الصحف البريطانية تواصل تسليط الضوء على الشأن العراقي عبر مواضيع شتى بينها تصريحات توني بلير أمام لجنة مجلس العموم البريطاني، والموقف الفرنسي تجاه ضرب العراق، ومحاولة ليبيا "إغراء" حزب العمال البريطاني، وقرار قاضي بريطاني باستبعاد اليهود والهندوس عن لجنة محلفين. وتناولت صحيفة التايمز في موضوعها الرئيسي تصريحات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير التي أدلى بها في جلسة ساخنة لمجلس العموم على أن حكومة صدام حسين بدأت تهتز وتضعف تحت ضغط الحشود العسكرية الضخمة التي أرسلت إلى منطقة الخليج. وتضيف التايمز أن بلير أراد أن يبرز بتصريحاته هذه رسالة إلى كل من فرنساوألمانيا قائلا إن على الأممالمتحدة ألا تتهاون أو تضعف الآن أمام مسئولياتها تجاه النظام العراقي ونزع أسلحته للدمار الشامل. وتركز صحيفة الديلي تلجراف في صفحتها الأولى على الاستعدادات للحرب ضد العراق فتنشر صورة جندي شاب من سلاح المدرعات البريطاني يطل من دبابته مبتسما وهو يستعد للتوجه مع فرقته إلى الخليج من ألمانيا. وتضيف الصحيفة أن مناهضي الحرب تظاهروا أمام مبنى البرلمان بينما كان توني بلير داخل المبنى ماثلا أمام لجنة التنسيق في مجلس العموم يرد على أسئلة أعضائها. وتقول الصحيفة إن بلير عبر عن ثقته من أن الرأي العام البريطاني سوف يدعم شن حرب على العراق إذا ما فشل النظام العراقي في نزع كل أسلحته الكيماوية والبيولوجية. حكومات مؤيدة ومعارضة أما صحيفة الإندبندنت فتقول في موضوعها الرئيسي على الصفحة الأولى إن فرنسا أعلنت أمس أنها سوف تمارس ضغوطا على الحكومات الأوربية لمعارضة خطط الولاياتالمتحدة بالحرب ضد العراق. وتقول الصحيفة إن فرنسا بذلك وضعت نفسها في مواجهة مع الولاياتالمتحدة - كما أنها بهذه الخطوة تهدد بحدوث صدام داخل الاتحاد الأوربي بين الدول الأعضاء. وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية الفرنسي القول إنه سوف ينتهز فرصة اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوربي الأسبوع القادم في بروكسل ليحشد رأيا مضادا للحرب بين الدول الأوربية مضيفا أنه من المهم أن تتحد أوربا في الحرب ضد العراق. وتنشر الصحيفة قائمة بالحكومات التي تؤيد الحرب ضد العراق وأسباب دعم هذه الدول للحرب، إضافة إلى الحكومات المعارضة للحرب والأسباب وراء الرفض. وتأتي على رأس الدول الداعية للحرب الولاياتالمتحدة وبريطانيا والكويت وإسرائيل، وكذلك وإسبانيا وإيطاليا واستراليا، الدول الثلاث التي تؤازر السياسة الأمريكية بعكس رغبة شعوبها. أما الدول التي تعارض الحرب على العراق ففي مقدمتها فرنسا وروسيا والصين وألمانيا، يضاف إليها تركيا والسعودية والأردن. وأما صحيفة الجارديان فقد نشرت في صفحتها الأولى موضوعا عن "كيف حاولت ليبيا إغراء حزب العمال البريطاني بالمال." وتقول الصحيفة في تفاصيل هذا العنوان المثير إن ليبيا عرضت بصورة سرية مبالغ مالية كبيرة كتبرعات لحزب العمال البريطاني الذي يعاني من نقص في السيولة، وذلك مقابل رفع الحظر عن ليبيا وإنهاء عزلتها الدولية. وتقول الجارديان إنها تنفرد بنشر هذه الأخبار نقلا عن مصادر وزارية موثوق بها في بريطانيا، وبإن العرض الليبي رفض على الفور. وتضيف الصحيفة أن الأمر لم يتوقف عند هذا، بل حاولت ليبيا مؤخرا إغراء حزب العمال مرة أخرى عن طريق عرض صفقات مغرية للتسلح عن طريق شركة "بي أي إي" المنتجة للأسلحة، وأخرى لنشر كتاب يروي قصة حياة الزعيم الليبي معمر القذافي. ونشرت صحيفة الإندبندنت أيضا خبرا عن قرار أحد القضاة البريطانيين في خطوة غير مسبوقة في استبعاد اليهود والهندوس من الانضمام إلى هيئة المحلفين التي ستقوم بمحاكمة واعظ من أصل جامايكي، يدعى عبد الله الفيصل، متهم بالتحريض على الكراهية العرقية والحث على قتل أتباع الديانات الأخرى. وقد كان فيصل يعمل في أحد مساجد لندن إلى أن القي القبض عليه بعد تسجيله مجموعة من الخطب التي يدعو فيها إلى قتل اليهود والهندوس والأمريكيين. ورأى القاضي أن وجود أي شخص من أتباع هاتين الديانتين في هيئة المحلفين سيعطل فرص محاكمة المتهم بحياد، لذا أمر باستبعاد كل من يتبع اليهودية أو الهندوسية أو حتى أن يكون متزوجا من اتباع هذه الديانات.