لا يزال الشأن العراقي يهيمن على باقي الأخبار والتحليلات في الصحف الدولية الصادرة خلال الأسبوع المنصرم، فقد تطرقت العديد من الصحف العالمية إلى الجلسة التي كشف فيها كولين باول عن ما أسماه بأدلة مقنعة يبدو أنه لم يكن هو نفسه مقتنعا بها، قبل أن يفشل في إقناع غيره: الصحافة الروسية: باول معلم فاشل ونبدأ بالصحف الروسية وما ذكرته صحيفة برافدا التي استخدمت لغة قاسية جدا بحق وزير الخارجية الأميركية كولن باول وأدلته التي عرضها أمام مجلس الأمن, فقد هاجمته ووصفته بأنه معلم فاشل, وبأنه خاطب مجلس الأمن وكأنه يخاطب معسكرا للكشافة. وتوقفت الصحيفة عند اعتماد الوزير الأميركي على صور الأقمار الاصطناعية واصفة لهجته بأنها مقززة, فهو يعترف بصعوبة تفسير تلك الصور ثم يقول للحاضرين: أنا أخبركم بتفسيرها. وقالت الصحيفة عن المحادثات الهاتفية المسجلة التي أظهرها باول في الجلسة وقالت يمكن أن تكون عن قذائف منتهية الصلاحية ولا تعني تلقائيا وجود أسلحة للدمار الشامل, وهي الأسلحة التي تحدث عنها باول بطريقة مبسطة وصبيانية حسب تعبير الصحيفة التي ميزت بين أسلحة الدمار الشامل وبين الحراب والتروس التي يسهل إخفاؤها في شاحنات تجوب الصحراء. وتابعت قائلة: ولأن باول لم يدعم كلامه بأي مصدر, فإن كلامه ليس إلا من قبيل القيل والقال. وعن استنتاج باول بأن أسلحة للدمار الشامل تنتج في المباني الغامضة المستطيلة الشكل والتي تشبه صورا تم التقاطها في أفغانستان, قالت صحيفة برافدا: إن تفتيش مبان مشابهة أظهر سابقا أنها ليست سوى مصانع لإنتاج الحليب. وتحت عنوان "كولن باول ألقى محاضرة في الأممالمتحدة" كتبت صحيفة "إزفيستيا" مقالا انتهت فيه إلى أن باول اشتبك غيابيا مع الرئيس العراقي صدام حسين. الصحافة البريطانية الدايلي تليغراف: عدو أمريكا الثاني يعتبر بطلا في بلاده خصصت صحيفة الديلي تلغراف ثلاث صفحات للقضية العراقية واحتمالات الحرب، تضمنت تقارير عدة حول الأردني المتهم بعضوية القاعدة، أبو مصعب الزرقاوي، والموقف الفرنسي من الحرب، والأدلة التي قدمها باول من وجهة النظر العربية والأداء المحتمل للقوة الجوية البريطانية في الحرب مع العراق، وأخيرا احتمالات الديمقراطية في العراق وكيف سيعيد ذلك تشكيل منطقة الشرق الأوسط. وفي تقرير من ديفيد بلير في الزرقاء بالأردن وألان فيليبس في لندن، كتبت الديلي تلغراف تقريرا تحت عنوان: "عدو أمريكا الثاني يعتبر بطلا في بلده الأردن" ويقول التقرير "إن الزعيم الإرهابي، أبو مصعب الزرقاوي، الذي يشكل محور اتهام الولاياتالمتحدة ضد العراق، يعتبر كريما وملتزما دينيا ومحبوبا على المستوى الشعبي في مدينته، الزرقاء". ويضيف التقرير: "لقد حوّل وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الزرقاوي إلى عدو الشعب الأمريكي رقم 2 بعد أسامة بن لادن، عندما كشف عن اسمه واعتبره حلقة الوصل بين العراق والقاعدة". ويقول التقرير إن المخابرات الأردنية هي الأخرى تعتبر الزرقاوي بين أكثر الإرهابيين خطرا الذين لا يزالون طليقين. ويضيف "إلا أن ذلك لا يساوي شيئا في مدينة الزرقاوي، الزرقاء، التي اشتق منها اسمه، والتي يتحدث عنه الناس فيها باحترام، حتى من لم يلتقوا به" وفي تقرير آخر أعده توبي هاذرندن من واشطن، وجاء تحت عنوان: "الديمقراطية في العراق قد تعيد تشكيل الشرق الأوسط" قالت الديلي تلغراف إن تعليقات "كولن باول" أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأمريكي، بأن إقامة نظام ديمقراطي في العراق قد يعيد تشكيل الشرق الأوسط ويجعله قادرا على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعتبر تحولا كبيرا في الدبلوماسية الأمريكية التي عادة ما تحافظ على الاستقرار بدلا من تشجيع الديمقراطية. وتضيف الصحيفة " مسؤولون كبار في البنتاغون عبروا بشكل غير رسمي عن اعتقادهم بأن الإطاحة بنظام صدام حسين قد يشعل فتيل ثورة ديمقراطية في إيران وإصلاحات في السعودية". التايمز: عندما ينتهي التعامل مع العراق فإنه يجب مواجهة باقي البلدان التي تمتلك أسلحة دمار شامل ونقلت صحيفة الفاينانشال تايمز على صفحتها الأولى تقريرا تحت عنوان: " العراق يعطى مهلة أمدها أيام للتعاون مع الأممالمتحدة" وينقل التقرير الذي أعده جيمس بليتز وكريشنا جوها من لندن وجاي ديلمور في واشنطن، تحذير مفتشي الأسلحة الدوليين للعراق بأنه ليس أمامه سوى أياما للتعاون مع جهود المفتشين الدوليين في البحث عن أسلحة الدمار الشامل. كما ينقل التقرير موافقة العراق لأول مرة على مقابلة المفتشين للعلماء العراقيين دون حضور مسؤولين عراقيين. وتنقل التايمز على صدر صفحتها الأولى ليوم الجمعة الماضي تقريرا تحت عنوان: "بلير يعد بأن يسلك طريق الأممالمتحدة" ويقول التقرير إن رئيس الوزراء البريطاني وعد الشعب البريطاني المشكك بسياسته نحو العراق بأنه "ملتزم بنزع أسلحة العراق من خلال الأممالمتحدة". وتنقل الصحيفة عن بلير قوله في مقابلة من تلفزيون "بي. بي. سي." إنه أصر على سلوك طريق الأممالمتحدة الصيف الماضي عندما كان البعض، في إشارة إلى المتشددين في الإدارة الأمريكية، يريدون القيام بعمل عسكري مباشر ضد العراق. وأضاف التقرير أن حديث بلير هذا، الذي خاطبه فيه أحد السائلين في برنامج "بي. بي. سي." التلفزيوني متهكما ب "سيادة نائب شمال تكساس" وخاطبه آخر ب "سيادة نائب الرئيس"، يأتي في الوقت الذي تتسارع فيه الاستعدادات للحرب، بينما يتعمق الخلاف بين أعضاء مجلس الأمن حول العراق. ويمضي التقرير إلى القول بعد استعراض مفصل لموضوع التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، إن رئيس الوزراء البريطاني كشف عن وجود مصنع في منطقة في العراق تقع خارج سيطرة صدام، يوزع مادة الرايسين السامة إلى جميع أنحاء العالم. ونقل التقرير عن بلير قوله "عندما ينتهي التعامل مع العراق فإنه يجب مواجهة باقي البلدان التي تمتلك أسلحة دمار شامل". وتخصص الصحيفة ست صفحات كاملة للأزمة العراقية وتنقل تقارير عديدة عن القضية من مختلف جوانبها. وقال أحد هذه التقارير الذي أعده المحرر الدبلوماسي ريتشارد بيتسون، "إن السعودية أشارت ضمنيا إلى الحاجة إلى إزالة صدام حسين من السلطة، في ما يبدو أنه سياسة مخالفة لموقفها الرسمي المعارض للصراع المحتمل مع العراق. ويضيف التقرير "إلا أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يصرعلانية في محادثاته مع زعماء العالم على الإبقاء على الجيش العراقي الحالي والحكومة العراقية الحالية بهدف الحفاظ على الاستقرار في المنطقة ومنع تفكك العراق". ويضيف التقرير أن الأمير سعود يأمل في أن يطرح هذا المقترح على الأممالمتحدة. وتنقل الصحيفة عن الأمير سعود قوله لصحيفة الرياض السعودية إن خطته تتصور " الحفاظ على الإدارة الحالية في العراق بهدف ضمان الأمن الداخلي وسيادة الدولة العراقية ومنع تفكك العراق". الجارديان: بليروبوش لن تثنيهما الأممالمتحدة وخلافا للعنوان الذي وضعته التايمز بأن بلير سوف يسلك طريق الأممالمتحدة، تنقل الجارديان في عنوان على صفحتها الأولى عن بلير قوله "لن تثنينا الأممالمتحدة". وتقول الصحيفة إن بلير قدم تبريرا للحرب في وقت عرض فيه العراقيون تنازلات. ويقول التقرير كذلك إن رئيس الوزراء البريطاني واجه جمهورا بريطانيا مختارا يعارض الحرب مع العراق وسط احتجاجات تردد شعار "لا دم من أجل النفط". وأضاف التقرير "ومما زاد الأمر تعقيدا، أعلن العراق الليلة الماضي ما يبدو أنه تحول كبير في موقفه، وهو السماح بمقابلة المفتشين للعلماء العراقيين على انفراد ودون حضور مراقبين عراقيين. وقال التقرير إنه لا يعرف حتى الآن إن كان الإجراء العراقي الأخير تغيرا حقيقيا في الموقف أم أنه تكتيك يهدف إلى تأخير (الحرب). الإنديبندنت: "هل أصبحت الحرب الآن حتمية" يقول تقريرالأندباندانت الذي أعده من واشنطن رووبرت كورنويل: "يبدو أن اندلاع الحرب على العراق، من الناحيتين الدبلوماسية والعسكرية، أصبح محتوما، وربما خلال شهر واحد، اللهم إلا في حالة وقوع أحداث درامية في بغداد". ويستعرض التقرير بالتفصيل الاستعدادات العسكرية الأمريكية والبريطانية في الخليج، ووجود 113 ألف جندي أمريكي هناك، وأن هذا العدد سوف يصل قريبا إلى 150 ألف، الذي اعتبرته الصحيفة "الحد الأدنى المقبول، بحلول الخامس عشر من فبراير. وينقل التقرير موافقة البرلمان التركي على السماح لخبراء أمريكيين بتحديث القواعد العسكرية التركية بهدف استخدامها في الحرب مع العراق، ويقول إن موافقة البرلمان المتوقعة في 18 من الشهر الجاري سوف تسمح بفتح جبهة ثانية من الشمال لغزو العراق. ويضيف:"إن الجدول الزمني للحرب أصبح واضحا، وعلى الرغم من التطمينات بأن القوات الأمريكية بقدراتها القتالية الجوية وقدرتها على الحرب في الليل، وبأنها قادرة على القتال في كل الفصول، إلا أن البنتاغون يفضل كثيرا الحرب في فصلي آخر الشتاء أو بداية الربيع الباردين نسبيا". الصحافة الأمريكية: "يو.إس.إي. تودي" رفض من تركطيا قد يعرقل خطط الحرب وعن الوضع الميداني توقعت صحيفة "يو إس أي توداي" الأميركية أن يوافق البرلمان التركي (يومين قبل اجتماعه) على أن تتولى الولاياتالمتحدة ترميم القواعد العسكرية التركية والموانئ والمنشآت الأخرى في مهمة تستغرق ثلاثة أشهر, وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء التركي عليها قبل عرضها على البرلمان, لكنه قد يؤخر الموافقة على السماح للقوات الأميركية بدخول البلاد استعدادا لشن هجوم على العراق إلى ما بعد عيد الأضحى. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن رفض تركيا السماح للأميركيين باستخدام القواعد التركية سيعوق خطط الحرب الأميركية تجاه العراق. لكن أحد أعضاء البرلمان من حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء عبد الله غول قال إن تفويض الأميركيين بترميم القواعد التركية أمر محتمل جدا. وأشارت الصحيفة إلى طلب نائب الرئيس الأميركي "ديك تشيني" من غول إرسال مسودة القرار الخاص بالجيش الأميركي إلى البرلمان, وقال له إن هناك حاجة لأن تسرع تركيا في هذا الأمر. إعداد: إبراهيم الخشباني