سيطرت الأزمة التي يواجهها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بشأن الملف العراقي في المؤتمر السنوي لحزب العمال على الصفحات الأولى للصحف البريطانية. الإندباندانت: مبررات بلير تتغير حسب الظروف كان العنوان الرئيسي لصحيفة الاندبندنت بلير: أنا فخور بما فعلناه في العراق وبجواره بين قوسين عنوان فرعي يقول لكن أيها الرفاق لن يسمح لكم بالتصويت على هذا الأمر، وذلك في إشارة من الصحيفة إلى قرار مؤتمر حزب العمال استبعاد التصويت على قرار الحرب في العراق. وتقول الصحيفة إن بلير قدم مبررا مختلفا لشن الحرب في العراق وهو تغيير نظام صدام حسين، وهو ما قال إنه (فخور) بتحقيقه، وذلك بخلاف المبرر السابق الذي قدمه للرأي العام، وهو امتلاك العراق أسلحة دمار شامل. وتضيف أن بلير يصر على سلامة قراره بالحرب، إذ قال في حوار مع ال بي. بي. سي. إنه لو عادت الأيام لاتخذت نفس القرار بشأن العراق. أعتقد أننا تصرفنا بشكل سليم، وأن القوات البريطانية تصرفت بشكل بطولي. أنا لا أعتذر عن قرار الحرب في العراق..أنا فخور بما قمنا به. وترد الصحيفة على بلير بمجموعة من الاحصاءات التي تبرز سوء أوضاع العراق في الوقت الراهن: موت خمسة آلاف عراقي على الأقل وخمسين جندي بريطاني.. 60% من العراقيين بلا عمل، و75% في حاجة لمساعدات غذائية.. إنقطاع التيار الكهربائي 14 ساعة يوميا وقيام العراق باستيراد النفط.. تعرض قوات التحالف إلى عشرين هجوما يوميا.. وقوع ثماني جرائم قتل كل ليلة في بغداد.. وأخيرا فإن أسلحة الدمار الشامل التي برر بها بلير شن الحرب على العراق لم يتم العثور عليها. ونشرت الصحيفة تقريرا من بغداد لمراسلها المعروف روبرت فسك ينتقد فيه ما قاله بلير عن الأوضاع في العراق، ويقول إن المشهد مختلف تماما في العاصمة العراقية، حيث يتم في صباح كل يوم نقل جثث ضحايا جدد للاشتباكات إلى مشرحة عامة لكي يمكن لذويهم التعرف عليهم. ويضيف فسك إن هناك في الوقت الراهن جدرا نا إسمنتية على ضفاف نهر دجلة بطول ثلاثة أميال لحماية القوات الأمريكية من الهجمات المستمرة عليهم، بالإضافة إلى جدار آخر بطول ميل أو ميلين لحماية مجلس الحكم الانتقالي؛ الأمر الذي يوضح استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في العراق. وتضيف الصحيفة أن استطلاعات الرأي توضح أن 60% من أعضاء حزب العمال يرون أن قرار بلير دخول الحرب كان خاطئا، وأن 80% يعتقدون أنه بالغ في تقديم قدرات العراق لتبرير الحرب. الجارديان: تراجع التأييد لبلير وعبرت صحيفة الجارديان في صفحتها الأولى عن رد الفعل الغاضب لكثير من أعضاء حزب العمال على قرار استبعاد التصويت على العراق في مؤتمر الحزب. وقالت الصحيفة إن المناهضين للحرب يتهمون الحكومة بالضغط على المؤتمر لتجنب المواجهة حول ملف العراق. ونقلت عن النائبة البرلمانية أليس ماهون قولها إنه أمر شائن أن تتم إدارة مؤتمر الحزب بهذه الطريقة. ونشرت الجارديان استطلاعا للرأي يوضح تراجع شعبية حزب العمال في مجموعة هامة من الدوائر الانتخابية التي تتأرجح أصوات الناخبين بها، والتي قدرتها ب 58 دائرة، بمقدار تسع نقاط، وأوضحت أن المستفيد الأول من هذا التراجع هو حزب الأحرار الديمقراطيين الذي يقدم نفسه على أنه بديل لحزب العمال. غير أن الصحيفة أكدت أنه على الرغم من ذلك لا زال بلير قادرا على الفوز في انتخابات عامة قادمة بأغلبية مريحة قدرتها بنحو مائة مقعد، كما أبرزت أيضا استمرار تأييد كبار المسؤولين في الحكومة البريطانية لسياسة بلير تجاه العراق.