يعرض الدكتور مثنى حارث الضاري، ابن رئيس هيئة علماء الملمين بالعراق، والمتخصص في الشأن العراقي، في هذا الحوار لحقيقة الوضع في العراق، ومكونات الطيف المقاوم، كما يعرض لصراع الاستراتيجيات الأمريكيةوالإيرانية والعربية، ويبرز مواقف الأطراف الداخلية والخارجية من الاتفاقية الأمنية التي صودق عليها مؤخرا، كما يفسر أسباب الخلاف بين السنة في الموقف من العملية السياسية، ويعرض في هذا الحوار بالتفصيل لخلفيات الاتفاقية الأمنية ومستقبل العراق في حالة انسحاب القوا الأمريكية منه. تحدث الأستاذ خير الله حسيب باستفاضة عن مكونات المقاومة في العراق، وبدا من خلال توصيفه للطيف المقاوم تقليله من الفصائل الإسلامية المقاومة، وتقليله أيضا من قوة تنظيم القاعدة في العراق، وفي المقابل أعطى حجما كبيرا لما أسماه بالمقاومة الوطنية، هل توافقونه هذا التوصيف؟ موضوع الحديث عن مكونات المقاوم العراقية اخذ حيزا كبيرا ن جهد بعض الباحثين الذين اعتمدوا في دراساتهم وأبحاثهم على المعلومات النظرية غير المقترنة بالتحقق الميداني على الأرض، وللأسف وقع بعضهم ضحية معلومات وأرقام مؤدلجة، سعت إلى تعميم توصيفات غير منطقية لحالة الفعل الجهادي المقاوم في العراق. ومن هنا كنا نلح دائما على ضرورة الالتزام بنتائج الدراسات العملية القائمة على التتبع الميداني والربط بين التوصيفات المعلنة وحقائق الفعل على الأرض.. وقد حصل من هذا شيء مهم في الندوة المؤتمر الذي أقامه مركز دراسات الوحدة العربية في مطلع عام 2004 بجهد من الدكتور خير الدين حسيب، ونشر في مجلة المستقبل العرب عدد شهر (5) من العام نفسه، ثم نشر في كتاب مستقل بعد أشهر، ولم يتغير الوصف العام لحال الفصائل العاملة في الساحة منذ ذلك الحين كثيرا. ومن هنا فإننا نميل إلى إطلاق وصف المقاومة العراقية على ما يحدث في العراق.. وبيان أن الفعل الجهادي يستوعب الجميع بشقيه المسلح والسياسي، أما في جانبه المسلح البحت وهو محور الحديث هنا فبإمكان أي باحث الوقوف على حقيقة التوصيفات من خلال المتابعة الجادة لمجريات الأحداث، والنتيجة هي غلبة الصبغة الإسلامية على الفصائل المقاومة، التي لم تسع إلى استبعاد غيرها بل سعت إلى التنسيق معه على الرغم من ضيق مداه. هل يمكن لكم أن تعرضوا التحولات التي شهدتها مكونات الطيف المقاوم في العراق والمآل الذي صارت إليه التنظيمات المقاومة، والسمة التي يتميز به كل تنظيم عن الآخر؟ تعرض الطيف المقاوم في العراق شانه شان كل الناشطين على الساحة إلى تحولات كثيرة من حيث المدى وطبيعة النشاط ودميت التأثير وتنوع الوسائل والأساليب المتبعة، وشهدت مكوناته تغيرات كثيرة انتهت به الآن إلى مرحلة التكتل وفق سياق الجبهات لمواجهة التحديات الكبيرة التي تكتنف الحالة الجهادي الآن. وتشترك غالب الفصائل الناشطة في منطلقاتها الجهادية ذات الأصول الشرعية واعتمادها الفعل الجهادي الضاغط على الاحتلال واستخدامها لكل الوسائل العسكرية الممكنة، واتفاقها على ضرورة إنهاء الاحتلال بأسرع وقت ممكن. وتتنوع فيما بينها من حيث الخلفيات الفكرية الإسلامية أو غيرها التي تنطلق منها. ونظرتها إلى مرحل ما بعد الاحتلال. لوحظ أن هناك جنوحا نحو تكتيل الصف المقاوم في العراق، إلى ماذا تعزون ذلك؟ نعم هذا صحيح وهو يعزى إلى رغبة المقاومة في تركيز جهودها وتفعيل العمل المقاوم بعد تجاوز مرحلة (الصحوات) التي أضرت بالفعل المقاوم خلال السنة الماضية. وهذا النزوع خطوة جيدة في هذا الصدد وتطور لا بأس به في مسيرة الفعل المقاوم الذي يعي الآن جيدا أهمية هذه الخطوة وأثرها في إنضاج العوامل الكفيلة بتطوير الفعل المقاوم بين حين وآخر. تحاول بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية تضخيم دور تنظيم القاعدة في العراق. باعتباركم من الباحثين والمتخصصين في الشأن العراقي، ما الموقع الذي يحتله هذا التنظيم في الساحة العراقية؟ هذا الأمر ليس غريبا على دوائر الإعلام الغربي ووسائل الإعلام العربية التي تستقي معلوماتها من هذه الدوائر أو تروج لمعلومات تتماشى مع حالة المزاج السياسي في بلادها. وقد اعتدنا من الإعلام الغربي محاولة إعطاء انطباع غير صحيح عن أدوار وتأثيرات الفصائل والتنظيمات في الساحة العراقية، وتغليب طيف منها على الأطياف الأخرى. ولازال الخطاب الإعلامي الغربي وفي مقدمته الإعلام الأمريكي يركز على أن المقاومة في العراق هي القاعدة.. وأن القاعدة في العراق هي المقاومة، والهدف واضح من هذا الفعل المبرمج وغير العفوي. وأنا اعلم تماما ومتأكد وفق أدلة محسوسة من أن قوات الاحتلال تعي تماما أنها تواجه ألوانا عديدة من الطيف الإسلامي في المقاومة العراقية؛ ولكنها تصر علنا على تجاهل ذلك لتبرير حربها على ما تدعوه (الإرهاب) ولإخفاء تفاصيل الفعل المقاوم الذي يواجهها وسلب صفة (حركة التحرر) منه. في الساحة العراقية تتدافع أكثر من إستراتيجية، الأمريكية والعراقية والعربية وإستراتيجية المقاومة، كيف تفسر طبيعة المعادلة العراقية وسط صراع هذه الاستراتيجيات؟ للأسف فإن الصراع في الساحة العراقية بين الإستراتيجية الأمريكية كعدو محتل وإستراتيجية المقاومة العراقية ولا وجود لأي إستراتيجية عربية، والمعادلة تقول بان الفعل المقاوم هو الفعل المكافئ لفعل الاحتلال، وأن إستراتيجية الدفاع عن الأرض بالقوة هي الإستراتيجية التي ينبغي أن يتنبه إليها العرب ويستفيدوا من فعل المقاومة العراقية في تقليل آثار الضغط الأمريكي على المنطقة أجمع، ومواجهة المشاريع الأخرى التي تستفيد من وجود الاحتلال في العراق وعلى رأسها المشروع الصهيوني المستفيد الأكبر مما يجري في العراق، والمنتشي بخروج اللاعب العراقي من ساحة الردع العربي للكيان الصهيوني. كما تحقق إستراتيجية المقاومة العراقية التصدي للمشروع الإيراني الذي يحاول ملء الفراغ في العراق على حساب أبنائه، وبعيدا عن الدور العربي الغائب حقيقة وحاضر شكليا من خلال سفارات وبعثات لا تقوى على تحقيق سيء يذكر للعراق والعراقيين. ذكرتم في إحدى مقالاتكم أن العراق تعرف صراع الأقوياء، وأن الأقوى هو الذي يفرض أجندته، هل تقصدون بذلك أمريكا أم إيران أم المقاومة؟ المقاومة هي الأقوى في النهاية إن شاء الله؛ لآن المقصود بالقوة هنا هي القوة المسلحة المستندة إلى الحق المشروع والتبرير المبدئي والتعاطف الشعبي والتفهم الدولي.. ولن تغني عن الاحتلال آلته العسكرة فهي ستؤول إلى خروج مذل قريبا وليس بعيدا.. كما لن تغني عن أصحاب المشاريع الأخرى الفرصة التي يحضون بها الآن بسبب اختلال قواعد اللعبة التي لن تبقى طويلا هكذا. يؤاخذ على أهل السنة في العراق أنهم لا يملكون مرجعية سياسية موحدة، ففي الوقت الذي ترفض فيه المقاومة الإسلامية وهيئة علماء المسلمين العملية السياسية انخرط الحزب الإسلامي فيها، وفي الوقت الذي عبر فيه بعض الأطراف عن رفضها ومناهضتها للاتفاقية الأمنية بدا من موقف الحزب الإسلامي نوع من القبول لها إن تم المصادقة عليها، إلى ماذا ترجعون هذا؟ في بلد محتل لا يمكن أن تكون هناك مرجعية سياسية موحدة لطيف معين من الشعب إلا إذا اتفق هذا الطيف على موقف واحد من الاحتلال فالقضية ليست قضية طيف أو مكون وإنما موقف الشعب من الاحتلال . ولم نعهد في العراق موقف يقوم على أساس مراعاة المكون أو الطيف بعيدا عن مراعاة حسابات الوطن.. ولعل هذه هي المرة الأولى التي يوضع فيها أهل السنة في العراق أمام هذا الخيار ومن هنا كان الاختلاف في التعبير عن الموقف السياسي وليس اختلافا في الموقف فكلهم مجمعون على موقف واحد رافض للاحتلال، ولكن طيف منهم رأى أن وسيلة الخلاص هي في العمل السياسي فحسب.. ونعتقد نحن أن هذا خيار غير صحيح ومغرق في الخطأ، وهو الذي أورث أهل السنة الضعف وشتت موقفهم، وجعلهم يتكبدون الخسائر بالإضافة إلى امرر أخرى صاحبته وتوافقت معه. وخلاصة الأمر أن أصحاب الخيار السياسي من أهل السنة لا يمثلون الرأي الحقيقي والغالب الذي تمثله قوى المقاومة والممانعة التي تحظى باحترام غالب أهل السنة الذين يرون أن لا فرق بين الخيار العراقي الوطني والخيار السني. وقد أثبتت تراكمات العملية السياسية في ظل الاحتلال أن أصحاب الخيار السياسي السلمي من السنة قد ابتعدوا كثيرا عن الخيار الوطني. في تقديركم كيف تقيمون موقف إيران من الاتفاقية الأمنية، وكيف تصرف هذا الموقف سياسيا في الداخل العراقي؟ من الناحية السياسية كان الموقف الإيراني يسعى إلى تحقيق مصلحته فقط، ودل على ذلك في الأيام الماضية سكوتها المطبق بعد التوقيع على الاتفاقية في دلالة ظاهرة على حصولها على ما تريد منها. ومن الناحية المبدئية كان موقفها من احتلال العراق انتهازيا يتصادم مع دعواها بالاهتمام بقضايا المسلمين ودفاعها عنهم. وهو موقف ليس غريبا علينا فقد عهدناه منها دائما وإنما الجديد هو انكشافه بشكل واضح أمام الرأي العام العربي والإسلامي. ذكرتم في إحدى تحليلاتكم أن الخاسر الأكبر في العراق هم أهل السنة، وأن جميع المؤامرات يدفع ثمنها أهل السنة، إلى ما ذا ترجعون ذلك؟ ولماذا لم تشكل المقاومة الأداة القوية التي تحسن مواقع أهل السنة في المعادلة العراقية؟ لقد قلت أن أهل السنة هم أكثر من تضرر من الواقع الناشئ بعد الاحتلال بحكم تحملهم العبء الأكبر في الدفاع عن الوطن ومقاومة الاحتلال، وخوضهم لمعارك متعددة مع الاحتلال وأعوانه على صعد مختلفة بلا عون يذكر من أحد. وقد فعلت المقاومة ما في وسعها ولكنها تتعرض إلى النكران ممن تتوقع منهم العون، ولا تعتمد بعد الله إلا على الدعم الشعبي العربي والإسلامي والعالمي. كم إن محاولات الانتقاص من المقاومة والضغط عليها لتغير بوصلتها، وخلق بؤر سياسية منسجمة مع لعبة الاحتلال وعمليته السياسية جعلتها تخوض واقعا معقدا اثر عليها مرارا في بعض المفاصل الزمنية. أهل السنة انقسموا إلى قسمين: قسم دخل إلى العملية السياسية من غير ذراع مقاومة، وقسم دخل المقاومة من غير جناح سياسي ولم يتفطن للدور السياسي حتى فات الأوان، ألا تعرى معي أن ضعف مكون أهل السنة يرجع إلى هذا العامل الذي ذكرته لكم؟ لا ليس هذا هو السبب لآن دخول من دخل العملية السياسية بلا ذراع مقاوم واقع ومفهوم فهو يستبعد خيار المقاومة وان كان يحاول أحيانا التقرب منه حسب طبيعة المرحلة السياسية ومتطلبات البقاء فيها. بينما من اختار المقاومة غير متصور منه أن يكون له ذراع سياسي يدخل في العملية السياسية وإلا وقع في التناقض المبدئي والشرعي والواقعي ؛ فكيف يكن مقاوما وسياسيا في أطار لعبة سياسية يديرها الاحتلال الذي يقاومه؟! أما أذا كان المقصود هو أن يكون له ذراع سياسي خارج العملية السياسية فهذا حاصل وواقع فعلا من جانب الفصائل نفسها التي أنشئت مكاتب سياسية منذ وقت مبكر وزاولت أنواعا متعدد من النشاط السياسي المصاحب للفعل الجهادي.. ومن جانب القوى المناهضة للاحتلال التي لعبت الدور الأبرز في هذا السياق سياسيا وإعلاميا وكانت بمثابة اللسان الناطق للمقامة والظهير السياسي الفاعل لها. وقد قلت في مقابلة صحفية في وقت مبكر: إن الإلحاح على هذا الموضوع والدعوة إلى التمثيل السياسي للمقاومة نظرة تفتقد إلى إدراك مستوعب لواقع العملية الجهادية، وأن القوى المناهضة للاحتلال تقوم بهذا الدور. بعد فرض الاتفاقية الأمنية وتمريرها في البرلمان، ماذا تتوقعون وهل تستطيع المقاومة إسقاطها؟ لن يتغير الحال كثيرا عما كان قبل الاتفاقية اللهم إلا في استطاعت قوات الاحتلال والحكومة الحالية التذرع بان أعمالهما العسكرية تستهدف الإرهاب؛ وذلك بعد إضفاء صفة القوات الصديقة على قوات الاحتلال التي أصبحتوفق الاتفاقية مدعوة من الحكومة الحالية لا قوات محتلة. والمقاومة قادرة بعون الله على إسقاط هذه الاتفاقية بإسقاط المستفيد الأكبر منها ألا وهو الاحتلال.. وقد أعطى تمرير الاتفاقية زخما كبيرا للفعل المقاوم وزوده بعتاد سياسي ومعنوي مهم؛ فهاهم سياسيو العملية السياسية يبيعون الوطن بما فيه لقاء تأمين أنفسهم من المقاومة التي تقض مضاجعهم ليلا ونهارا. بدأت المقاومة العراقية تنفتح سياسيا على الجوار العربي والإقليمي، هل يؤشر هذا على معالم انفتاح وترحيب بالمقاومة أم أنه لا يعدو أن يكون محاولة لجذب التعاطف مع القضية العراقية وفك الحصار عن المقاومة؟ الأمر الثاني هو الصحيح فهي محاولة لكسر الحصار السياسي والإعلامي الذي تعانيه المقاومة.. أما التعاطف فهو واقع فعلا وحاصل وبمستويات مختلفة؛ فمواقف الشعوب العربية متقدمة كثيرا في هذا المجال على المواقف الرسمية. هل تتوقعون انسحابا وشيكا للقوات الأمريكية؟ وهل سيكون لذلك آثار كارثية على الأمن كما يزعم بعض أركان السلطة الحكومة العراقية؟ الترويج لوقوع الكارثة نتيجة انسحاب قوات الاحتلال هو إحدى الوسائل التي تتبعها الحكومة الحالية لإطالة أمد الاحتلال؛ لآن بقاؤه هو الضمانة الوحيدة لبقائها، والدليل على ذلك هو مسارعتها بل اندلاقها بلا حسابات على الطرف المحتل، ورضوخها لكل طلباته واستجابتها لكل التزامات الاتفاقية طويلة الأمد معه. أما الانسحاب من عدمه فالأمر متوقف على خيارات الإدارة الأمريكية ومدى تنفيذ الرئيس المنتخب لوعوده، وقبل ذلك تأثير الفعل المقاوم في الميدان. وفي كل الأحوال لا أظن أن الوضع بعد خروج قوات الاحتلال سيزيد كارثية عما هو واقع الآن. ثم هنا أود أن اطرح سؤالا مهما، وهو لماذا نوضع في بين هذين الخيارين دائما الاحتلال أو الكارثة؟! أليس الاحتلال هو من سبب الكوارث التي نعيشها.. بل هو الكارثة عينها.. أليس من حقنا أن نتخلص منه. معارضون عراقيون يناقشون تشكيل جبهة ضد الوجود الأميركي ناقش العشرات من القيادات والشخصيات السياسية العراقية الموصوفة بمناهضة الوجود الأميركي برنامج عمل المرحلة الحالية والمقبلة التي وصفوها بمرحلة التحرير وما يليها من بناء لدولة ديمقراطية في العراق، وذلك في مؤتمر جمعهم في بيروت يومي السبت والأحد الماضيين تحت عنوان اللقاء العراقي الوطني للتحرير والديمقراطية. افتتاح اللقاء جرى بمشاركة رمزية من ثلاث قيادات شعبية عربية، هي كل من الأمين العام للمؤتمر القومي خالد السفياني والمنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي شفيق منير والأمين العام للأحزاب العربية عبد العزيز السيد، وجميعهم ألقوا كلمات في جلسة الافتتاح، فضلا عن كلمة لرئيس الوزراء اللباني الأسبق سليم الحص ألقيت نيابة عنه. وعبرت القيادات الشعبية العربية في كلماتها عما وصفته بالأهمية المحورية للمقاومة العراقية في مشروع الممانعة والمقاومة العربية، وكذلك أهمية تحرير العراق مما وصفوه بالاحتلال الأميركي، وذلك قبل أن ترفع هذه الجلسة لتبدأ المشاورات المغلقة التي استمرت يومين. منسق اللقاء هيثم الناهي قال للجزيرة نت إن هذه المشاورات ابتدأت بانتخاب خير الدين حسيب رئيسا لجلسات اللقاء، ثم بدأت بعد ذلك مناقشة تفصيلية لمشروع المنهاج السياسي للقاء الذي تضمن مرحلة التحرير وما بعدها من بناء للدولة وهياكلها السياسية والدستورية والعسكرية التي ستأخذ على عاتقها إزالة آثار الاحتلال. وأضاف الناهي أن الحاضرين ناقشوا المنهاج السياسي بإسهاب وتم تعديل كثير من بنوده بناء على هذه المناقشات. وأشار إلى أن مجمل المشاركين اتفقوا على دعم المقاومة العراقية المسلحة وتأكيد دورها الحاسم في تحرير العراق، وتحديد مدى الدور الإيراني في العراق والدعوة لمكافحته وإنهائه. وقال إن اللقاء اتفق على تشكيل لجنة متابعة تتولى مهمات التنسيق بين كافة القوى الوطنية العراقية في الخارج والداخل بهدف السعي لإدماجها بين القوى المشاركة في اللقاء الذي يهدف إلى توحيد كل القوى الوطنية العراقية في المستقبل. وأكد الناهي أن اللقاء لم يهدف إلى تأسيس حزب أو تنظيم معين بل إلى تشكيل جبهة واسعة تضم كافة القوى الرافضة للاحتلال، المسلحة وغير المسلحة. وقال رئيس مركز دراسات الاستقلال المعني بالقضايا العراقية خالد المعيني إن النقاشات كانت مفيدة ومهمة لكن المضامين قد لا تتجاوز ما تم إنجازه حتى الآن في المؤتمرات والندوات السابقة. وأضاف المعيني أن الحركة الوطنية العراقية تدشن بعد توقيع الاتفاقية الأمنية مرحلة جديدة من الصراع تتطلب خطابا سياسيا وآليات جديدة تختلف بطبيعتها عن المرحلة السابقة ومن بين ذلك وجدود قيادات وهياكل سياسية جديدة تنسجم ومتطلبات هذه المرحلة.وتوقع أن يكون لشريحة الكفاءات الوطنية من التكنوقراط دور محوري في المرحلة القادمة لا سيما بعد تهاوي المشاريع السياسية الطائفية وتلكؤ وتخلف المشاريع السياسية التقليدية.