صدر بيان عن مئات من الشخصيات من كل أنحاء العالم، من كندا وكوبا والبرتغال وإيطاليا وإسبانيا والمكسيك واليونان ووفرنسا والبرازيل و الأرجنتين والسلفادور والسنغال ومن الجزائر. من بينهم مجموعة مناصري العراق. الذين أصدروا البيان دبلوماسيون وسياسيون وحقوقيون وفنانون. وقد أعلنوا من خلال بيانهم عزمهم عقد مؤتمرا دوليا أول لنصرة الشعب العراقي المقاوم، وحددوا واجب المؤتمر في الإعلام الدوري للرأي العام العالمي، بآخر تطورات المقاومة العراقية بكل أطيافها، كما عبر هؤلاء عن مساندتهم له ماديا ومعنويا. وحدد بيان مجموعة نصرة العراق موعدا لمؤتمرهم يوم 15 ماي 2004 بالعاصمة الفرنسية باريس، وقال البيان إن مجموعة نصرة العراق ترى أن عقد هذا المؤتمر ضرورة، وجب التنويه به، بموازاة مع بدء فصل جديد من فصول حرب العراق. فصل يتميز بالسعي لتحرير الوطن. وذكر البيان الدعاوى الكاذبة التي اختلقتها الولاياتالمتحدة وأذنابها لإعلان الحرب على العراق واحتلاله. وأثنى بيان المجموعة على المقاومة العراقية ووصفها بالبطلة، وأكد أن دعوى انهزام الشعب العراقي أمام الغزاة ماهي إلا كذبة، واستذكر أيضا أن الشعب العراقي لم يستقبل القوات الغازية بالورود، حيث اكتشف العالم باكرا أن الشعب العراقي كان حذرا من خدعة قوات الاحتلال. ومضى البيان يقول: فمباشرة فور بداية دخول القوات الغازية إلى العراق ونهاية الاشتباكات المسلح، اندلعت ضربات المقاومة متخذة عدة أشكال (هجمات عرقلة للقوات الغازية، هجمات مسلحة مباشرة، مظاهرات، مقاومة سلمية....الخ). وفي هذه الأثناء حاولت قوات المحتل أن تظهر هذه البدايات على أنها ردود فعل لبقايا النظام العراقي السابق على حد تعبيرها، والتي سيمكن إخمادها مع استمرار عمليات القبض على رموز هذا النظام! والتي على رأسها شخص صدام حسين. لكن هيهات، فقد تم القبض على صدام حسين لتشتعل جذوة المقاومة ويشتد عودها. ومع هذه التطورات، وكعادة إدارة بوش، توجه الاتهامات إلى القاعدة في محاولة منها لإيهام الرأي العام بأن الأمر لا يعدو مجرد هجمات إرهابية طارئة. كما أن الإدارة نفسها لم يفتها ممارسة عادة من عاداتها القديمة، هي سياسة فرق تسد ، حيث بدأت حملة التشكيك في الصراع الأهلي بين (سنة، شيعة، أكراد، عرب، مسيحيين كالدانيين، مسيحيين آشوريين، تركمان....الخ). وحاولت قوات الاحتلال الظهور على هذا المشهد التعددي، كبديل وحيد وضروري لتجنيب العراق الحرب الأهلية ، وفي هذا السياق ولأول مرة اعترفت إدارة الاحتلال أنها تلقى صعوبات فقط من أقلية عربية سنية، محاولة بذلك تجاهل موجات الغضب الرافضة والمشككة في صدق نية قوات الاحتلال، والتي عبرت عنها كثير من القيادات الشيعية هناك. وأبدى البيان إعجابه بالمقاومة ومشاهد بطولات المقاومة في بغداد، والفلوجة، والموصل، وكركوك، وتكريت، والكوت، والنجف...وغيرها، رغم فارق القوة والعتاد الحربي للغزاة، وهو مازاد في صعوبة التحكم في وضع لم يعهده الاحتلال من قبل. واعتبر البيان أن مرحلة جديدة من مراحل المقاومة العراقية، تعزز مسعى العراقيين لتحرير البلد، وهي تعبر عن تماسك النسيج الوطني، العراقي، ونقول أن المقاومة اليوم قد دخلت مرحلة جدية من مراحلها، وإن كان ما يزال يعترضها العديد من المصاعب. وأوضحت المجموعة أن فترات الهدنة التي تعلنها المقاومة بين الحين والآخر لا يمكن أن تعبر بالضرورة عن تراجع عراقي استراتيجي عن المقاومة، بل هي طبيعة الحروب والملاحم عندما تجد نفسها أمام موازين القوى، وأن فترات الهدنة المعلنة من قبل المقاومة ماهي في الحقيقة إلا محطات لإعادة ترتيب البيت وتعزيز امكانات الدفاع والكفاح نحو مسيرة الاستقلال السياسي والاقتصادي المنشود للعراقيين. وبناء على ذلك، رأت مجموعة مناصرة العراق والمقاومة العراقية وجوب نصرة ودعم مقاومة الشعب العراقي دوريا. وأرفقت بيانها بنداء لحضور وتفعيل ما أسموه المؤتمر الدولي لنصرة الشعب العراقي المقاوم، ويتوجه النداء إلى المنظمات الشعبية والهيئات الديمقراطية التحررية في العالم أجمع، وإلى الشخصيات المسؤولة النزيهة، على حد تعبير النداء، إلى تعزيز مساندتكم لهذا المؤتمر، وعبر المشاركة في حضور المؤتمر وبعث رسائل الدعم والتي تعتبر بكل تأكيد نصرة للشعب العراقي المقاوم. و لم يفت المجموعة التذكير بأن احتلال العراق يشكل اليوم انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وأن بوش وإدارته يحاولان فرض قانون للتدخل في شؤون الغير، ويجعل الحق المطلق لأمريكا في احتلال من تشاء من أهدافها، باعتماد استراتيجية الحروب الوقائية، وإرهاب الدول التي لا توافق هواها، عن طريق إيهام الرأي العام العالمي بوجود خطر إرهابي يهدد أمن العالم، كأسلحة الدمار الشامل التي لا توجد أصلا، أو خطر الشبكات الإرهابية المزعومة. وقع على البيان مئات من الشخصيات والمنظمات من مختلف بلدان العالم العربي والغربي على رأسهم غونزاليز الرئيس السابق للبرتغال وأحمد بن بلا الرئيس الأسبق للجزائر. عبدالرحمان الهرتازي