صباح أمس الأربعاء، تنقلت عناصر الشرطة القضائية إلى السجن المحلي لطنجة من أجل الاستماع إلىالمتهم بقتل النسوة الثلاث، بحي «البرانص1» وهي المجزرة التي هزت ساكنة المدينة ، وذلك من أجل جريمة أخرى ارتكبها خلال شهر أكتوبر سنة 2002 ، حين كان يبلغ من العمر 19 سنة. وحسب مصادر رسمية، أنه خلال شهر أكتوبر 2002 ، تم العثور على جثة شاب في مقتبل العمر بطريق المجزرة على مقربة من حي «الشرف» بطنجة ، حيث عاين المحققون آنذاك طعنات على مستوى الظهر ، بالاضافة الى الطريقة البشعة التي ذبح بها الضحية ، وهو صديق القاتل ، حيث كان يعمل معه في نفس المطعم ، ب«كورنيش خليج طنجة ». وتم الاستماع آنذاك الى كل المقربين اليه ، ومن بينهم المتهم الذي بقي مجهولا ، حيث ادلى آنذاك بتصريحاته كشاهد « ماشافتي حاجة» ، فبقيت القضية معلقة الى غاية أمس . و يتذكر الذين استمعوا للقاتل سنة 2002 ، بأنه كان تلميذا بالسنة الدراسية «البكالوريا» ، اشتغل خلال العطلة الصيفية في مطعم متخصص في الأكلات الخفيفة « بكورنيش خليج طنجة» رفقة الضحية «مصطفى» ، فاستبعد المحققون أن يكون صديقه قاتلا ، خاصة و أنه لم يتجاوز 20 سنة آنذاك. و أثناء مراجعة تصريحات القاتل الخطير، وتصريحاته السابقة بخصوص مقتل صديقه سنة 2002 ، وطريقة تنفيذ الجريمة، أجمع المحققون بأن القاتل هو شخص واحد ، فتم الاستماع اليه ، حيث اعترف بكل سهولة ، بأنه فعلا عمل على ذبح صديقه ، بطريقة بشعة من أجل هدف السرقة ، كما أفضى للمحققين باسم نادل آخر ، كان يشتغل معهما ، وكان على علم بهذه الجريمة وبقي متكتما عليها . النادل صديق المتهم والضحية اعترف هو الآخر بأنه كان يعلم بأن «المجرم علاء الدين» سوف يصفي الضحية «مصطفى» ، ولم يبلغ عنه مخافة أن يتعرض لنفس المصير حسب قوله. و أخيرا حسب مصادر رسمية سقط الذي كان وراء المجزرة التي هزت ساكنة عروس البوغا ز زوال يوم الثلاثاء المنصرم ، والتي ذهب ضحيتها ثلاث نسوة تعرضن للذبح بشكل بشع ، زوجة عقيد جمركي ، تبلغ من العمر 55 سنة «السعدية» وابنتها «هندة» البالغة من العمر 35 سنة وصديقة العائلة «رشيدة» زوجة موظف بمندوبية الفلاحة بطنجة . وباعتقال المتهم بالقتل ،انتهت كل التكهنات والاحتمالات التي اطلقها «راديو طنجة» عن هذه الجريمة منذ يوم الواقعة ، فلا وجود للانتقام ولا لأية عصابة متخصصة في تهريب المخدرات أو غيرها من الاحتمالات التي وزعها المتخصصون في مثل هذه المناسبات ، من احتمال وجود سيناريوهات خيالية لا علاقة لها بما حدث. جريمة ليست ككل الجرائم ، التي تعرفها المدينة، جريمة غير عادية، حيث تحول حي «البرانص 1» زوال يوم الثلاثاء الى منطقة أمنية محاصرة ، وانتشر خبر مفاده أن عصابة متخصصة في تهريب المخدرات على الصعيد الدولي ، انتقمت من مسؤول جمركي ، يقطن بالقرب من منزل العقيد المكلوم ، و على أساس أن المجرمين أخطأوا عنوان منزل المسؤول الجمركي الذي كان وراء ضبط كمية تفوق 3 أطنان من مادة الشيرة ، بطريق تطوان . وتسربت الاشاعات وسط المدينة ، كل حسب مصادره الشفهية ، بل أكثر من ذلك أن المحققين ، لم يعثروا على الجثث لأن مصالح الوقاية المدنية نقلتهم الى مستودع الأموات دون اذن من الشرطة العلمية و التقنية المتخصصة ، وبدون اذن النيابة العامة ، وهو ما فتح الباب على مصراعيه لكل الاشاعات . فماذا حدث ؟ وكيف استطاع شخص يبلغ من العمر 27 سنة من ذبح ثلاثة نسوة في أقل من 30 دقيقة ؟ وكيف استطاع ذبح من كان يناديها منذ صغره «خالتي» ، و التي كانت وراء مساعدة كل أفراد العائلة منذ 1984 ، يوم كانت عائلة المجرم تقطن بنفس الحي الذي تسكنه عائلة الضحايا «اللاشافية» ؟ هذه التفاصيل نوجزها فيما يلي . الاعتقال و الحكاية صباح يوم السبت تسرب خبر اعتقال المشتبه فيه ، الذي لم يكن سوى أحد المقربين لعائلة الضحية والذي كان حاضرا يوم الجنازة، بكى و أدرف الدموع كباقي أفراد العائلة ، والذي لم يشتبه فيه احد سوى حس المحققين الذين وضعوه تحت المراقبة السرية كباقي المشتبه فيهم، بل تضيف مصادر من العائلة بأنه ساهم و ساعد العائلة المكلومة في كل تفاصيل مراسيم الجنازة ،بالرغم من اصابة يديه اليسرى بجروح ، حيث ادعى بأنه تعرض للضرب و السرقة من طرف عصابة .. بطل هذه الجريمة حسب المصادر نفسها يبلغ من العمر 27 سنة ، يدعى «علاء الدين بنحمو» يعمل بشركة «لا فاش كيري» بطنجة ، عازب يقطن بحي " الأمل " بالقرب من " دار التونسي " بمنطقة بني مكادة، ويعد من أقرب المقربين لهذه العائلة التي صفاها و ذبح من كانت تساعده يوم كان صغيرا وتحن عليه ، وتهاتفه حين تحتاج إلى مساعدة بالمنزل . عند اعتقال بطل الجريمة، اعترف بأنه صباح يوم الواقعة المشؤومة، استيقظ حوالي الحادية عشر صباحا، وبتخطيط مسبق ، أخذ حقيبة يدوية بعدما وضع بها سكينا حادا «طوروبيس» وآليات أخرى ، التي نفذ بها جريمته الشنعاء فتوجه الى محل لبيع العقاقير ، فاشترى قنينة من مادة " الدوليو " لكونه كان يفكر في اضرام النار بالمنزل بمجرد انتهائه من السرقة التي خطط لها ، حتى يمحي كل آثار جريمته . و مباشرة بعد ذلك توجه لسوق «كسباراطا» على متن سيارة أجرة صغيرة بهدف شراء قبعة ، فلم يجد ما يناسبه ، مكتفيا بشراء ثلاثة أقراص « م.ب.3 » تحتوي على أغاني كل من أصالة نصري وأغاني شعبية . ففكر في مراجعة منزل والديه ، لكنه اتجه الى وكالة " البنك الشعبي " لمعرفة رصيده ، فلم يجد به مؤونة . وحوالي الواحدة زوالا طرق الباب ، حيث فتحت له زوجة العقيد الجمركي المرحومة «السعدية» الباب كالعادة ، لأنه غير غريب عن العائلة وهو الذي يتكلف بكل حاجياتها عند الاقتضاء ، حيث وجد بالطابق السفلي كل من الضحايا « هنيدة و رشيدة » فتقدم للسلام عليهما بكل احترام ، متوجها الى الطابق الثالث من أجل اصلاح ما جاء من أجله . وبعد مرور دقائق معدودة ، نادى المجرم صاحبة المنزل «السعدية» على أساس أنه يحتاج الى مساعدة فيما يقوم به من اصلاح بمنزلها ، فصعدت عنده للطابق الثالث ، وبعد ثواني سمعت ابنتها و الضيفة رشيدة التي قدمت لهذا المنزل من أجل العزاء في والدة العقيد الجمركي التي لم تكمل شهرا على وفاتها ، صراخا تستغيث وتردد اسم ابنتها ، فلحقت بها ابنتها " هنيدة " التي كان مصيرها الذبح ضربة واحدة ، حيث سقطت الأم وابنتها أرضا. الضحية الثالثة لما لم تعد تسمع شيئا ، صعدت هي الأخرى الطابق الثالث ، حيث اشتبكت مع القاتل ليقوم بذبحها هي الأخرى لكن بعد مواجهة بين الاثنين ، وهو ما يفسر الجروح التي وجدت على جثتها . ويضيف المجرم ، حسب الحكاية الرسمية ، أنه توجه الى دولاب ببيت النوم ، حيث عثر على مبلغ مالي جد مهم وثروة من الحلي و المجوهرات فوضعها فوق السرير ، على أساس أن يحملها في حقيبته . وقبل ذلك توجه بكل اطمئنان الى الطابق الأول، فغسل يديه من الدم ، و أثناء عودته سمع طرقا بالباب ، هنا سيدخله الشك، فأخذ بعض المال و خرج من باب المرآب الذي يتواجد خلف باب المنزل . الطارق لم يكن سوى الابنة الثانية للضحية التي خرجت من المركز الجهوي لتكوين الأساتذة التي فوجئت بعدم فتح الباب ، فهاتفت والدها ، الذي يعمل بالمصلحة الجهوية للتفتيش لمصالح الجمارك بطنجة ، لتدخل المنزل من مكان مغادرة المجرم ، المرآب ، و شاءت الصدف أنها لم تتصادف مع خروج المجرم ، لتفاجأ بالجريمة الشنعاء . ويضيف المجرم الذي حير المحققين لمدة 3 أيام ، بأنه خرج من باب " الكراج " متوجها لحي " الدراوة " بالقرب من " بلاصاطورو " عند صديقه " ط " حيث أخفى عنده مبلغا ماليا قدره 10 الاف درهم ، ليتوجه مباشرة بعد ذلك الى صديق اخر يقطن بحي الحداد التابع لمقاطعة بني مكادة ، حيث أخفى عنده السكين وحاجيات أخرى . ليعود الى منزل والديه ، حيث أحس بالجروح البليغة التي أصابت يده اليسرى ، فاتصل بالدكتور " رشيد . أ " الذي ضرب له موعدا بمستوصف " سعيد الناصري " بحي " كاسطيا " . فلم يجد المجرم سيارة أجرة فهاتف الدكتور من جديد ، والذي التحق به على متن سيارته التي حمله على متنها الى مستشفى محمد الخامس ، حيث تكلفت ممرضة بخياطة الجرح دون أن تسجل اسمه ، ومنحت له شهادة طبية بدون اسم ؟؟؟ وبعدها مباشرأخذه الدكتور على متن سيارته، الى منزله ، حيث استفسرته والدته عن الجرح في يده ، فادعى لها بأنه تعرض للاعتداء من طرف عصابة .... فرقة خاصة من الشرطة القضائية لحل لغز الجريمة الادارة العامة للأمن الوطني ، كانت قد بعثت بفرقة خاصة من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية الى طنجة من أجل فك لغز هذه الجريمة التي هزت ساكنة عاصمة البوغاز، فتم التنسيق مع مصالح الشرطة القضائية لولاية طنجة ، والذين اعدوا عدة سيناريوهات للبحث ، حيث تم جمع كل المعلومات عن العصابات المتخصصة في الهجوم على الأشخاص ، والانتقام منهم ، مقابل مبالغ مالية ، أي العصابات التي تشتغل بالمقابل لتنفيذ الجرائم ، وغيرها من المعلومات عن أباطرة المخدرات التي قد تكون وراء هذه الجريمة . و أمام الضغط الذي عرفته هذه القضية ، وأمام تناسل الإشاعات ، يوما عن يوم وسط المدينة ، كل حسب ما يستقيه من أفواه المتخصصين في مثل هذه المناسبات ...حتى وصل المحققون الى الباب المسدود،لأن الشرطة العلمية ، حملت المسؤولية لمصالح الوقاية المدنية التي حملت الجثث دون اذن ، وهو في حد ذاته ، جريمة ، حيث تم الاستماع إلى عناصر الوقاية المدنية ، والذين لم يغنوا البحث في أي شئ ، فقط قاموا بطمس معالم الجريمة ، دون قصد .. وأمام انسداد كل الأبواب أمام المحققين ، فتحوا الباب الأقل احتمالا في هذه الجريمة وهي الاستماع الى 35 شخصا من أقارب ومعارف العائلة المكلومة ، ولما تم استدعاء المجرم رفقة والدته ، على أساس انهما من المقربين للعائلة ، لعل وعسى أن يفيدا المحققين في معلومات مهمة عن من ارتكب هذه الجريمة . وكعادة المحققين القضائيين ، تم فصل الأم عن ابنها ، فكان أول سؤال ، يوجه " لعلاء الدين " التحقق من هويته ، فلاحظ عميد شرطة أنه يخفي في جيبه شيئا ، فطلب منه اخراج يديه من الجيب احتراما لجلسة التحقيق ، فامتنع المجرم ، حيث تمت معالجته بلغة صارمة معروفة لدى الشرطة ، ليفاجأ الضباط والمحققين بأن يده مجروحة . هنا ستتحول كل أنظار المحققين الى هذا الشاب الذي أخفى جروحه حتى لا تراها أعين المحققين في الجريمة ، فكان السؤال " نحن نعرف كل شئ عنك وعن الجريمة ، فاما أن تقول لنا ما حدث أو أنك تعرف الطرق التي نستعملها في مثل هذه المناسبات " . هنا كان السؤال بسيطا وبه نوع من المكر، لأن المحقق لم يكن يعلم حقيقته ، لكن السؤال بهذه الطريقة هو الذي فجر المجرم لكي يحكي عن ما حدث . فانهار المجرم ، وحكى ما حدث بالتفصيل الممل ، حيث تم اطلاق سراح كل من كان يستمع اليهم في هذه الواقعة ، وتوقفت كل الأبحاث التي فتحت بسبب هذه الجريمة كاحتمالات ، لتنتهي عملية بحث عن مجرم حير المحققين والعائلة لمدة 3 أيام . تفاصيل هذه الجريمة ، أدت الى اعتقال الصديقين اللذين أخفى عندهما المال المسروق و الآلة التي نفذ بها جريمته . لكن تبين بأن المجرم كذب عليهما بخصوص اخفاء المسروق .و ادعى لهما بأنه تعرض للضرب و السرقة . بطل هذه الجريمة ، و الذي حير المحققين ، حضر يوم الجنازة التي تم تصويرها من طرف عناصر الضابطة القضائية ، فلاحظ المحققون بأن يديه اليمنى مصابة بجروح فكتموا السر . و تعتبر هذه الجريمة الغريبة، الأولى من نوعها في هذه السنة، حيث تضاربت الاراء ، منذ يوم الواقعة ، فهناك من قال بأن الأمر يتعلق بتصفية حسابات من طرف عصابة دولية متخصصة في تهريب المخدرات على الصعيد الدولي ، وعلى أساس أن المسؤول الجمركي الذي كان وراء القبض على كمية 3 أطنان من المخدرات بطريق تطوان ، يقطن بالقرب من المنزل الذي وقعت فيه هذه الجريمة الشنعاء وأن المجرمين أخطأوا المنزل فدخلوا منزل العقيد المكلوم . و الى غيرها من الاحتمالات والاشاعات التي تسربت بين مقاهي طنجة ، والتي لا تمت بصلة لما حدث على أرض الواقع . بالاضافة الى أن المحققين عندما وصلوا موقع الجريمة لم يجدوا الجثث ، لأن مصالح الوقاية المدنية نقلتهم الى مستودع الأموات ، بشكل غريب دون حضور المصالح المختصة و لا ممثل النيابة العامة . هذا السلوك المتهور جعل الاشاعات تتسرب بشكل تلقائي ومنطقي ، لأنه جرت العادة أن لا يمس احد الجثث في كل الجرائم الا بحضور الشرطة التقنية التي لم تجد في هذه الجريمة ما تشتغل عليه ، وهو ما دفع بالضابطة القضائية الى الاستماع الى عناصر الوقاية المدنية حول سبب نقل جثث بدون اذن من الجهات المختصة ، لأنها تعتبر جريمة من يغير أو يمحي آثار الجريمة ، فأصبحت هذه الجريمة لغزا ..... المتهم.. من هو؟ المتهم بهذه الجريمة من مواليد يوم 17 أبريل 1983 بمكناس ، حيث كان والداه يشتغلان بمستوصف ، كممرضين ، وحين بلغ سن التمدرس التحق بمدرسة قروية ب " دار الشاوي " ، ليلتحق بعدها بمدارس " النوينويش " ، حيث كان ينتقل حسب عمل والديه . ليعود الى طنجة ، حيث انقطع عن الدراسة بمستوى الباكالوريا ، فاشتغل بعدة مطاعم ... وفي سنة 2007 ، تدخل له العقيد المكلوم بتوصية من التي ذبحها " السعدية " ليعمل باحدى الشركات المختصة في صنع الجبن بطنجة ، و التي يعمل بها لحد ارتكابه أفظع جريمة عرفتها المدينة . وعن ظروف ارتكابه هذه الكارثة ، قال السفاح بأنه في اواخر 2009 ، كان يعيش ضائقة مالية ، حيث قام باقتراض 20 ألف درهم من والدته و 5000 درهم من أحد أصدقائه . و أمام ذلك بدأت تراوده فكرة اقتراف سرقة من داخل منزل " العقيد الجمركي " لكونه متأكد بأن زوجته أو كما يسميها هو " خالته " تحتفظ بمبالغ مالية مهمة بدولاب بيت نومها بالطابق العلوي .