بعد قرابة ثمانية شهور من المشاورات بين أطياف من المجتمع العراقي الرافضة للاحتلال الأنغلو أميركي والداعية إلى مقاومته بكل الوسائل المشروعة، انطلق صباح يوم السبت 8ماي 2004المؤتمر التأسيسي العراقي الوطني بمشاركة نحو 500 شخصية سياسية وقرابة 30 حزبا وهيئة وتجمعا عراقيا. وقد جاء عقد المؤتمر بدعوة من هيئة علماء المسلمين في العراق إضافة إلى مدرسة الخالصي التي تتمثل بالشيخ جواد الخالصي إمام الحرم الكاظمي وحركة التيار القومي العربي والحركة الوطنية الموحدة وآخرين. ميثاق المؤتمر الذي سمي "بميثاق التفاهم والعمل الوطني" ينطلق من ثوابت تتمثل في رفض الاحتلال الأجنبي للعراق رفضا باتا ورفض كل ما يترتب عليه من نتائج وآثار سياسية وأمنية واقتصادية كما يقضي بعدم المشاركة في أي مؤسسة سياسية في ظله والعمل مع الشعب العراقي بكل الوسائل المتاحة والمشروعة لمقاومة المحتل حتى خروج آخر جندي من جنوده، مع الالتزام المطلق بوحدة العراق ورفض أي محاولة لتقسيمه على أساس عرقي أو مذهبي والإقرار بأن العراق جزء لا يتجزأ من الأمة العربية مع التأكيد على هويته الإسلامية. المؤتمر جاء وطنيا خالصا حسب الدكتور مثنى الضاري الذي أكد أن المؤتمر ضروري لجمع كلمة العراقيين في داخل البلد وخارجه. وقال الضاري "إن مقاومة المحتل أمر مشروع والمؤتمر لن ينفك عن أي جزء من العراق حتى التحرير، وما الأحداث الواقعة في النجف إلا امتداد للاحتلال، نحن في هيئة علماء المسلمين نرقب الأحداث ونؤكد على وقوفنا وقفة تامة مع أهلنا في النجف والكوفة كما وقفنا في الفلوجة ونحن مع خيار أهالي النجف إن أرادوا السلم نحن معهم وإن أرادوا السلاح نحن معهم وما كل ما يفعل يقال". أما الشيخ جواد الخالصي فألمح إلى أن الخطورة في حياة الشعوب قد تكمن عندما تحل أمورها بالقوى الخارجية. وأكد أن الشعب العراقي قادر على إدارة بلده والحفاظ عليه، موضحا أن علماء الدين وأحزابا سياسية وإسلامية وقومية هي الشكل العام لهذا المؤتمر. وعن الخطوة التي ستأتي بعد الإعلان عن المؤتمر، قال الخالصي إن المؤتمر سيعمل على إنشاء أمانة عامة له مع لجان للعلاقات الداخلية والخارجية والإعلام ليصل إلى الاستقلال المرجو. من جهته هاجم الأمين العام للتيار القومي العربي في العراق صبحي عبد الحميد قوات الاحتلال، واصفا إياها بالبربرية التي تحاول طمس كل ما هو عراقي يتصل بالعرب وبالمسلمين. واستند عبد الحميد إلى تشكيكه بنوايا قوات الاحتلال المحافظة على كون العراق جزء من الأمة العربية والإسلامية وأن الضباط الأميركيين كانوا يطلبون من الضباط العراقيين الذين يريدون الانتماء إلى الجيش التخلي عن قضية فلسطين وأنها شأن داخلي يخص أهل فلسطين يصنعونه ويحلونه وهو ما لا يمكن أن يكون. وعند نهاية المؤتمر قدمت ورقة باسم جيش المهدي التابع إلى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تبارك جهود القائمين عليها وتؤكد موقفها الرافض للاحتلال وأن جيش المهدي -حسب الورقة المقدمة- سيظل يدافع عن حقوق الشعب العراقي في الاستقلال حتى تحقيق أحلام أبناء البلد. مراسل التجديد-بغداد