هيمنت أنباء التصويت النهائي الذي شهده مجلس العموم البريطاني ليلة أمس على سياسة حكومة توني بلير العمالية تجاه الأزمة العراقية على عناوين الصحف البريطانية الصادرة يوم. الخميس. صحيفة الجارديان قالت في عنوانها الرئيسي "تصويت التمرد يصيب بلير بالذهول". وتقول الصحيفة إن 122 نائبا قد صوتوا ضد الحرب وأن ما حدث هو أكبر تمرد ضد الحكومة، بينما ساعدت أصوات المؤيدين من المحافظين في إنقاذ بلير. وتقول الصحيفة إن اتساع نطاق التمرد عن الدائرة التي كانت متوقعه والتي تضم حوالي أربعين نائبا من الجناح العمالي في الحزب أصاب استراتيجية بلير الخاصة بشن حرب على العراق بضربة في الصميم. وفي الجارديان أيضا عنوان يتعلق بوجه آخر من وجوه الأزمة العراقية وهو الاجتماع الذي تعقده فصائل المعارضة في أربيل بكردستان العراقية حول مستقبل بلادهم، وتقول الصحيفة: مبعوث أمريكي يحاول رأب الصدع مع المتمردين العراقيين. وقد تعهد المبعوث الأمريكي زالماي خليل زاد أمام فصائل المعارضة بان الولاياتالمتحدة لن يكون لديها الرغبة في حكم العراق وقال إن البلد سيتحول إلى ديمقراطية بأسرع ما يمكن بعد إسقاط النظام العراقي الراهن. وشدد زالماي زاد على أن الولاياتالمتحدة سوف تسمح للعراقيين بحكم أنفسهم بأسرع ما يمكن. لكنه رفض تحديد المدة الزمنية التي تبقاها القوات العسكرية الأمريكية في بغداد بعد إسقاط النظام وقال " إن التحالف لن يغادر بغداد قبل دقيقة واحدة من إنجاز مهمته لكنه لن يبقى دقيقة واحدة بعد إنجازها". صحيفة التايمز تحدثت عن القضية ذاتها وقالت" تمرد عمالي يعوق بلير". وبجوار هذا العنوان رسم كاريكاتوري لرئيس الوزراء وقد سقط في باحة مجلس العموم تمطره أوراق الاحتجاج وبجواره سقط وزير خارجيته جاك سترو يشد على يده ويقول له " صوت بلا للحرب". وتقول التايمز إن التمرد الذي شهده مجلس العموم هو الأكبر الذي يتعرض له حزب حاكم في تاريخ البرلمان البريطاني وإنه يذكر بلير بملاحظة مفادها أن عليه أن يحصل على قرار دولي ثان من الأممالمتحدة وإلا وضع مستقبله السياسي في حالة الخطر. وتابعت التايمز الأزمة في تقرير ضمن ملف خاص عن العراق وقالت: التقدم التركي يزيد الخوف من حرب مع الأكراد. وتقول الصحيفة إن الزعيم التركي رجب طيب أردوغان قد أثار مزيدا من المخاوف من اندلاع صراع ثانوي بين تركيا والأكراد عندما أكد أن بلاده سترسل قوات لا يستهان بها إلى شمال العراق خلف القوات الأمريكية. ولم يحدد أرودغان عدد تلك القوات التي من المحتمل أن تصل إلى 40ألف جندي، لكنه قال إنها ستتوغل مسافة عشرين كيلومترا في الأراضي العراقية. صحيفة الإندبندنت قالت في عنوانها الرئيسي : ثورة البرلمانيين في المقاعد الخلفية. وأضافت أن بلير مني بأكبر تمرد في الوقت الذي تلقى فيه تحذيرا بضرورة وقف المسيرة نحو الحرب. وتنقل الإندبندنت عن وزير الدفاع البريطاني السابق بيتر كيلفويل قوله إنه إذا كان يليق تماما للرئيس الأمريكي أن يتوجه إلى الكونجرس فإنه من المناسب يقينا للبرلمان البريطاني أن يقول كلمته في ما يحدث. وتتناول الصحف البريطانية في صفحاتها الداخلية كذلك التطورات على الساحة الإسرائيلية خاصة ما يتعلق بتشكيلة الحكومة اليمينية الجديدة لزعيم الليكود إرييل شارون. الجارديان قالت: شارون يسقط نتنياهو من حكومته. وفي تفاصيل التقرير تقول الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أوشك على عزل منافسه الرئيسي في الليكود من الحكومة بعدما حرمه من وزارة الخارجية التي تعهد نتنياهو بألا يقبل سواها. وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم إن شارون ربما اتخذ هذه الخطوة لطمأنه الولاياتالمتحدة بأنه جاد في مسعاه للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، خاصة وأن نتنياهو من المتشددين الذين يعارضون تماما فكرة قيام دولة فلسطينية. لكن الصحيفة تشير إلى أن إقصاء نتنياهو ربما يجعله حرا في حشد التأييد المعارض لحكومة شارون خاصة في أوساط اليمين. وفي الصفحة نفسها تنشر الجارديان تقريرا عن البدو في صحراء النقب وتقول: البدو يشعرون بمزيد من الضغوط بسبب سعي إسرائيل لتعمير صحراء النقب. وتقول الصحيفة إن الآلاف من البدو العرب في النقب قد شردوا من مواطنهم الأصلية. وتسعى إسرائيل لإقامة مستوطنات يهودية في المنطقة التي يعيش عليها البدو لسنوات، وتنقل الصحيفة عن أحدهم وهو جابر أبو كف قوله إن حكومة إسرائيل مستعدة للاعتراف بملكيته وعائلته للأراضي التي يعيشون عليها شريطة موافقتهم على بيع هذه الأراضي لدولة إسرائيل، ولكن إذا رفضوا ذلك فإن السلطات الإسرائيلية تقوم بإزالة تجمعاتهم. التايمز تناولت الموقف الأمريكي من الوضع بين الفلسطينيين وإسرائيل وقالت في تقرير على صفحة داخلية: بوش "لا يزال ملتزما بحل في إسرائيل". ويقول مراسل الصحيفة في واشنطن إن الرئيس الأمريكي قد سعى لطمأنة الدول الأوروبية والعربية المترددة في تأييد الموقف الأمريكي من العراق بالقول إن تحقيق تقدم على الصعيد الفلسطيني - الإسرائيلي لا يزال أمرا حيويا. ب.ب.س