفين المضربين. وحضرت الراقصة المتهمة إلى جانب عشيقها المعروف ب "الشواي"، الذي يعتبر المتهم الرئيسي الثاني في هذه القضية، التي هزت الرأي العام المراكشي، في حالة اعتقال. كما شهدت الجلسة حضورا مكثفا من سكان المدينة، الذين يتابعون تطورات المحاكمة باهتمام بالغ. ويأتي تأجيل الملف، في الوقت نفسه، الذي مثل فيه المدعو رشيد (ح)، عشيق الراقصة، المتهمة الرئيسية في جريمة قتل زوجها "الفيدور"، أمام الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية في مراكش، نهاية الأسبوع الماضي، حيث أدين بسنة حبسا نافذا، وغرامة 100 ألف درهم، بعد متابعته في قضية ثانية، بتهمة إصدار شيكات دون رصيد. وكان المتهم موضوع شكاية ضده إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، بخصوص إصدار شيكين بلا رصيد، بقيمة 37 مليون سنتيم. ويتابع المدعو رشيد (ح) في قضية قتل "الفيدور"، رفقة عشيقته، زوجة الضحية، من أجل "جناية القتل العمد، والمشاركة فيه، مع سبق الإصرار والترصد، وجنح ارتكاب أعمال وحشية على جثة، ومحو آثار الجريمة لعرقلة سير العدالة، والمشاركة في الخيانة الزوجية، والتحريض على الدعارة"، طبقا للدعوى العمومية، وملتمسات الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف. يذكر أن قاضي التحقيق لدى استئنافية مراكش، أحال ملف الراقصة وعشيقها، بعد إنهاء التحقيقات التفصيلية، التي باشرها معهما على مدى 11 شهرا بمكتبه، لكشف غموض جريمة القتل البشعة، التي راح ضحيتها زوج الراقصة، المدعو قيد حياته، أحمد زكيكرة (40 سنة)، الذي كان يعمل في الأمن الخاص بملهى ليلي بأحد الفنادق المصنفة بممر النخيل بمراكش. ويتابع المتهمان، الموجودان رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن بولمهارز بمراكش، طبقا للدعوى العمومية وملتمسات الوكيل العام للملك، بجناية القتل العمد والمشاركة فيه مع سبق الإصرار والترصد، وجنح ارتكاب أعمال وحشية على جثة، ومحو آثار الجريمة لعرقلة سير العدالة، والمشاركة في الخيانة الزوجية، والتحريض على الدعارة. وكانت جريمة القتل البشعة، التي راح ضحيتها "الفيدور"، زوج الراقصة المتهمة، والتي لا يمكن تصديقها إلا في الأفلام "الهوليودية"، استأثرت باهتمام الرأي العام المحلي والوطني، وخلفت ردود أفعال متباينة في أوساط المجتمع المراكشي، الذي أصبح متعطشا لمعرفة مآل القضية، التي وضعت حدا لتضارب الروايات، وتناسل الإشاعات، التي يجري تداولها في أوساط سكان المدينة الحمراء. تنقلت هنية، 53 سنة، والدة الراقصة، المتهمة الرئيسية في جريمة القتل البشعة، التي راح ضحيتها زوج ابنتها، من خلال تقطيع جثة الضحية إلى 17 قطعة، ورميها في أماكن متفرقة بالقرب من مطار مراكش قبل إقدامها على الانتحار، في أكثر من مكان بضواحي مدينة مراكش، خصوصا بين منطقة سيدي رحال وتمصلوحت، مباشرة بعد إلقاء القبض على ابنتها فاطمة، وافتضاح أمر القتل وتقطيع الجثة وإحراق باقي أطرافها لطمس معالم الجريمة، كما عمدت إلى استعمال الخمار لحجب ملامح وجهها، بعدما اشتد الخناق عليها، وأدركت أن أحكاما قاسية تنتظرها، ليجري العثور على جثتها فوق سرير خشبي بإحدى الغرف التابعة لزاوية سيدي عبد الله بن احساين، بمنطقة تامصلوحت، بعد شربها لمادة قاتلة "الماء القاطع"، لتضع حدا لحياتها، الرعب، الذي سكنها منذ ليلة مقتل زوج ابنتها.