الصحافة البريطانية تعين جورج بوش في دق طبول الحرب على العراق مع اقتراب موعد تقديم لجنة التفتيش الأممية لتقريرها عن وجود أو عدم وجود أسلحة للدمار الشامل بالعراق عادت الصحافة الدولية إلى جعل القضية العراقية على رأس اهتماماتها، خصوصا بعد الملاسنة التي صدرت عن وزير الدفاع الأمريكي "دونالد رامسفيلد" في حق دولتين كبيرتين وعريقتين هما فرنساوألمانيا، لمجرد أنهما عبرتا عن اعتراضهما لكل حرب على العراق دون الحصول على قرار أممي صريح بهذا الشأن، فما كان من السيد "رامسفيلد" إلا أن وصف الدولتين بأنهما لا تمثلان إلا أوروبا القديمة. وكذلك بعد اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية المجاورة للعراق بتركيا. وسوف نركز في صفحة هذا الأسبوع على الصحافة البريطانية، نظرا لكون بريطانيا تبدو بتسليمها قيادها لواشنطن في هذا الأمر بمثابة البلد النشاز وسط أوروبا، لأنها الوحيدة التي تدعو إلى الحرب وسط قارة تبدو بكاملها ضد الحرب، فماذا تقول صحافة الإنجليز عن هذا الموضوع؟ اهتمت الصحف البريطانية كثيرا بإبراز التصور الأمريكي للتعامل مع نفط العراق في أعقاب الحرب المتوقعة، لدرجة أننا أصبحنا نحسب الإعلام البريطاني كما لو كان ناطقا رسميا باسم إدارة واشنطن، بشكل لم تقم به حتى الصحافة الأمريكية نفسها. "الغارديان": خطط التعامل مع نفط العراق في أعقاب الحرب تحت عنوان " الولاياتالمتحدة تبدأ محادثات سرية لضمان أمن حقول النفط العراقية"، قالت صحيفة "الجارديان" إن القادة العسكريين الأمريكيين أعدوا خططا مفصلة لحماية حقول النفط العراقية للحيلولة دون تكرار أحداث عام واحد وتسعين، عندما أحرق الرئيس العراقي صدام حسين حقول النفط الكويتية. وتقول الصحيفة إن وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين كشفتا تفاصيل هذه الاستعدادات أثناء اجتماع عقده مسؤولون من الوزارتين مع أعضاء من أحزاب المعارضة العراقية قبل بداية السنة الميلادية الحالية. وتعلق "الجارديان" على هذا الخبر بالتذكير بأن العراق يملك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم، وأن إنتاجه الحالي يبلغ مليون ونصف المليون برميل يوميا. وتكشف الصحيفة في ما أوردته على لسان خبراء، أن هذا الإنتاج يمكن أن يرتفع إلى ستة ملايين برميل من النفط يوميا في غضون خمسة أعوام إذا توافرت الاستثمارات الملائمة. وتضيف الصحيفة أن المحادثات التي أجريت في واشنطن والتي تركزت على فترة ما بعد صدام، تناولت خطة لحماية آبار النفط العراقية التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات مشيرة إلى أن هذه الخطة أعدت بالفعل وتتضمن قيام قوات خاصة بضمان أمن المنشآت الرئيسية في بداية أي هجوم بري. "الدايلي تلغراف": جورج بوش مستاء .. ويحذر أما صحيفة "الدايلي تلجراف" فنشرت في صفحتها الأولى موضوعا عن تصريحات للرئيس الأمريكي جورج بوش عبر فيها عن خيبة أمله المتزايدة إزاء ما وصفه بالتلكوء الذي يبديه حلفاء الولاياتالمتحدة، وتحذيره لدول كفرنساوألمانيا من مغبة عدم دعم الإجراءات الصارمة التي ستتخذ لنزع أسلحة الرئيس العراقي صدام حسين. وتقول الصحيفة إن الرئيس الأمريكي وجه انتقادا شديدا إلى الدعوات التي تنادي بتمديد فترة عمل مفتشي الأسلحة الدوليين، قائلا إن الرئيس العراقي يريد كسب مزيد من الوقت فحسب . كما أبرزت الصحيفة التحذير الذي وجهه بوش إلى العسكريين العراقيين من جنود وقادة، من إمكانية محاكمتهم كمجرمي حرب إذا ما لجأوا إلى استخدام الأسلحة الكيماوية أو الجرثومية ضد القوات الأمريكية. وركزت الصحيفة في صفحتها الأولى ليوم الجمعة على الاستعدادات للحرب ضد العراق، فنشرت صورة جندي شاب من سلاح المدرعات البريطاني يطل من دبابته مبتسما وهو يستعد للتوجه مع فرقته إلى الخليج من ألمانيا. وتضيف الصحيفة أن مناهضي الحرب تظاهروا أمام مبنى البرلمان، بينما كان "توني بلير" داخل المبنى ماثلا أمام لجنة التنسيق في مجلس العموم يرد على أسئلة أعضائها. وتقول الصحيفة إن "بلير" عبر عن ثقته في أن الرأي العام البريطاني سوف يدعم شن حرب على العراق إذا ما فشل النظام العراقي في نزع كل أسلحته. "التايمز": ألمانيا قد تنتهز رئاستها لمجلس الأمن لمحاولة تفادي الحرب صحيفة "التايمز" نشرت على صدر صفحتها الأولى صورة كبيرة يظهر فيها الرئيس صدام حسين وسط عدد من كبار رجال الجيش العراقي، وذلك أثناء الاجتماع الذي عقده معهم يوم الثلاثاء الماضي. وتنقل الصحيفة عنه قوله إن "رئاسته لأشخاص من طرازهم يمنحه المبرر ليكون سعيدا." وحول نفس الموضوع، وعلى صعيد آخر، تقول "التايمز" إنها علمت من مصادرها أن ألمانيا ستنتهز رئاستها للدورة المقبلة لمجلس الأمن الدولي لتحاول تفادي حرب مع العراق، حيث ستطلب من مفتشي الأسلحة الدوليين رفع تقرير آخر إلى مجلس الأمن في الرابع عشر من فبراير المقبل. وعادت صحيفة "التايمز" يوم الجمعة كذلك لتتناول في موضوعها الرئيسي تصريحات رئيس الوزراء البريطاني "توني بلير" التي أدلى بها في جلسة ساخنة لمجلس العموم، على أن حكومة "صدام حسين" بدأت تهتز وتضعف تحت ضغط الحشود العسكرية الضخمة التي أرسلت إلى منطقة الخليج. وتضيف "التايمز" أن "بلير" أراد أن يبرز بتصريحاته هذه رسالة إلى كل من فرنساوألمانيا قائلا إن على الأممالمتحدة ألا تتهاون أو تضعف الآن أمام مسؤولياتها تجاه النظام العراقي ونزع أسلحته للدمار الشامل. و"الفينانشال تايمز" كذلك وعلى المحور نفسه، وتحت عنوان: "فرنساوألمانيا تدينان العجلة الأمريكية" قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن كلا البلدين تحدثا بلسان واحد ضد أي قرار سريع تتخذه الولاياتالمتحدة بشن حرب ضد العراق، مؤكدين على أن أي استخدام للقوة يجب أن تقره الأممالمتحدة. وتقول الصحيفة إن كلا من الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني "جيرهارد شرودر" استغلا مناسبة الاحتفال بمرور أربعين عاما على معاهدة الصلح بين البلدين بعد الحرب العالمية الثانية " اتفاقية الإليزيه" ليعلنا بوضوح معارضتهما للتوجه الأمريكي. ونقلت الصحيفة عن الرئيس الفرنسي قوله في معرض تعليقه على الخطط الأمريكية :" إن الحرب تمثل دائما إقرارا بالفشل، ولهذا يجب العمل على تجنب الحرب بكل الوسائل" وتنشر "الفاينانشيال تايمز" كذلك موضوعا حول الناشطين من معارضي الحرب ضد العراق، الذين قرروا السفر إلى العراق ليكونوا دروعا بشرية ضد أي هجمات محتملة من جانب الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وتقول الصحيفة إن هؤلاء الناشطين سلموا صورا من جوازات سفرهم وقوائم بأسمائهم والمدن العراقية التي سيتوزعون عليها كدروع بشرية. "الأندباندنت": حكومات مؤيدة وأخرى معارضة أما صحيفة "الإندبندنت" فتقول في موضوعها الرئيسي على الصفحة الأولى لأحد أعداد الأسبوع: إن فرنسا أعلنت أنها سوف تمارس ضغوطا على الحكومات الأوربية لمعارضة خطط الولاياتالمتحدة بالحرب ضد العراق. وتقول الصحيفة إن فرنسا بذلك وضعت نفسها في مواجهة مع الولاياتالمتحدة، كما أنها بهذه الخطوة تهدد بحدوث صدام داخل الاتحاد الأوربي بين الدول الأعضاء. وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية الفرنسي القول إنه سوف ينتهز فرصة اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوربي الأسبوع القادم في بروكسل ليحشد رأيا مضادا للحرب بين الدول الأوربية، مضيفا أنه من المهم أن تتحد أوربا في الحرب ضد العراق. وتنشر الصحيفة قائمة بالحكومات التي تؤيد الحرب ضد العراق وأسباب دعم هذه الدول للحرب، إضافة إلى الحكومات المعارضة للحرب والأسباب وراء الرفض. وتأتي على رأس الدول الداعية للحرب الولاياتالمتحدة وبريطانيا والكويت والكيان الصهيوني، وكذلك إسبانيا وإيطاليا وأستراليا، الدول الثلاث التي تؤازر السياسة الأمريكية بعكس رغبة شعوبها. أما الدول التي تعارض الحرب على العراق ففي مقدمتها فرنسا وروسيا والصين وألمانيا، تضاف إليها تركيا والسعودية والأردن. وعادت الصحيفة في اليوم الموالي ليكون عنوانها الرئيسي: "بريطانيا ترسل ثلاثين ألف جندي إلى الخليج بينما يعلو صوت طبول الحرب". وتقول الصحيفة إنه قبل ستة أيام من تقديم تقرير المفتشين لمجلس الأمن بشأن تعاون العراق معهم في مهمتهم الحالية، حشدت بريطانيا ربع قواتها لتلتقي بالقوات الأمريكية في الخليج برا وبحرا وجوا. وتضيف "الأندبندنت" إن القوات البريطانية ستكون جزءا من قوة كبيرة قد تصل إلى مئتين وخمسين ألفا يدعمها أسطول بحري وقوة جوية في قواعد حول العالم. وتصف الصحيفة هذه القوة بأنها قوة غزو كبيرة. وتشير إلى أن القوات البريطانية تضم مدفعية ودبابات ومدرعات. "الأوبزرفير": الغطاء الدولي سيعطي الشرعية للحرب على العراق أما صحيفة "الأبزورفر" فأكدت على ضرورة توفير غطاء شرعي دولي للحرب المرتقبة على العراق. وقالت الصحيفة في صفحة التعليقات إن هذا الاتجاه "ليس صحيحا فحسب، بل هو الوسيلة الوحيدة التي ستجعل العمل العسكري يحظى بقبول دولي". غير أن "الأوبزرفر" أوضحت أن تحصيل هذا القبول الدولي لا يعني بالضرورة التصويت بالإجماع داخل مجلس الأمن على هذا القرار. وقالت: "سيكون من الصعب أن يقبل البعض مثلا بالفيتو الوحيد من حكام بكين المستبدين ضد العملية التي يمكن أن تعيد الديمقراطية إلى بلد آخر". إلا أنها نبهت إلى أن العمل العسكري "يتضمن احتمالات كبرى لإمكانية استهداف المدنيين في بريطانيا، سواء خاض البريطانيون الحرب تحت مظلة الأممالمتحدة أو بدونها، وسواء على يد عملاء صدام أو من طرف إرهابيين آخرين قد يختارون العمل إلى جانبه عن طواعية". ودعت "الأبزورفر" أولئك الذين طالبوا باختيار الطريق المتعدد الأطراف بتحمل مسؤولياتهم في حال حصل ذلك. وقالت إنه "يلزمهم الاعتراف بأن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، التي كثيرا ما تعرضت للتجريح، قد اتبعت بشكل مسؤول المقاربة المتعددة الأطراف سواء بالنسبة للعراق أو في حرب أفغانستان". وتحت عنوان "الإطاحة بصدام ستفتح دوامة الإرهاب"، أكد "فردناند ماونت" في صفحة التعليقات بصحيفة "الصنداي تايمز" أن النفط ليس هو الحافز لأمريكا وبريطانيا على شن حرب ضد العراق. وقال "ماونت" :"في ما يتعلق بالنفط، وكما سبق ل"توني بلير" أن أكد مرارا، فإنه لو كان الغرب متخوفا بشأن إمداداته من النفط، فإن توجهنا كان سيتخذ منحى المحاباة لصدام، كما فعلنا ذلك بشكل مقرف مع السعوديين الذين كافأونا بتمويل القاعدة". وانتقد "ماونت" الأصوات البرلمانية البريطانية المعارضة لموقف "توني بلير" من العراق. وقال إن هؤلاء المعارضين لن يقتنعوا بجدوى الحرب إلا حين "يشاهدون صدام قادما إلى "الوايتهول" (مبنى وزارة الخارجية البريطانية) ومعه منصة إطلاق صواريخ ممتلئة عن آخرها". واعتبر كاتب المقال ذاته أن "الفشل إبان سنوات حكم الرئيس الأمريكي "بيل كلنتون" في إجبار صدام على الانصياع للعشرات من قرارات الأممالمتحدة قد أدى إلى مقتل وتجويع أبناء شعبه، وتشجيع المزيد من الإرهاب في الشرق الأوسط، وبشكل كارثي في الغالب لدى الفلسطينيين". "الصانداي تليغراف": على نفس النغمة وتثمينا لهذا الرأي، أكدت "الصنداي تلغراف" في صفحة التعليقات أن الاستعدادات الجارية لنزع أسلحة العراق المحظورة، ولو عن طريق القوة ليس الهدف الأوحد منها هو السيطرة على منابع النفط العراقية. وقالت إن "اللوبي المناوئ للحرب مخطئ بقوله إن العمل العسكري المرتقب شنه على العراق نابع كله بسبب النفط. وأوضحت أن "الرئيس بوش لم يظهر اهتماما كبيرا بالتدخل العسكري في الشرق الأوسط قبل وقوع الهجوم غير المبرر على مركز التجارة العالمي ومقتل ثلاثة آلاف من مواطنيه في الحادث". وقالت "الصنداي تلجراف" إن حملة بوش على صدام "ظهرت كامتداد للحرب على الإرهاب. لكنه ليس من الخطأ القول إن الحرب الوشيكة ستقوم جزئيا من أجل النفط. فالقلق حول إمدادات النفط كان أساسيا في اتخاذ الرئيس جورج بوش الأب قرار تحدي صدام حسين إثر غزوه الكويت في عام 0991". "الأندباندنت أون سونداي" تقول لا غير أن صحيفة "الإندبندنت أون صنداي" اتخذت موقفا مغايرا، حيث أعربت في صفحة الرأي عن معارضتها للحرب الوشيكة على العراق. وقالت :" دعنا نكرر وباختصار تحذيرنا بخصوص مخاطر شن هجوم وقائي ضد العراق. فإذا كانت بحوزة صدام أسلحة دمار شامل، فإنه قد يستخدمها في عمل تدمير نهائي، ويحتمل ذلك في أغلب الظن ضد "إسرائيل". وأضافت أن هناك احتمالا كبيرا لإمكانية ظهور اضطرابات كبرى في المنطقة وزيادة الغضب على الغرب، مهما كانت الحرب على صدام ناجحة. "الكارديان" : حرب العراق خلال أسابيع ذكرت صحيفة الجارديان، نقلاً عن مصادر في واشنطنولندن، أن الرئيس الأمريكي "جورج بوش" مصر على شن حرب على العراق خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حتى إذا لم تجزها الأممالمتحدة. وقالت الصحيفة إن من المتوقع أن يصعد الرئيس الأمريكي المواجهة مع العراق في خطاب حالة الاتحاد الذي سيلقيه يوم غد الثلاثاء المقبل. ونقلت "الجارديان" عن مسؤول أوروبي قوله: "واشنطن تتحدث الآن عن شن حرب خلال أسابيع وليس شهور، إن استخدام كلمة "شهور" أصبح محظوراً الآن". وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي يريد أن يقوم وزير خارجيته "كولين باول" بطرح الخيار العسكري ضد العراق كضرورة حتمية من خلال الكشف عن أدلة دامغة على امتلاك العراق أسلحة محظورة عقب تقديم فرق التفتيش الدولية تقريرها عن عملها داخل العراق لمجلس الأمن يومه الإثنين. وحسب ما أوردته "الجارديان" فإن الحكومة البريطانية انزعجت بسبب التصعيد المفاجئ الذي تقوم به الإدارة الأمريكية، وقالت إن لندن مصرة على ألا تعلن الولاياتالمتحدة الحرب ضد العراق قبل انعقاد القمة الأمريكية البريطانية في كامب ديفيد يوم الجمعة المقبل. ونقلت الصحيفة عن مصدر في العاصمة الأمريكيةواشنطن قوله إن الإدارة الأمريكية منقسمة حول توقيت إعلان الحرب، ففي حين يدعو وزير الدفاع "دونالد رامسفيلد" إلى تحديد مهلة زمنية نهائية للعراق تبدأ بعدها الحرب، فإن وزير الخارجية "كولين باول" يطالب بمزيد من الوقت لحشد التأييد الدبلوماسي الدولي لخيار الحرب، لكن "رامسفيلد" و"باول" يتفقان على ما يبدو على أن الحرب ستشن في نهاية المطاف، سواء بموافقة الأممالمتحدة أو بدونها. المعارضة الأوروبية وتقول "الإندبندنت" إن بريطانيا والولاياتالمتحدة قللتا من أهمية المعارضة الأوروبية المتزايدة للحرب المحتملة مع العراق، وأعربتا عن اعتقادهما بأنه إذا أصبح من الضروري شن حرب على العراق، فإن الكثير من الدول ستنضم "لتحالف قوي" للإطاحة بالرئيس العراقي، حتى إذا لم تصادق الأممالمتحدة على قرار الحرب. وأشارت الصحيفة إلى رد وزير الخارجية البريطاني "جاك سترو" على تهديد فرنسا باستخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن ضد أي قرار يدعو لشن حرب على العراق، إذ قال "سترو" إن فرنسا من الدول التي وافقت على قرار مجلس الأمن رقم 1441 الذي يحذر العراق من "عواقب وخيمة" إذا لم يلتزم بقرارات مجلس الأمن. وذكرت "الإندبندنت" أن وزير الدفاع الأمريكي "دونالد رامسفيلد" أثار غضباً شديداً في فرنساوألمانيا عندما وصف البلدان بأنهما ينتميان "لأوروبا القديمة". وتقول "الفايننشال تايمز" إن ردود فعل حادة صدرت عن فرنساوألمانيا رداً على وزير الدفاع الأمريكي. وأشارت الصحيفة إلى اتهام مسؤولين فرنسيين وألمان بارزين "رامسفيلد" بأنه يسيء فهم أوروبا، وبالخروج عن البروتوكولات الدبلوماسية المتعارف عليها. وذكرت "التايمز" أن الحكومة الروسية شاركت في الجدل المحتدم بالقول إنه لا يوجد سبب يبرر شن حرب على العراق، ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الروسي "إيجور إيفانوف" تصريحا جاء فيه: "نرجو ألا تقوم أي دولة بعمل منفرد خارج مظلة قرارات الأممالمتحدة". أما صحيفة "ديلي تلغراف" فتقول إن وزير الخارجية البريطاني "جاك سترو" أيد موقف واشنطن التي لا ترى ضرورة لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن يجيز شن حرب على العراق. وفسرت الصحيفة الموقف البريطاني على أنه انشقاق واضح عن حلفاء لندن الأوروبيين وتضامن أوثق مع الإدارة الأمريكية. ونقلت "الديلي تلغراف" عن "جاك سترو" قوله في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الأمريكيةواشنطن مع نظيره الأمريكي "كولين باول"، إن استصدار قرار ثان من مجلس الأمن هو تحرك مرغوب، لكنه ليس ضرورياً.