قال الدكتور حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق إن التدخل الإيراني في الشأن العراقي بدأ قبل الاحتلال، واستمر بعد الاحتلال من خلال الجهات التي اعتمد عليها الاحتلال داخل العراق والممثلة بالمجلس الأعلى وحزب الدعوة والحزبين الكرديين، لذلك فالتدخل الإيراني الفعلي بدا بعد الاحتلال مباشرة، وكنا من أوائل العارفين به والمتتبعين له، وان هذا التدخل وصل حد النخاع. جاء ذلك في حديث خاص اجراه معه موقع (قاوم). وفي ما ياتي نص الحوار:- لحق بالعراق أضرارٌ فادحة يكفي أن نذكر منها انه تسبب في قتل واستشهاد ما يزيد على مليون عراقي ويُتِّمَ ما يزيد على خمسة ملايين عراقي ورمل ما يزيد على مليون إمراة عراقية واغلبهن تحت سن الثلاثين وبسببه ومن خلال دسائسه وفتنه التي استخدم فيها بعض العراقيين ضد بعض هاجر داخل وخارج العراق ما يقرب من 7 ملايين عراقي إلى جانب ما يساوي 60% من العاطلين عن العمل من أبناء الشعب العراقي ويضاف إلى هذا نقص الغذاء والدواء والخدمات الاجتماعية التي يعاني منها غالبية أبناء العراق اليوم والتي تسببت في تفشي الأمراض ومنها الأمراض الفتاكة كالسرطان والكوليرا وغيرها بسبب ممارسته الإجرامية واللاأخلاقية واستعماله لأنواع من الأسلحة المحرمة دوليا كـ (اليورانيوم) المنضب والفسفور الأبيض وغير ذلك من هدايا تحرير للعراق. أكد فضيلة الدكتور حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق في لقاء خاص بـ قاوم أن الحل للأوضاع السيئة الجارية في العراق يكمن في خروج الاحتلال من العراق ، فخروجه من العراق ينبغي أن يكون هو الهدف الرئيس لكل أبناء العراق ولا سيما الغيارى منهم الذين شخصوا هذا الداء من البداية وهم المناهضون للاحتلال والمقاومون له عسكريا وسياسيا أن يستمروا في رفضهم للاحتلال ومقاومته فهو المشكلة الكبرى وهو الداء العضال الذي يسري اليوم في العراق دولة وشعبا ،وهو الذي تسبب في دخول كل الفئات الحاقدة إلى العراق والطامعة فيه وكل المشاريع المشبوهة الدولية والإقليمية التي تعبث اليوم في العراق وشعبه. وأكد الضاري أن التدخل الإيراني في الشأن العراقي بدا قبل الاحتلال واستمر بعد الاحتلال من خلال الجهات التي اعتمد عليها الاحتلال داخل العراق والممثلة بالمجلس الأعلى وحزب الدعوة والحزبين الكرديين لذلك فالتدخل الإيراني الفعلي بدا بعد الاحتلال مباشرة وكنا من أوائل العارفين به والمتتبعين له، وان هذا التدخل وصل حد النخاع . مختصر عن حياة الشيخ الضاري: والدكتور حارث سليمان الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق، ومن الشخصيات العراقية البارزة بالعراق،وحفيد الشيخ ضاري بن محمود الزوبعي قائد ثورة العشرين والده هو الشيخ سليمان الضاري والذي شارك في قتل الحاكم البريطاني ليجمن أيام الانتداب البريطاني. حاصل على شهادة الدكتوراه في الحديث وعلومه من جامعة الأزهر عام 1978 والماجستير في التفسير. يحمل رتبة الأستاذية منذ عام 1989. اختير كأستاذ أول في كليته من قبل جامعة بغداد عام 1995. الدكتور الضاري عمل أستاذا في جامعات بغداد بالعراق، واليرموك بالأردن، وكلية الدراسات الإسلامية في دبي وجامعة عجمان في الفجيرة. وله أربعة كتب مؤلفة في الحديث وعلومه، وله أكثر من خمسة عشر بحثا. أشرف على عشرات الرسائل الجامعية في التفسير والحديث والفكر الإسلامي لطلبة الماجستير والدكتوراه. ناقش العشرات من الرسائل في العراق والأردن، وأصبح خبيرا في الترقيات العلمية في تخصص الحديث والتفسير في الجامعات العراقية والأردنية والفلسطينية. خرج من العراق عام 1997 نتيجة المضايقات التي كان يعاني منها من قبل النظام في وقتها؛ بسبب مواقفه المعارضة المعروفة في الوسط الديني والجامعي، ومن أهمها إعلانه الاعتراض على غزو الكويت ومساندته للطلبة الأكراد في كلية الشريعة، وكذلك لامتلاكه علاقات جيدة مع علماء الأكراد وتأثيره الديني في عشيرته الكبيرة والقريبة من بغداد، اختار الإقامة بالعاصمة الأردنية عمان. في تشرين الثاني/ نوفمبر 2006 أصدرت الداخلية العراقية مذكرة اعتقال طائفية بحق الشيخ حارث الضاري بتهمة التحريض على الإرهاب والعنف في العراق. (قاوم) التقت به في مقر إقامته في العاصمة الأردنية عمان وأجرت معه الحوار الآتي:ـ المشهد العراقي مأساوي ومظلم! س1) كيف تقيمون سماحة الشيخ حارث الضاري المشهد في العراق اليوم بعد خمس سنوات من الاحتلال الأمريكي؟ ج1) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى الله وأصحابه ومن اهتدى بهداه وبعد: فمما لا شك فيه أن المشهد العراقي مشهد مؤلم ومأساوي منذ خمس سنين والى الآن فهو يتردى من سيء إلى أسوأ ، لأن الاحتلال لم يأتي إلى العراق بسبب ما ادعاه من وجود أسلحة دمار شامل في العراق وغير ذلك من الذرائع الكاذبة ،وإنما جاء لأهداف اتضح أن منها تدمير العراق دولة وشعبا وتقسيمه والاستيلاء على ثرواته وفي مقدمتها النفط لذلك استمر في احتلاله للعراق كما استمر على أسلوبه الهمجي في التعامل مع الأحداث في العراق ومع الإنسان العراقي بالذات ، حيث استعمل كل الوسائل المتوفرة لديه المحرمة وغير المحرمة في محاولة إخضاع الشعب العراقي المعارض لوجوده ومشاريعه المشبوهة ؛وكانت النتيجة أن لحق في العراق أضراراً فادحة يكفي أن نذكر منها انه تسبب في قتل واستشهاد ما يزيد على مليون عراقي ويُتِّمَ ما يزيد على خمسة ملايين عراقي ورمل ما يزيد على مليون إمراة عراقية واغلبهن تحت سن الثلاثين وبسببه ومن خلال دسائسه وفتنه التي استخدم فيها بعض العراقيين ضد بعض هاجر داخل وخارج العراق ما يقرب من 7 ملايين عراقي إلى جانب ما يساوي 60% من العاطلين عن العمل من أبناء الشعب العراقي ويضاف إلى هذا نقص الغذاء والدواء والخدمات الاجتماعية التي يعاني منها غالبية أبناء العراق اليوم والتي تسببت في تفشي الأمراض ومنها الأمراض الفتاكة كالسرطان والكوليرا وغيرها بسبب ممارسته الإجرامية واللاأخلاقية واستعماله لأنواع من الأسلحة المحرمة دوليا كـ(اليورانيوم )المنضب والفسفور الأبيض وغير ذلك من هدايا تحرير للعراق. وقد اعتمد في كثير من سياسته الضارة بالشعب العراقي وبالعراق نفسه على المجاميع التي جلبها معه ورباها على عينه ممن يزعمون أنهم عراقيين أصلا أو ثقافة ممن لا يدينون للعراق ولا لشعبه بشيء من الولاء ولا يضمرون لهما إلا العزل والإقصاء بل والموت الزؤام أحياناً. فنصيبهم على الشعب العراقي من خلال ما خطط وشرع من شكليات تنظيمية حكومية مبنية على الطائفية والعنصرية وسماها بالعملية السياسية التي دعمها بكل ما أوتي من قوة فأشرفت هذه العملية السياسية على تنفيذ أجندته ومشاريعه في العراق فكان من نتائجها الكارثية ما نراه اليوم من مشهد صاخب ومأساوي في العراق حيث وصلت هذه العلمية بالعراق إلى هذا المشهد الذي لم يمر مثله على العراقيين في تاريخهم الحديث بل ولم يمر مثله في المنطقة كلها. الحل الأمثل لمعالجة المأساة العراقية: س2) ما هو الحل الناجع لعلاج لهذا المشهد الكئيب، سماحة الشيخ؟ ج2) إذا علمنا أن السبب وراء كل ما جرى في العراق وشكل هذا المشهد الذي وصفته بالكئيب هو الاحتلال ، فالحل إذاً يكمن في خروج الاحتلال من العراق ، وخروج الاحتلال من العراق ينبغي أن يكون هو الهدف الرئيسي لكل أبناء العراق ولا سيما الغيارى منهم الذين شخصوا هذا الداء من البداية وهم المناهضون للاحتلال والمقاومون له عسكريا وسياسيا أن يستمروا في رفضهم للاحتلال ومقاومته فهو المشكلة الكبرى وهو الداء العضال الذي يسري اليوم في العراق دولة وشعبا ،وهو الذي تسبب في دخول كل الفئات الحاقدة إلى العراق والطامعة فيه وكل المشاريع المشبوهة الدولية والإقليمية التي تعبث اليوم في العراق وشعبه. الانسحاب والحرب الأهلية: س3) هنالك من يرى انه في حالة انسحاب القوات المحتلة من العراق فسوف تشتعل في البلاد نيران الحرب الأهلية ، ما هو تعليقكم سماحة الشيخ على ذلك؟ ج3) إن القائلين بهذا القول هم بين جاهل بما يجري في العراق وجاهل بطبيعة الشعب العراقي وما مورس عليه من شحن طائفي من قبل الأحزاب المسيطرة على الحكم والتي لها مشاريع خاصة وبين منتفع بوجود الاحتلال ومستفيد منه فهو لا يريد أن يخرج الاحتلال لتستمر هذه الفائدة وتستمر مكاسبه ولو على حساب العراق وشعبه لأنه يعتقد أن هذه الفرصة لن تتكرر له إذا خرج الاحتلال وإلا قل لي بربك الفتن التي حدثت في العراق والتي حصدت مئات الآلاف من العراقيين ومن فئة معروفة متى حصل ؟ألم تكن في عهد الاحتلال وبتوجيهاته؟! وبمساعدة قواته ومخابراته ثم ما يحدث اليوم بين التيار الصدري وبين الفئات الشيعية المعارضة له كـ(بدر) وحزب الدعوة وسقط ويسقط فيها الكثير من أبناء العراق ومن طائفة واحدة أليست تحدث في ظل الاحتلال ؟ بل وبمساعدة قوات الاحتلال لأحد الطرفين هل بعد هذا يظن عاقل أن الاحتلال لم يكن وراء كل ما جرى أو اغلب ما جرى من فتن في العراق وان بقاءه سينهي هذه الفتن أم ستبقى يزيدها حطبا واشتعالا كلما سنحت لذلك سانحة. المستقبل في العراق: س4) في ظل تسارع الأحداث الحالية في العراق ما هو تصوركم للمستقبل القريب في العراق؟ ج4) المستقبل القريب للعراق - والله اعلم - مستقبل مليء بالأحداث والتقلبات الخطيرة والمتسارعة والتي ربما تقربنا نهايتها إلى نهاية المشهد المأساوي الحالي للعراق. القتال بين المالكي والصدر: س5) هل ما حصل في جنوب العراق قبل أيام من معارك طاحنة بين التيار الصدري والقوات الحكومية، هل هي انتفاضة شعبية أم تضارب مصالح؟ ج5) هو شيء من هذا وذاك هناك تضارب مصالح بين المجلس الأعلى وبين التيار الصدري فكل منهما يسعى إلى السيطرة على المال والنفوذ في جنوب العراق وقد حدث هذا الخلاف بينهما منذ السنوات الأولى للاحتلال ولكن بفضل الجهود الإيرانية وغيرها يجمد هذا الخلاف تارة ويعود تارة وقد استغل المجلس الأعلى التوجه الأمريكي بالقضاء على التيار الصدري أو تحجيمه على الأقل ليفرض نفوذه على الجنوب وخاصة قبل مجيء موعد انتخابات ما يسمى بالبلديات أو الأقاليم التي يتوقع المجلس الأعلى أن ينافسه فيها التيار الصدري لذلك استغلوا وجود المالكي بعد أن انتهى بتحالفه مع التيار الصدري ودفعته مصالحه الخاصة – أي المالكي – أن يشترك في عملية تصفيتهم أو تحجيمهم ليكون كبش فداء للمجلس الأعلى فأمره الأمريكان وبمساعدة المجلس الأعلى وجهات أخرى مشاركة في العملية السياسية للقيام بحملته المسماة صولة الفرسان على البصرة لمقاومة من اسماهم الخارجين على القانون وكان المقصود بهم أساساً جماعة التيار الصدري في البصرة وغيرها من المحافظات الجنوبية فحصل بينهم ما حصل ولكن قد انحاز إلى التيار الصدري كل الحانقين والحاقدين من أبناء العشائر وغيرهم على الحكومة لسوء أدائها وأذاها لأهل الجنوب وغيرهم وعلى المجلس الأعلى وعلى جناحه العسكري بالذات المسمى بـ بدر ، لما قامت به من ممارسات إجرامية ضد أبناء الجنوب وغيرهم مما تسبب فيما يجري الآن من أعمال اقتتال ومداهمات في البصرة وفي كثير من محافظات الجنوب والوسط وأدى إلى إزهاق أرواح المئات إن لم نقل الآلاف من أبناء الجنوب الذين لا حول لهم ولا قوة. دولة إيران ودورها في العراق: س6) الدور الإيراني في العراق بات واضحا للجميع هل انتم ـ في هيئة علماء المسلمين في العراق ـ تقللون من خطورة هذا الدور ؟ ج6) الدور الإيراني بدأ قبل الاحتلال بمشاركة إيران استخباراتياً ولوجستياً ومعنويا بإصدار فتوى الخامنئي لمن يسمون بالمعارضة العراقية بالتعاون مع الأجنبي ضد الحاكم المستبد وهذه الفتوى إلى جانب فتوى مراجع أخرى عراقية هي التي أسهمت في تهدئة الجنوب العراقي وأدت إلى التعاون الوثيق فيما بين هذه المرجعيات وقوات الاحتلال. إذاً التدخل الإيراني بدا قبل الاحتلال واستمر بعد الاحتلال من خلال الجهات التي اعتمد عليها الاحتلال داخل العراق والممثلة بالمجلس الأعلى وحزب الدعوة والحزبين الكرديين لذلك فالتدخل الإيراني الفعلي بدا بعد الاحتلال مباشرة وكنا من أوائل العارفين به والمتتبعين له ولكننا لم نرد أن نفتح جبهة أخرى إلى جانب الاحتلال الذي هو الشغل الشاغل لهـيئة علماء المسلمين في العراق وللمقاومة لعلمنا أن الاحتلال هو أساس المشكلة وهو الذي فتح الباب للتدخلات الخارجية كالتدخل الإيراني والتدخل الإسرائيلي وغيرهما من التدخلات الأخرى. ولكننا لم نهمل هذا التدخل فقد ابلغنا بعض المسؤولين الإيرانيين مبكرا كوكيل وزارة الخارجية الإيراني الذي زار العراق مهنئا لمجلس الحكم والسفير الإيراني الذي زارنا في مقر الهيئة ببغداد مرتين وذكرنا لهم تدخلهم وطلبنا منه أن يبلغ القادة الإيرانيين بما فعلته وتفعله منظمة بدر من اغتيالات لرموز عراقية كثيرة سنية وشيعية وقلنا له بالحرف الواحد إذا أرادت إيران أن توجد علاقة جيدة مع العراقيين فعليها أن تكف أذى حلفاءها عن أبناء العراق وان يكون على علاقة متساوية مع كل أبناء العراق حتى تحوز احترام الجميع وحتى يتفرغ الجميع أو بعضهم على الأقل لمقاومة الاحتلال ولم نكتف بهذا و إنما وسطنا بعض الدول العربية التي لها علاقة معهم في أن يتداركوا هذا الموضوع وان لا يشغلوا بعض العراقيين ببعضهم عن الاحتلال وكنا نؤثر أن لا نتكلم في التدخل الإيراني حتى لا ننشغل عن الاهتمام بالعدو الرئيسي الذي هو الاحتلال ولكن لما لم تجدي هذه المحاولات شيئا واستمر التدخل الإيراني بل التحيز الإيراني الواضح لأصحاب العملية السياسية في العراق وهم الذين تسببوا في كل ما جرى ويجري من مآسي في العراق صرحنا ولأول مرة في مؤتمر اتحاد علماء المسلمين الذي عقد في اسطنبول بتركيا بالتدخل الإيراني وناشدنا إيران من خلال ممثلها في المؤتمر الشيخ التسخيري أن تكف عن تدخلها في العراق وذلك في صيف 2006. ثم توالت تصريحاتنا بخصوص هذا التدخل وكان بعدها مباشرة في 2006 في المؤتمر الصحفي في نقابة الصحفيين المصرية في القاهرة حيث سئلت عن هذا الموضوع وتكلمت عنه بكل صراحة وقلت إن التدخل الإيراني وصل حد النخاع. لذلك استطيع أن أقول إن هيئة علماء المسلمين في العراق هي أول من نبه إلى التدخل الإيراني ولكن مع كل ذلك فهي ترى أن الاحتلال الأمريكي هو السبب في التدخل الإيراني وغيره من التدخلات الأخرى فينبغي أن ينصب الجهد على السبب ويأتي بعد ذلك المسبب لاعتقادنا انه إذا خرج الاحتلال فستخرج بعده تباعا كل التدخلات في العراق وحتى أيضاً أن لا ننشغل بالمسببات ونترك السبب لعلمنا أن الاحتلال هو الغطاء للتدخل الإيراني إذ هو يعتمد على نفس الجهات التي يعتمد عليها التدخل بل المشروع الإيراني. الدور العربي: س7) هل انتم راضون عن الدور العربي في العراق؟ ج7) بكل تأكيد لست راضٍ عن الدور العربي في العراق إذ لا يوجد في الحقيقة دور عربي فاعل ومؤثر في أحداث العراق ولكن لا نقطع الأمل في دور ايجابي لهم في المستقبل لان ما يجري في العراق لا يعذرهم في عدم القيام بدور فاعل في العراق ولا سيما في هذا الوقت الذي قد لا يستطيعون أن يؤدوا أي دور نافع بعده. وحينئذ لا يفيد الندم لنادم. نصيحة لشعب العراق: س8) ما هي نصيحة سماحتكم لأبناء الشعب العراقي؟ ج8) ما دام الأمر كما ذكرتم ؛نصيحتي لكل أبناء الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه أن يتسامحوا فيما بينهم وان يتصالحوا وان يكونوا يدا واحدة ويطالبوا بصوت واحد برحيل الاحتلال لأنه ما جاء لسواد عيوننا وإنما جاء لمصالحه الخاصة ومنها احتلال العراق وتقسيمه والقضاء على حضارته والسيطرة على ثرواته كما أسلفنا لذلك أوصيهم بان يكون خروج الاحتلال همهم الأول وشغلهم الشاغل وان يدعموا المقاومة العراقية الباسلة التي شخصت الداء من البداية فقامت بواجبها ولا زالت خير قيام حتى يعود البلد لجميع العراقيين ويحكمه أبناءه الخلص من خلال توافقهم أو من خلال الاقتراع الحر والنزيه الذي سيكون بعون الله تعالى بعد رحيل الاحتلال وما ذلك على الله بعزيز وان غدا لناظره قريب. نصيحة للمقاومة العراقية: س9) سماحة الشيخ ما هي نصيحتكم لرجال المقاومة العراقية؟ * نصيحتنا لابناءنا أبناء المقاومة الأعزاء بان يستمروا على خيارهم الموفق والمسدد خيار المقاومة وان يوحدوا جهودهم ويوجهوها ضد عدوهم الاحتلال وان يحافظوا على سلامة أبناء شعبهم و يوثقوا العلاقة معه لأنهم الحاضنة الأمينة والساندة لهم ، وبمناسبة مرور خمسة أعوام من حياة المقاومة وجهدها وجهادها أحييها وأبارك لها سعيها طول نفسها ووضوح أهدافها في تحرير بلدها ووحدته والحفاظ على عقيدته وهويته ومقدراته . أداء الهيئة: س10) هل سماحة الشيخ الضاري راضٍ عن أداء هيئة علماء المسلمين؟ ج10) نعم، أنا راض والحمد لله على أداء هيئة علماء المسلمين الذي لم أكن أتوقع أن تقوم بكل ما قامت به رغم الظروف المحيطة بها ورغم التضحيات البشرية والنفسية التي تحملتها الهيئة ورجالها المخلصون. وكل ما أتمناه أن تتم الهيئة رسالتها في خدمة دينها وشعبها وأمتها وان تتوج أعمالها بتحرير العراق ووحدته ودفع الشر والعدوان عنه وعن الأمة جمعاء. قاوم: في ختام هذا اللقاء لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الشيخ حارث الضاري على إتاحته فرصة اللقاء بسماحته رغم مشاغله الكثيرة، شكرا لكم سماحة الشيخ وحفظكم الله وجزاكم الله خيرا. الشيخ الضاري: حياكم الله. وأهلا وسهلا.