للبيوت قلوب تخفق بين جدرانها وضحكات يتردد صداها في كلّ الأرجاء إن هي ابتهجت. لها مشاعر متدفقة ولغةٌ تُعبر بها عمّا يُخالجها.
فالبيت الذي تدب فيه الحياة تراه مبتهجا دافئا، يحتضنك تحت سقفه ويجعل دفء المكان يتسرب إليك لِيُوَلِّدَ عندك شعورا بالطمأنينة (...)
فجأة بتَّ تستطيع النظر في عيني. وما فتئ الصدق المتطاير منهما يزج بك في سجن الرعب. تحاول الإمساك بيدي للاطمئنان على عجزها، ودون سابق إنذار تلسعك هي بحركاتها الثملة والمتثاقلة... ترفض أن تصدق أنه بإمكان تلك الأصابع، بحركات بسيطة، أن ترسم كلمات ستغير (...)
اسمي محمد. وأنا صغير جدا. لا أدري إن كنت سَأُسَمي ولادتي نجاة أم انتحارا؟ لذلك إليكم قصتي واحكموا بأنفسكم.
كان يوما ذا برد قارس، سَمِعْت ساعتها أصواتا خارج بطن أمي تصرخ "لُفّوها بالبطانية الزرقاء وأحضروا العربة والحمار بسرعة إنها تُفلت من ببن (...)
ما لا مراءَ فيه أننا نحبّ الفرح ونسعى إليه بكلّ ما أوتينا من لَهْفة. فلا تغُرَّنّك التقاسيم العَبُوسة المُنسدِلة على كل تلك الوجوه أمامك، ولا بصمات الإعياء التي تتجلّى واضحة على جلّ الأجساد المنتشرة على مرمى بصرك. لأن معظمها يخفي وراءه رغبة مُلحّة (...)
في أحد الأمسية المُتعَبة من ركض أفئدتنا وراء تصاريف الدهر وركضنا نحن خلف رغيف العيش، أطلقت العنان لِقدَماي على "كورنيش" المدينة البيضاء. لم تكن الشمس قد غادرت بعد! فما زالت ترسل أشعتها الذهبية ِلتجذّف بين أمواج البحر في رقصة غجرية ساحرة. بينما شرع (...)
في عصر "اليوتوبيا" الوهمية والواهية، ومع حلول كل يوم جديد صرنا نبذل الغالي والنفيس في سبيل رسم صورة مجتمع مثالي يصبو أفراده إلى الظهور بشكل نموذجي كامل، كل حسب إمكانياته. حتّى يحسب من يرانا أننا نعيش على أرض المدينة الفاضلة.
كلٌّ مِنّا يبحث عن تلك (...)
لن أتكلم بإسهاب، ولن أتفنن في خط مقدمات من أي نوع، لأن الأمر لم يعد يحتمل التأخير ولو لبضع كلمات.
منذ فترة وأنا أتأرجح بين قرار طرح موضوع "وضعية رجل التعليم ببلادنا" وبين تأخيره حتى إشعار آخر. واليوم جاءت حادثة تعنيف تلميذ لأستاذه داخل حجرة الدرس (...)
الساعة تشير إلى التعب إلا هنيهات .. المكان، ساحة الأمم المتحدة بالدار البيضاء. الساحة مكتظة بالمارين، كل يحمل فوق وجهه ندوب التعب والإعياء ويهرول على عجل صوب مصيره .
من مختلف الأعمار أقبلوا ! في البداية كانوا خمسة أو أكثر من ذلك بقليل. رسموا دائرة (...)
الساعة تشير إلى التعب إلا هنيهات .. المكان، ساحة الأمم المتحدة بالدار البيضاء. الساحة مكتظة بالمارين، كل يحمل فوق وجهه ندوب التعب والإعياء ويهرول على عجل صوب مصيره .
من مختلف الأعمار أقبلوا ! في البداية كانوا خمسة أو أكثر من ذلك بقليل. رسموا دائرة (...)
في أحد المساءات المُتْعَبة من ركض أفئدتنا وراء تصاريف الدهر وركضنا نحن خلف رغيف العيش، أطلقت العنان لقدماي على "كورنيش" المدينة البيضاء. لم تكن الشمس قد غادرت بعد! فلا زالت ترسل أشعتها الذهبية لِتُجَذِّف بين أمواج البحر في رقصة غجرية ساحرة . بينما (...)
تتباطأ الحركة من حولي فجأة، ويزداد وزن الهواء المار برئتاي حتى يكاد يخنقني. تتواطأ عيناي مع صور الذاكرة التي لم تفارقني يوما، ويظهر هو أمامي كحلم عُلِّق على أطلال الفؤاد قرونا من الانتظار.
أمعن النظر في وجهه عَلَّ عيناي تستفيقان من حقيقة خِلْتُها (...)
"البعض لا تنقصهم الإمكانيات بل العزيمة
ألا ترى أن الطاولة لها أربع أرجل
ولكنها عاجزة عن السير! "
استوقفتني هذه الكلمات وأنا أطالع كتاب أضغاث أقلام لأدهم شرقاوي. بدأت أسترجع شريط الذكريات وأطرق باب سنوات من عمري قَدْ خَلَتْ، وشَرَعَتِ الأسئلة تتوافد (...)
وقفت قبالة المرآة وشرعت تتحسس ما تركته الأيام من أثر فوق جبينها وعند ملتقى جفنيها.. أخبرتي بأن نوعا من الخوف بدأ يعتريها وهي تعد الأيام في انتظار بلوغ الثلاثين من عمرها. لم يكن يفصلها عن ذلك سوى سنة أو بعض السنة.
ضغط من العائلة وضغط أكبر من مجتمع لا (...)
كلماتي هاته ليست وليدة اللحظة وليست بالحديثة. بل هي نتاج لحظات من التأمل والتحسر على ما آلت إيه حالنا اليوم.
يحز في نفسي ما أضحت عليه حال القيم والأخلاق في عصرنا الحالي. لقد أصبحنا شعبا بعيدا كل البعد عن أن يكون متصالحا وصادقا مع نفسه.
لقد أخذنا (...)
على وقع وَلْوَلاتٍ وَوَشْوَشاتٍ فيسبوكية تعودنا تلقي الفضائح و"الشوهة" في وقتٍ لو احتوى رقمَهُ جَوفُ "جينيز" لَانْفَجَر من شدة ضَآلَتِهِ.
كذلك استفاق مسائي البارحة على وقع إحدى هاته الفضائح. شُلَّتْ حركة دماغي لِوَهْلَةٍ من الزمن، لا لهول الخبر (...)
تكبر الأيام في أعيننا وتتراكم السِنُون فوق بعضها مغيرة بذلك أرقاما تشي بعمرنا. يمر الزمن من أمامنا بخطى مسرعة وتتقدم معه في العمر أجسادنا، لِنعِيَ فجأة بأننا قد كبرنا..
اليوم اكتشفت أنني كبرت وقد حدث ذلك في غفلة مني. كبرت وصارت قصيدة نزار(كبرت يا (...)
الساعة تشير إلى الغروب إلا دقائق، بعد أن انتهيت من مشاويرَ حياتية روتينية هممت بالعودة إلى مكان إقامتي.
ما إن فتحت باب وحدتي حتى رَمَقَتْ عيناي، فوق عتبته، ظرفا أدركت فيما بعد أنه استدعاء من محكمة الرأي.
فتحته ألتهم كلماته بعيناي فإذا بي أدرك (...)
الكتابة حالة نعيشها. إدمان نقلع عنه لنعود إليه ...
إليكم كلماتي :
استيقظ يومي ذات صباح خريفي على معاكسات خيوط شمسية تسللت عبر نافذتي. أزحت عني رفات حلم حديث الوفاة، عانقت النافذة و دخنت سيجارة نسيان. احتسيت قهوتي مع قطعتي اللامبالاة كعادتي، أخذت (...)
تأملت في البشر وجُلت بين طباعهم، فرأيت الخاوية من السنابل تتمايل في روحة و جيئة بين "كيف يظهر فلان" و " ماذا يمتلك علان".
تِلْكُم السنابل ما هي إلا أناس جعلوا من منطق المظاهر وحدة قياس لقيمة الإنسان .رأيت شبح "السطحية" يتواطئ مع عقولهم الرديئة (...)
في بادئ الأمر أود أن أوجه اعتذاري نيابة عن كلماتي القاسية للرّجال الرّجال، لكل من قدَّر المرأة واحترمها بل و كان سنَدها وقت الضيق، لكل من استحق كلمة شهم بجدارة. أما كلماتي التالية فإليك يا من تنظر إلى المرأة تلك النظرة الدونية وتنسى أن من ولدتك (...)
حل المساء في هدوءه المبهر، ضاربا لهما موعدا مع توديع الأمواج لشاطئ البحر تحت حمرة الغروب. في أحد المقاهي الشعبية للمدينة و الواقع على الشاطئ، جلسا إلى طاولتهما المعتادة، يسرقان من ذلك المشهد كل لحظة بعيدا عن ضوضاء أتعبت كيانهما طوال اليوم.
زَيَّن (...)
مثلت الكتابة دائما بالنسبة لي فعلا مِزاجِيا وعفويا محضا. لَم أعتد أن أتقيد بموضوع عند شروعي فيها ، وإنما أُسَلِّم القلم لأِناملي وأتركها تُراقصه رقصتها الصوفية على أنغام خواطري. فأدخل حينها في حالة من الخروج عن الواقع وأغوص فيما يجول بداخلي.
لكن (...)