أعرب العلامة الشيخ جواد الخالصي الامين العام للمؤتمر التأسيسي الوطني العراقي عن ايمانه وتفاؤله من حتمية انتصار الشعب العراقي في مواجهته مع الاحتلال وأن الشباب الفقراء الذين يحملون السلاح البسيط بأيديهم أو علي أكتافهم لمقاتلة قوة أمريكا الهائلة دون خوف، هم مبعث فخر وأمل لهذه الأمة. وعن فعاليات المؤتمر التأسيسي الذي يضم القوي والتنظيمات المعارضة للاحتلال في المرحلة الحالية قال العلامة الشيخ الخالصي ل القدس العربي بأنه كانت هناك مقدمات واتصالات بين القوي المناهضة للاحتلال الاجنبي للعراق ممن يعملون باسلوب المقاومة السلمية كأحد أساليب المواجهة، وهي تضم النخبة من الشخصيات المؤثرة في المجتمع العراقي من رجال الدين السنة والشيعة وسياسيين من التيار الوطني والقومي اضافة الي شيوخ عشائر ووجهاء معروفين، وقد تشكلت لجنة تحضيرية للمؤتمر وتم توجيه الدعوة للاخوة العراقيين المعارضين للاحتلال والموجودين في الخارج الا أن أكثرهم لم يستطع الحضور الي العراق لمختلف الاسباب، ولذا جرت مناقشة عقد مؤتمر آخر في بيروت يشترك فيه جميع المعارضين للاحتلال علي أن يكون امتدادا للمؤتمر الاول الذي انعقد في بغداد وليس نسخة مكررة، وقد وافق الاخوة في الخارج علي ذلك. وأشار الشيخ الخالصي أنه لم يستطع المشاركة في مؤتمر بيروت بسبب أحداث النجف آنذاك الا أن الاخبار التي وصلتنا هي أن الاخوة معدي المؤتمر ومنهم عبد الامير الركابي لم يفوا بما اتفقنا عليه وأرادوا أن يكون مؤتمر بيروت هو الاساس كما حصلت هناك بعض الاشكالات، ولذا فقد انسحبت من ذلك المؤتمر عدة قوي مهمة من الداخل ومنها هيئة علماء المسلمين والتيار القومي والاخوة المتواجدون في دمشق وبعض الشخصيات، وأكد الشيخ الخالصي حرصه الشديد علي عدم فقدان أي عراقي في مسيرة المقاومة لخطورة الموقف وعظم المسؤولية، الا أننا نحرص كما يقول علي تجنب الارتباك والبلبلة في صفوف القوي الوطنية والقومية ونرفض الفردية في العمل أو عند اصدار القرارات في القضايا المصيرية، كما نعتقد أن الذين في الخارج لا يحق لهم فرض قرارات علي الناس في الداخل الذين يتحملون المعاناة والمواجهة وهم أقدر علي التعامل مع الواقع. وبين الشيخ أن الدورة القادمة للمؤتمر التأسيسي المقرر عقدها في الثامن من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القادم في العراق سيتم خلالها دراسة مسيرة المؤتمر والمهام المطلوبة للمرحلة القادمة وخاصة في ما يتعلق بالموقف من الانتخابات المقررة في بداية العام القادم. وبخصوص التنسيق بين القوي المؤثرة من السنة والشيعة لمواجهة مخططات اثارة الفتنة بينهما، أكد الشيخ الخالصي بأن هناك آلية مثالية تم الاتفاق عليها وهي (جماعة العراق الموحد) التي تضم الشخصيات والتيارات البارزة من الطائفتين اضافة الي شخصيات اجتماعية مختلفة، وأن التنسيق بين عناصرهذه الجماعة مستمر في التعامل مع الكثير من الحالات، ولو أنها لا تأخذ دورها المطلوب كاملا كجهة لها وزنها وتأثيرها في مواجهة محاولات اثارة الفتنة الطائفية في العراق، مشيرا الي أن محاولات اثارة الفتنة لا تقتصر علي الشيعة والسنة بل امتدت الي المسيحيين حيث تحدث بعض رجال الدين المسيحيين الي الشيخ الخالصي بأنهم أصبحوا مقتنعين بأن عمليات استهداف الكنائس تقف وراءها قوي خارجية غير عراقية ولم يستبعدوا امريكا وأسرائيل. أما عن مؤتمر القاهرة حول العراق الذي يجري الحديث عنه حاليا فأكد الشيخ الخالصي أنه التقي السفير الفرنسي في بغداد وأبدي تشجيعه لموقف فرنسا الذي طالب بأشراك جميع القوي الفاعلة في العراق فيه بما فيها المقاومة المسلحة والمطالبة بتحديد جدول زمني لأنسحاب قوات الاحتلال من العراق، الا أنه أشار الي عدم تلقي أية جهة عراقية معارضة للاحتلال أية دعوة لحضور ذلك المؤتمر. وأعرب عن أعتقاد الكثير من القوي في العراق بأن هذا المؤتمر لن يعقد لأن الولاياتالمتحدة لا تستطيع ضمان أن تكون النتائج المتمخضة عنه تخدم مصالحها و توجهاتها وبالتالي فأن الحديث عن ذلك المؤتمر هو للاستهلاك السياسي فقط حتي الآن. القدس العربي