تابعت الصحف البريطانية الصادرة هذه الأيام خبر إلقاء القبض على هدى عماش العالمة العراقية البارزة والمرأة الوحيدة المطلوبة للأمريكيين من بين أركان نظام صدام، والاتصالات السرية بين لندن وبغداد قبل الحرب ومكاسب شعبية بلير من وراء الحرب على العراق. صحيفة الديلي تليجراف واصلت الكشف عما تقول إنها وثائق حصل عليها فريقها في بغداد من مقر وزارة الخارجية العراقية. وتتحدث الصحيفة في عنوانها الرئيسي عن وثيقة جديدة تشير إلى أن بريطانيا أبقت على قناة اتصال سرية مع العراق ، كما تنشر الصحيفة إلى جانب هذا العنوان صورة للنائب العمالي جورج جالاوي وهو يحاول أن يتجنب بيضة ألقاها عليه أحد المحتجين عندما كان يخطب أمس مهاجما الحرب على العراق. وسبق أن اتهمت الصحيفة جالاوي بالتربح من معارضته لتلك الحرب والحصول على أموال من العراق عبر برنامج النفط مقابل الغذاء وقالت إنها عثرت على وثائق تفيد بذلك. وبحسب الديلي تليجراف فإن وزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك بعث برسالة إلى نظيره الأردني السابق عبد الإله الخطيب منتصف عام ألفين قال فيها إنه إذا وافق العراق على عودة المفتشين وفق قرار مجلس الأمن رقم ألفين ومائتين وأربعة وثمانين فإن العقوبات سوف ترفع عنه بنهاية العام. وقد أكد وزير الدولة البريطاني للشئون الخارجية بيتر هين صحة تلك المعلومات وكذلك أكدها روبن كوك الذي استقال من الحكومة البريطانية حديثا بسبب موقفها في الأزمة العراقية. وتشير الديلي تليجراف إلى أن تلك الاتصالات كانت تجري بعلم إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، وبمجئ الإدارة الجديدة تغيرت تلك السياسة. وعلى صفحاتها الداخلية تنشر الصحيفة ما كتبه مراسلها في بغداد ديفيد بلير عن حكايته مع وثائق الخارجية العراقية. وكانت التليجراف قد سحبت جميع مراسليها من العراق قبل اندلاع الحرب، وعاد بلير إلى بغداد بعد توقفها. وهو ينفي في التقرير الذي كتبه اليوم تقارير سابقة تحدثت عن تعرض مقر الخارجية العراقية للقصف بصواريخ أمريكية ويقول إنها تعرض للنهب والحرق بعد توقف الحرب لكنه عثر في غرفة بالدور الأول منها على الملفات الكثيرة التي قضى عدة أيام ينقب فيها عن ما هو مفيد. ويقول بلير في عنوان تقريره : من الأسقف المثقوبة إلى العملاء السريين: كيف تلقي الملفات التي وجدتها في وزارة الخارجية المنهوبة الضوء على نظام صدام حسين المهووس. صحيفة التايمز أيضا ركزت في متابعتها للشؤون العربية على الوضع العراقي وخاصة اعتقال القوات الأمريكيين للعالمة العراقية هدى صالح مهدي عماش. ونشرت الصحيفة تقريرا يقول: الأمريكيون يعتقلون على "سيدة الانثراكس" في نظام صدام. وتنشر الصحيفة صورتين للعالمة العراقية الأولى لها في اجتماع مجلس قيادة الثورة العراقية وإلى جانبها قصي نجل الرئيس العراقي المخلوع. أما الصورة الثانية فتظهر فيها وهي ترتدي الزي العسكري وغطاء للرأس بينما تؤدي التحية العسكرية. وتنقل التايمز عن مصادر استخباراتية قولها إن عماش التي تبلغ من العمر 49 عاما لعبت دورا رئيسيا في إعادة بناء برنامج الأسلحة البيوليوجية العراقي بعد حرب الخليج الثانية عام واحد وتسعين. وعلى صفحة داخلية أيضا تنشر التايمز تقريرا بعنوان يقول: مبعوث دبلوماسي يصف الولاياتالمتحدة بأنها "دولة بوليسية". والدبلوماسي هو وزير في وزارة الخارجية الألمانية هو يورغين تشروبوج الذي قال لزملائه في الوزارة " إن الولاياتالمتحدة تضيق أكثر وأكثر على الحريات المدنية لمواطنيها". ومن المتوقع أن يثير نشر هذه التعليقات مزيدا من التوتر في العلاقات الألمانية - الأمريكية. وعلى صفحتها الأولى نشرت التايمز استطلاعا للرأي أظهر تزايدا في شعبية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وشعبية حزب المحافظين المعارض وتراجع شعبية حزب العمال مع ذلك إلى ستة وثلاثين في المئة. و يشيرهذا الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة populus لصحيفة التايمز إلى أن بلير أفاد كثيرا من النتيجة التي آلت إليها الحرب في العراق واعتبرت التايمز ذلك هدية جاءت في وقتها لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يتم اليوم عامه الخمسين. الجارديان تنشر أيضا صورة لهدى عماش وتقول إنها سلمت نفسها للقوات الأمريكية التي لم تدل بمزيد من التفاصيل. غير أن الصحيفة ترجح أن تكون عماش التي يقال إنها فرت إلى سوريا قد تم تسليمها بموجب صفقة كان عرابها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول خلال زيارته لدمشق. وعلى الصفحة الأولى بالجارديان تقرير عن العضو المحنك في مجلس العموم تيم داليل الذي انتقد نفوذ اللوبي اليهودي في السياسة الأمريكية والبريطانية ويتعرض لحملة حاليا بسبب تلك الانتقادات. وتقول الصحيفة: داليل يجدد الهجوم على ليفي. والمقصود هنا هو اللورد ليفي الصديق المقرب من رئيس الوزراء توني بلير ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط. وكان داليل قد قال إن " هناك نفوذ يهودي يزيد عن الحد في الولاياتالمتحدة" ويهودي له تأثير مفرط في معية توني بلير. وتنقل الصحيفة عن العضو الذي ظل في مجلس العموم لمدة 41 عاما قوله في وصف اللورد ليفي " أعتقد أن نفوذه كان مهما للغاية على رئيس الوزراء وقاد إلى ما اعتبره حربا مروعة على العراق وخراب بغداد". وتقول الصحيفة إن بعض اليهود البارزين يعتزمون تقديم شكوى ضد البرلماني البريطاني إلى لجنة المساواة العنصرية. ونختم بصحيفة الفاينانشيال تايمز التي تهتم بإعراب الجنرال الأمريكي المتقاعد جاي جارنر، الذي تقول الصحيفة إنه الحاكم الفعلي في العراق، عن أمله في تشكيل حكومة انتقالية في العراق أوائل الشهر المقبل. وتنشر الصحيفة صورة للقنصل البريطاني في بغداد كريستوفر سيجر ينفض الغبار عن صورة للملكة إليزابيث الثانية لدى إعادة افتتاح مقر البعثة الدبلوماسية البريطانية يوم أمس بعد إغلاقه عام واحد وتسعين. بي.بي.سي.