إن الحداثة التي يعتمدها الاتحاد الاشتراكي ويتشدق بها البعض آناء الليل وأطراف النهار، محولين إياها إلى ما يشاكل ديانة يعارضون بها "البيجيدي"، وبنحو ما المرجعية الإسلامية، ما هي في العمق إلا الأدوات والآليات والسلوكيات ومفاتيح رؤيوية لإجراء التغيير (...)
إن أشتات أدب شفوي بربري، وأكثرها شلحية، قد تواترت كيفما تيسر عبر ذاكرة لشد ما عانت من تبعات التحنيط الفولكلوري والاستغلال السياسي. فهل يلزم العمل على إنعاش تلك الأشتات وتدوينها وربما ترجمتها كيما تعرض على تلقي (أو قل اختبار) الذائقة الفنية (...)
الموتانُ الكُروني بينكم يا ناس يقهرنا وبالكَرْبِ الشديد يجتاحنا!
وفي الأرضِ منأى للكريمِ عنِ الأذى/ وفيها لمن خافَ القلي مُتَعزَّلُ
الشنفري الأزدي
أيام تعزُّلي في ظل كورونا ڤيروس دأبت على ترديد بيت الشنفري ذاك خفتا أو جهرا. كما أخذت أشغل النفس (...)
ما لي هو لي وما لك لي
في التوراة
حتّى ذليلُ الأرضِ أمسى دأبُهُ
أنْ يهدمَ الأقصى من أجلِ الهيكلِ
سعود بن معيلش
*
إن القضية الفَلسطينية لهي مأساة العرب والمسلمين المستعرة وإحدى أمهات القضايا عند أحرار العالم وحرائره. وحسبنا هنا أن نسترجع بعض تواريخها (...)
إلى ضحايا كارثة ميناء بيروت وإلى حراك الربيع العربي الفينيق
بادئ ذي بدءٍ، هذا تيمور لنك المغولي، أحد كبار الغزاة في العصر الوسيط، يعترف في مذكراته: "لقد عملتُ على الإمساك عن الابتزاز والقهر، إذ أني لا أجهل أن هذه جرائم تُحدث المجاعات وشتى الأهوال (...)
باعتماد صيغة المتكلم، شيد الروائي والفيلسوف المغربي المعروف بنسالم حميش لبنات عمله الروائي الجديد الذي يشتغل عليه منذ 3 أعوام، وتدور رحاه على شخصية السلطان مولاي إسماعيل (1056 1139 هجرية) والأحداث التي لعب فيها دورا محوريا.
وفي هذا المقطع يحيل حميش (...)
رافد أساسي هو رافد الفكر الفلسفي كطاقة إيجادية متجددة، تُطلب بها الحقائق والدلالات، إذ المفكر (أو الفيلسوف) هو هذا الفاعل المحنك في إلحاق الجزء بالكل، والشيء بمفهومه، والمتمرن، أكثر من غيره، على إبداع المقولات ونحتها لإحسان التعبير عن أشياء ووقائع، (...)
تقديم
إن فاس، منذ فترتي الأميرين محَمد والرشيد، وخصوصا طوال عهد السلطان المولى إسماعيل، مؤسس الدولة العلوية، ظلت العقبةَ الكأداء والشوكة في الحلقوم، تأوي أعداءه ومحاربيه والساعين إلى حتفه، بل إن مترفيها بتواطؤ مع بعض علمائها، كانوا يمدون أعتاهم (...)
إنه يلزم مدخليا التذكير بأن المغرب التاريخي المتكتل، مغرب كل المكوّنات المؤسسة له والقابلة للفحص والمعاينة بعيدا عن الفرضيات أو التداعيات الميتا-زمانية، هذا المغرب إنما قامت قائمته في العمق على سريان قواعد وقيم مشتركة لاحمة، هو مدين لها في ديمومته (...)
بعد مقالتي السابقة "إسماعيل عادلا"، أعرض روائيا في هذه الأخرى شذرات لعلها تظهر بعض وجوه استثنائية هذا السلطان المؤسس الفعلي للدولة العلوية وديمومتها ومنقذ المغرب من أطماع العثمانيين والإيبيريين الترابية، كما من فتن الثوار ومنافسيه على طلب السلطة (...)
"وأما الشاعر فإنما يضع أسماء لأشياء موجودة، وربما تكلم في الكليات، ولذلك كانت صناعة الشعر أقربَ إلى الفلسفة". (ابن رشد، تلخيص كتاب أرسطو في الشعر).
"الشعر الفلسفي في العمق، لكن من حيث هو قدرٌ قبل كل شيء، فإن عليه أن يكون فلسفيا بنحو لاإرادي". (شارل (...)
توطئة
إن عملي الروائي "إسماعيل السلطان" (1056-1139ه)، الذي مازلت أشتغل عليه منذ ثلاث سنوات، كان يراودني وأنا طالب بثانوية المولى إسماعيل بمكناس.
ومما ظل يشدني إلى شخصية هذا السلطان هي قدرته الخارقة للعادة على الاستثمار في مجالات ثلاثة: الفِكَر (...)
توطئة
إن عملي الروائي «إسماعيل السلطان» (1056-1139ه)، الذي ما زلت أشتغل عليه منذ ثلاث سنوات، وهذا العمل كان يراودني وأنا طالب بثانوية المولى إسماعيل بمكناس. ومما ظل يشدني إلى شخصيته هي قدرته الخارقة للعادة على الاستثمار في مجالات ثلاثة: الفِكَر (...)
تجول المفكر والفيلسوف والروائي المغربي الكبير بنسالم حميش في دروب التاريخ وأقبية العصور المختلفة، مقتنصا أخبار الطاعون الأعظم من كتب المؤرخين والحكماء وأفواه الأطباء والفقهاء، ليقدم للقارئ "زبدة" ما وجده من مسببات وتداعيات الوباء، في هذا (...)
في ظلّ ما يعيشه العالم اليوم من ظروف استثنائية بعد انتشار جائحة "كورونا"، يعود المفكر المغربي بنسالم حميش إلى جائحة أخرى كان لها من التّأثيرِ القويِّ على الذاكرة الفردية والجماعية بالغرب الإسلامي ما كان، وأدّت إلى انهيار عدد سكّان بلدان المغرب، وفشل (...)
وسط البحر اللّجي للأمازيغية، يغوص الأكاديمي والروائي الدكتور بنسالم حميش، محاولاً في مقاله هذا أن يمسك العصا من المنتصف، محافظا ما أمكن على التوازن الذي يبتغيه، بعيدا عن كل السجالات، وعن كل "عصاب عرقي" و"هرج كلامي" كما وصفهما..
نحو أمازيغية ميسّرة، (...)
إنها الحرب على الإسلام في حدِّ ذاته
أمام وضع مأساوي يقضي بتمريغ اسم الإسلام في أوحال التعصب والإرهاب، وبالتالي في تدعيشه كما أبنت في مقالة سالفة، لا نرى للأسف الشديد المنظمات الاسلامية الرسمية تحرك ساكنا ولا وزاراتنا الوصية على القطاعين الديني (...)
لمن قرأ هذا المقال وظل قابعا تحت ظل قانون الأقوى، فما هو إلا مصاب بداء التبعية الرعناء والتمسح بأعتابها وفقدان كل أسباب السيادة والحرية.
مع مطلع هذه الألفية الثالثة، ازدادت الأوضاع في العالم العربي سوءا وتأزما، كما نعلم ونشهد. فمنذ الضربات المدمرة (...)
إن النزوع الحثيث والسافر إلى تدعيش الإسلام لا تخطئه أعين الملاحظين المتتبعين لسريانه وتضخُّمه، وهذا بالأمثلة ما قلّ منه ودلّ:
في 29 أبريل 2018 ظهرت في جريدة Le Parisien عريضة وقع عليها 300 من شخصيات سياسية وثقافية وإعلامية، كان من أبرزهم رئيس (...)
مائة برلماني دون شهادة الباكلوريا ناقشوا القانون الإطار لمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي وصادقوا عليه، وعدد آخر ممن ليس لهم إلا هذه "الشهادة أو شوية أكثر" فعلوا مثلهم.
فيا سيبويه ويا المتنبي ويا ابن أجروم ويا اليوسي والسوسي والأخضر غزال، كيف (...)
إن الثقافة، بكلمات جامعة، هي أحد معايير التقدم ورافعة من بين رافعات التنمية البشرية، حيث الغايات المتوخاة هي التنافسية المبتكرة، وترقية الأذواق واللغات، وتمتيع الأفراد والجماعات بحياة أفضلَ وأجمل، مخلَّصةً من مسلكيات تبخيس الذات أو الضجر منها، وهما (...)
إني ممن حفزتهم التوليفة الدينامية بين الماركسية والسارترية على الانضواء في العمل السياسي الحزبي، وخصوصا، بعد أن كتب سارتر في نقد العقل الجدلي: "إن الماركسية تمثل في زماننا الأفق غير القابل للتجاوز".
ورأيت أن الحزب الأقرب إلى تكويني وقناعاتي هو (...)
بعد مضي بضع سنوات على اتفاقيات مؤتمر الگات (GATT مراكش 1994) وإنشاء المنظمة العالمية للتجارة (OMC) في السنة الموالية، أخذنا نرى أن الدول الموقعة على تلك الاتفاقيات ما زالت دون ترجمة التزاماتها بلغة مكاسب اقتصادية واجتماعية: تحسين مطرد للنمو، التعويض (...)
اللغة الفرنسية هي وطني (ألبير كامو)
أنا لغتي (محمود درويش)
أوجب الواجبات اليوم يقضي بحماية اللغة العربية وصيانتها من حملات التهجين والتبخيس ومن سيطرة الحرف اللاتيني على فضاءات مدننا التجارية وغيرها؛ فدسترة هذه اللغة أمست في مسيس الحاجة إلى التفعيل (...)
منذ أكثر من نصف قرن، كما نعلم، عرف المشرق العربي (خصوصا في مصر والشام) مساجلات حول ما يمكن تسميته صراع الفصحى والعامية، ساهم فيها كُتاب بارزون، منهم طه حسين وساطع الحصري وكمال يوسف الحاج، وغيرهم. وكان محور تلك المساجلات يقوم على دعوتين متعارضتين، (...)