مؤتمر المعارضة العراقية في لندن يفشل في الخروج بكرزاي حظي مؤتمر المعارضة العراقية المنعقد خلال الأسبوع الماضي بلندن باهتمام خاص من الصحافة البريطانية على الخصوص التي لمحت كثيرا إلى فشل المعارضة العراقية في الاتفاق على "حميد كرزاي" من بين صفوفها مما يعني أن المؤتمر الذي خرج ببيان محتشم يبدو أنه لم يكن له من غرض إلا حفظ ماء وجه معارضة مفككة لا تكاد تتفق، قد انتهى إلى الفشل؛ وهوما يعني أيضا احتمال الدعوة إلى مؤتمر آخر تتدخل فيه واشنطن هذه المرة بشكل سافر لفرض "كرزاي" العراق على الجمع كما فرضته في بون على "اللويا جيركا" الافغانية. الجارديان: المعارضون العراقيون "بنوا السفينة في لندن ولم يجدوا >نوحا< ليقودها بهم إلى بغداد" هكذا جاء في تقرير صحيفة "الجارديان" الذي يتناول مؤتمر المعارضة العراقية الذي اختتم أعماله في لندن . وتقول الصحيفة إن المعارضة العراقية المشهورة بتناحرها أبدت بعد طول تأخر مظهرا للوحدة في بداية المؤتمر، لكنه اقتصر فقط على لجنة قيادة قوامها 65 شخصا يأملون في أن تقود الطريق إلى انهيار الرئيس العراقي صدام حسين. وتقول الصحيفة إن الزعيم الكردي مسعود بارازاني دعا في ختام المؤتمر إلى "التسامح والمغفرة" وأن يضع كل عراقي مصالح البلد في المقدمة. ونقلت الصحيفة وصف أحد الحضور للمؤتمر بأنه كان مثل "سفينة نوح باستثناء أن أحدا لا يعلم من الذي سيكون نوحا." الأندباندانت: "وثيقة مسربة" أما صحيفة الإندبندنت فتشير إلى الشأن العراقي من زاوية أخرى في تقرير تحت عنوان: وثيقة مسربة تقول إن شركات ألمانية وأمريكية أمدت صدام بأسلحة. و هكذا تنقل "الإندبندنت" عن صحيفة دي "تاجيزيتونج" الألمانية أن التقرير العراقي الذي قدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة شمل قائمة ب 150 شركة منها شركات من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ساعدت برنامج أسلحة الدمار العراقي. وحسب الإندبندنت، فإن مسؤولين بريطانيين قالوا إن قائمة الشركات يبدو أنها دقيقة. وإن 80 شركة ألمانية و24 شركة أمريكية أمدت العراق بمعدات وأساليب تشغيل برامج أسلحة منذ عام 1975، وفي بعض الحالات استمرت مساعدتها لبرنامج الأسلحة التقليدية العراقية حتى العام الماضي. أما بخصوص مؤتمر لندن فكانت ال "الأندبندنت" قد توقعت أن تنبثق عن المؤتمر لجنة تنسيق ستكلف بعدة مهام من بينها العمل على "صياغة رؤية مشتركة نحو مستقبل العراق". وقالت الصحيفة إنه على رغم الخلافات التي ظهرت من خلال جلسات المؤتمر، فإن شعورا بالتفاؤل سيطر على المؤتمرين بإمكانية سقوط النظام العراقي وعودتهم من المنفى إلى بلادهم.ولكن الصحيفة عادت بعد انتهاء المؤتمر إلى التأكيد على تصدع المعارضة. "الصانداي تايمز": "المعارضة العراقية تبيع جلد الدب قبل أن تصيده" و تقول صحيفة "صنداي تايمز" إن الخلافات بين فصائل المعارضة المتفرقة حول شكل نظام حكم العراق في مرحلة ما بعد صدام حسين احتدمت. وتنقل الصحيفة أن كل جماعات المعارضة المشاركة في المؤتمر تجمعها الرغبة في زوال نظام الحكم العراقي، لكن اختلافات حادة ظهرت بين وجهات النظر المطروحة بشأن مستقبل البلاد. وقبل اختتام المؤتمر كانت ال "صنداي تايمز" قد استبعدت أن يتمكن المشاركون من الخروج بجبهة موحدة . "صانداي تليغراف": "نتائج عكسية توصلت إليها المعارضة" وترى صحيفة "صنداي تلغراف" أن الهدف الحقيقي من المؤتمركان هو تغيير الفكرة السائدة عن المعارضة العراقية بأنها جماعات متصارعة ومتشرذمة، ومحاولة تصويرها على أنها جبهة قوية قادرة على ملء فراغ السلطة في حال سقوط النظام الحاكم في بغداد؛ غير أن عكس ذلك تماما هو ما أثبثته المعارضة. بيان لا يلزم أحدا: "مؤتمر المعارضة العراقية يتفق على خطة عمل للمستقبل" حصلت اعتراضات كثيرة حول نسب التمثيل في لجنة المتابعة اتفقت فصائل المعارضة العراقية المجتمعة في لندن على رؤية موحدة لمستقبل العراق بعد الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين. فبعد أربعة أيام من المداولات تم الاتفاق على وثيقتين تحددان الأسس والهياكل السياسية لفترة انتقالية تمتد لعامين. كما اتفق المؤتمرون على تشكيل لجنة للمتابعة من 65 عضوا تتولى مسؤولية الاتصال بالجهات الخارجية. ويذكر أن عدد أعضاء اللجنة قد ارتفع من 50 الى 65 في إشارة الى رغبة المعارضة في اشراك أكبر عدد ممكن من التيارات فيها. وكانت الولاياتالمتحدة قد رعت المؤتمر في محاولة منها لتوحيد الفصائل المختلفة قبل الإطاحة بالنظام العراقي الحالي. وقال مبعوث الرئيس بوش إلى المؤتمر "زلماي خليل زاده" إن الشعب العراقي سيجد الولاياتالمتحدة إلى جانبه في سعيه الى مستقبل أفضل. وساد شعور في المؤتمر أنه قد أفلح في تحقيق الأهداف التي عقد من أجلها بالرغم من الاعتراضات التي أبدتها بعض الأطراف. وقد استحوذ ممثلو المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق والحزبان الكرديان الرئيسيان على معظم المقاعد في لجنة المتابعة الجديدة، مما أثار اعتراضات من جانب المسلمين العرب السنة الذين اشتكوا من عدم منحهم تمثيلا يعكس ثقل طائفتهم في العراق. كما اشتكت المجموعات النسوية وشيوخ العشائر من أنهم قد حرموا من حق المشاركة في اتخاذ القرارات. في غضون ذلك أعلن الشيخ جمال الوكيل الأمين العام لحركة الوفاق الإسلامي انسحاب حركته وكلا من حركة تيار الإمام الصدر ورابطة علماء الدين في العراق والحركة الإسلامية لتركمان العراق والحركة الإسلامية في كردستان العراق من مؤتمر المعارضة العراقية المنعقد في لندن احتجاجا على ما وصفه بتجاوز بعض الأطراف لمبدأ التعددية والديمقراطية. وذكر الوكيل بالاسم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وقال إن الحركات المنسحبة الخمس ترفض هيمنة المجلس الأعلى على التيار الإسلامي، واتهم أطرافا خارجية أخرى بالوقوف وراء المجلس. وبدوره، اتهم إحسان عبدالعزيز من الحركة الإسلامية في كردستان العراق الولاياتالمتحدة بتهميش الحركات الإسلامية السنية ومحاولة معاقبة هذه الحركات تحت ذريعة أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. وقد أصرت الحركة الملكية الدستورية على إجراء استفتاء عام في العراق بعد الإطاحة بالنظام الحالي لاختيار نمط الحكم الذي يفضله الشعب العراقي، وما إذا كان يرغب في العودة إلى النظام الملكي الذي أطيح به عام 1958. واعترض بعض ممثلي الحركة الملكية على النموذج المطروح لتشكيل مجلس للسيادة من ثلاثة أشخاص يقوم بمهام رئيس البلاد في الفترة الانتقالية. كما أعد المؤتمر قائمة بأسماء 49 مسؤولا عراقيا - وعلى رأسهم صدام حسين وولديه - ستتم محاكمتهم عقب تغيير النظام. أما المسؤولون الآخرون، فسوف يشملهم عفو عام. وأكد منظمو المؤتمر على أن لجنة المتابعة لن تسعى لكي تصبح حكومة منفى، قائلين بأن الحكومة العراقية الجديدة "ستشكل في بغداد بعد رحيل صدام حسين، وليس في لندن." ال "أندباندانت" تقارير وفي صحيفة الانديبندنت نقرأ تقريرا موسعا للصحفي روبرت فيسك يتحدث عن تجارب ربما أجراها نظام الرئيس العراقي صدام حسين على عراقيين من أصول إيرانية، يقول إن عددهم يبلغ نحو خمسة آلاف شخص. ويتساءل الكاتب: "لماذا لا يذكر الرئيس بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير أكثر جرائم صدام حسين وحشية؟"، حسب وصفه، في الملفات التي يقدمونها عنه. ويقول فيسك إنهم لم يأتوا على ذكر خمسة آلاف من الرجال والنساء الذين احتجزوا في معسكرات اعتقال، في حين وضعت عائلاتهم، وهم من ذوي الأصول الإيرانية، قرب الحدود مع إيران قبل فترة وجيزة من غزو الرئيس صدام لإيران عام 1980. ويضيف: هل يمكن أن يكون السبب استخدام هؤلاء كفئران تجارب لاختبار عناصر ومواد تستخدم في الحرب الكيماوية والبيولوجية، مصدرها الأصلي هو الولاياتالمتحدة. التي كانت آنذاك تدعم العراق ضد إيران؟ كما تورد الصحيفة تقريرا حول خطط وزير الخارجية الامريكي "كولن باول" لدمقرطة أنظمة الحكم في الشرق الأوسط، تحت عنوان: باول يكشف عن خطة لإصلاح الشرق الاوسط الأوتوقراطي. وتقول إن خطة باول هي بمثابة محاولة أمريكية لإجراء إصلاحات من أجل مزيد من الديموقراطية في العالم العربي، وأن الأنظمة الأوتوقراطية في الشرق الأوسط يجب أن تتغير، حتى لو كانت من حلفاء الولاياتالمتحدة.(وهذا ربما يؤكد أن دور السعودية قادم بعد الانتهاء من العراق). وتشيرالصحيفة إلى أن خطة باول، التي سميت مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية، والتي خصص لها 20 مليونا دولار، تأجلت عدة مرات في الخريف الحالي بسبب تفاقم الأزمة في العراق. وتقول الصحيفة إنه بالرغم من تواضع المبلغ المخصص للخطة، إلا أن لها أهمية كبيرة، وتعتبر ردا على المنتقدين الذي يقولون إن واشنطن تفضل وجود حكومات متسلطة موالية لها. وتضيف أن الخطة تعد مؤشرا لتصميم واشنطن على إدخال تغييرات على الأنظمة السياسية في المنطقة، ابتداء من العراق، حتى لو عنى هذا إقلاق أو هز بعض الأنظمة الموالية للولايات المتحدة. كما توضح الصحيفة أن الدعم الأمريكي لتلك الأنظمة، ومنها المصرية والسعودية، المتوافق مع السخط الشعبي للدعم غير المحدود لإسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين، هو الذي زاد من درجة مشاعر الكراهية التي تسود العالمين العربي والاسلامي. كما تورد الصحيفة مقابلة مع اللواء وفيق السامرائي الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية العراقية، الذي تحول إلى صفوف المعارضة منذ أعوام. وتقول إن المعارض العراقي يخطط، من شقته في مكان ما من ضاحية ساتن جنوبي لندن، خطوة بخطوة للكيفية التي يمكن من خلالها اسقاط نظام حكم الرئيس العراقي. وتشير الصحيفة إلى أن السامرائي اعترف بأن تصوراته التي تميل إلى إحداث تغيير من داخل العراق، وهو ما يدعو إليه منذ وقت طويل، لم يكتب لها النجاح. وكدليل على فشل المؤتمر فإن الصحافة البريطانية نفسها التي غطت أشغال المؤتمر طيلة الأسبوع الماضي بكثير من التفاؤل؛ سرعان ماغيرت لهجتها مباشرة بعد فض المجلس. وهكذا طلعت نفس الصحف يوم السبت 21 دجنبر بعناوين تحمل الكثير من التهديد كما ان رئيس الوزراء البريطاني "طوني بلير" وجه رسالة إلى الجنود البريطانيين بعد ختام مؤتمر المعارضة مباشرة يحثهم فيها على الاستعداد للحرب. استجواب العلماء العراقيين على صعيد ذي صلة، أوردت "الجارديان" أن مصير العراق في أيدي حفنة من العلماء وخبراء الأسلحة الذين سيُطلَب منهم الإفصاح عن أسرار البرامج التسليحية للرئيس العراقي. ولفتت إلى أن هناك عشرة أيام تفصلنا عن الموعد النهائي الذي من المقرر أن يقدم فيه العراق إلى الأممالمتحدة قائمة بأسماء "كافة الأفراد المرتبطين حاليا وسابقا ببرامج العراق الكيماوية، والبيولوجية، والنووية، وللصواريخ البالستية". وأضافت أن استجواب هؤلاء الأفراد - وهم علماء، وتقنيون، وضباط عسكريون - قد ظهر كفتيل محتمل للحرب. وأوضحت أنه "إذا ما رفض العراق تحديد ما لديه من أدمغة، أو تسليم العلماء والجنرالات إلى الأممالمتحدة لكي (يُستَجوَبوا)، فإن الدبلوماسيين يعتقدون بأن ذلك قد يقدم الاستفزاز الأخير المطلوب لتبرير حرب. إغفالات في إعلان العراق عن أسلحته زائد الفشل في التعاون ولكن "الجارديان" نقلت عن الدبلوماسيين استدراكهم بأن "هذه المرحلة القادمة من عملية التفتيش يمكن أن تثير شرخا بين الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة". وقالت الصحيفة إن السيناريو الذي يحلم به الأمريكيون هو الإمساك بمنشق من بين العلماء، "بحيث تُستَخْدَم المعلومات المقدّمة للانقضاض على منشأة أسلحة غير شرعية وبالتالي المجيء بالدليل الدامغ الذي تتوق إليه واشنطن". جدل سياسي وفي مقالة تحليلية نشرتها "الفاينانشال تايمز" للموقف في واشنطن إزاء العراق، عرج الكاتب "بيتر شبيغل" على الجدل الدائر في دوائر القرار في العاصمة الأمريكية حول التعامل مع الخرق المادي من قبل العراق لقرار مجلس الأمن في شأن نزع سلاحه. وقال الكاتب إن الجدل الدائر قد حال دون التوصل إلى قرار في شأن التعامل مع الخرق المادي في اجتماع عقده مجلس شؤون الأمن القومي الأمريكي الأربعاء الفائت. ورأى شبيغل في الجدل تعبيرا عن الانقسام في صفوف الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بكيفية الإطاحة بالرئيس العراقي، رغم التقائها على هذا الهدف. وأردف أن الجدل الدائر ينطوي على مفارقة. وأوضح أن وزير الخارجية الأمريكي "كولن باول"، المعروف بأنه من جناح الحمائم، يدفع في اتجاه رفع الحرارة الدبلوماسية على العراق، في حين أن وزير الدفاع الأمريكي "دونالد رامسفيلد"، المعروف بنزوعه إلى القتال، يحث على انتهاج نهج أكثر اعتدالا. ومضى يقول إن موقف "رامسفيلد" لا يعني أن وزير الدفاع الأمريكي قد غير رأيه في شأن التعامل مع العراق، ولكنه نابع من حرصه على توقيت الخطوات الدبلوماسية الأمريكية لكي تتزامن مع تحركاتها واستكمال حشوداتها العسكرية ميدانيا. حذار أيها الطغاة وتحت عنوان "حذار أيها الطغاة" كتبت صحيفة "الدايلي تلجراف" تعليقا سياسيا استهلته بالقول: "لقد أعلنت أمريكا أن العراق في حالة انتهاك مادي لالتزاماته وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 1441 وحذرت من أن هذا الخرق قد جعل الحرب أقرب". وأردفت تقول: "إن صدام كان يقامر مقامرة غير اعتيادية عبر إعلانه في ملف أسلحته أنه لا يمتلك أسلحة دمار شامل". وتساءلت عما إذا كان التهديد بالحرب "سيحدث انهيارا في النظام العراقي، من دون أن يتعين على الحلفاء أن يطلقوا طلقة واحدة؟" وفي معرض إجابتها على هذا التساؤل، تقول الدايلي تلجراف: "يصعب التنبؤ بذلك في حكومة مغلقة بإحكام مثل حكومة صدام. ولكن حتى لو حصل تغيير النظام من دون حرب، فإن أمريكا وبريطانيا سيكون لديهما مصلحة حادة في ما يأتي بعد ذلك." بعد ذلك انبرت الصحيفة إلى التأكيد أن المعارضين العراقيين الذين التقوا في لندن مؤخرا يشاركون الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش طموحه في تخليص الشرق الأوسط من الطغاة الذين يرعون الإرهاب. وخلص تعليق "الدايلي تلجراف" إلى القول: "إن على الجيل الحالي من الزعماء، من العقيد القذافي في ليبيا إلى آية الله خامنئي في إيران، أن يكونوا على حذر. إن عراقا ديمقراطيا، علمانيا، متحررا من الإرهاب ومعززا باحتياطات ضخمة من النفط، يمكن أن يصبح منارة في منطقة سيئة الصيت بسبب الحكومات السلطوية والكساد الاقتصادي