اتفق أعضاء الاجتماع التحضيري للمؤتمر التأسيسي العراقي المستقل الإثنين 30-8-2004 في بيروت على اختيار 20 شخصية يمثلون كافة القوى السياسية العراقية المعارضة للاحتلال الأمريكي لبلادهم، كهيئة تحضيرية تضطلع بمهام التجهيز لهذا المؤتمر. جاء ذلك خلال اليوم الثاني من أعمال الاجتماع التحضيري للمؤتمر التأسيسي الوطني المستقل الذي تشارك فيه 300 شخصية عراقية تسعى لتنظيم هذا المؤتمر كبديل عن المؤتمر الوطني الذي ترعاه قوات الاحتلال، والذي يفترض أن يختار مجلسا وطنيا (برلمان) سيشرف على الحكومة المؤقتة إلى أن تنظم الانتخابات في يناير 2005. وقال عبد الأمير الركابي، منسق عام الجلسات: "إن المؤتمر الذي يختتم الثلاثاء 31-8-2004 ويشارك فيه ممثلون للقوى السياسية والمذهبية والعرقية وممثلون لعشائر عراقية معارضة للتواجد الأمريكي في العراق، ناقش يومي الأحد والإثنين قضيتين أساسيتين: الأولى تتعلق بتصور لشكل نظام الحكم المنشود في البلاد بعد إخراج قوات الاحتلال منه، بعيدا عن الأسس الطائفية التي اعتمدها الأمريكان للنظام السياسي القائم. أما القضية الثانية فتناولت تشكيل لجنة تحضيرية مكونة من 20 شخصية، مهمتهم إجراء اتصالات دولية وإقليمية وعربية بهدف تهيئة الأجواء أمام عقد المؤتمر التأسيسي". ورأى الركابي أن التجهيز لعقد المؤتمر التأسيسي "سيكون المهمة الأكثر تعقيدا أمام اللجنة التحضيرية، إلا أن المشاركين في المؤتمر يدركون حجم التحدي المطروح أمامهم منذ أن بدءوا التفكير في إيجاد آلية سياسية بديلة عن آلية الاحتلال". ولم يكشف الركابي عن موعد معين لتشكيل المجلس التأسيسي مكتفيا بالتأكيد على أنه سيعقد "أول اجتماعاته على الأرض العراقية". وقال الركابي: "جلسات المؤتمر شهدت مناقشات ساخنة حول قضايا عديدة تتعلق بشكل الحكم المنشود في العراق بعد خروج الاحتلال، منها الفيدرالية واحترام التعددية وحقوق الأقليات العرقية وشكل الانتخابات القادمة، ودور القوى السياسة والمذهبية المختلفة فيها". وتابع: "المؤتمر موجه أساسا ضد السياسات الأمريكية في العراق. وما يجمع بين المشاركين فيه هو رفضهم الشامل لكافة الأطروحات الأمريكية الخاصة بترتيب الأوضاع في العراق بما في ذلك آلية الحكومة المؤقتة والمؤتمر الوطني". وكان الركابي قد كشف في إبريل الماضي 2004 عن مبادرة أطلقتها مؤخرا شخصيات عراقية تهدف إلى عقد مؤتمر وطني تأسيسي مستقل للشعب العراقي يسمح له بأن يحدد "بحرية" مستقبل بلاده بعيدا عن تدخل الاحتلال الأمريكي. ووجه الركابي النظر إلى أن المؤتمر ينعقد في بيروت "ليكون خارج سلطة الاحتلال، ولإعطائه بعدا إعلاميا وعربيا وعالميا". وعبر الركابي عن الامتنان لحزب الله اللبناني الذي اهتم "بالأمور الإجرائية" بتأمين دخول المشاركين الذين يمثلون أحزابا إسلامية وقومية ويسارية إضافة إلى العديد من العشائر. وحضر جانب من فعاليات المؤتمر شخصيات سياسية لبنانية، من أبرزها زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي اعتبر انعقاده في بيروت "بمثابة تحد خصوصا للقوى التي تحتل العراق. إسلام أون لاين