استغرب محمد برطال، رئيس الجمعية المغربية للوقاية والتربية من أجل الصحة، «كفى من التدخين»، من عدم صدور النصوص التطبيقية للقانون رقم 15-91، المتعلق بمنع التدخين والإشهار والدعاية للتبغ في الأماكن العمومية، بعد 16 سنة من دخوله حيز التنفيذ (فبراير 1996)، ورحج برطال في تصريح ل»التجديد»، أن تكون هناك «ضغوط من لوبيات معينة هدفها الربح المالي ولا يهمها صحة المواطنين». واستغرب المتحدث من «غياب معطيات رسمية دقيقة حول ما يكلف الدولة من أموال لعلاج الأمراض الناتجة عن استهلاك التبغ»، يضيف المتحدث «بينما نجد أن 6 في المائة من ميزانية الدولة بمثابة عائدات الضرائب المفروضة على بيع التبغ». وفي سياق متصل، قال النائب البرلماني عبد الله بوانو، إن الموضوع أكبر من ذلك، وأضاف في تصريح ل»التجديد»، «قًُدم للبرلمان المغربي سنة 2007، مقترحين قانونيين تتميمين لقانون 1996، يعالج جوانب النقص في القانون 15-91، ويتضمنان إجراءات زجرية، وصودق عليهما في مجلس النواب ومجلس المستشارين، لكنهما لم يصدرا في الجريدة الرسمية لحد الآن»، ويرى البرلماني أن هناك «لوبيات تستفيد من هذا الوضع، هي التي تحول دون صدور القوانين في الجريدة الرسمية». ومن جهته، قال الحسين الوردي وزير الصحة: «التدخين موضوع خطير جدا يستلزم قوانين زجرية بالفعل، والحكومة ستشتغل على تلك الترسانة القانونية»، وأضاف الوردي في تصريح ل»التجديد»، «بالتأكيد سنصل لتلك القوانين، هناك أولويات تنكب عليها الحكومة الآن، هذا لا يعني أن تلك القوانين الزجرية غير ذات أهمية»، ويرى الوردي أن المشكل بالدرجة الأولى، «مشكل تربية»، واستغرب «إقدام عدد كبير من الأطباء على التدخين في المستشفيات العمومية»، وتساءل: «هل هؤلاء يحتاجون إلى قوانين؟». بدورها، أفادت لطيفة بنلكحل، عن مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، أن آخر دراسة أنجزتها وزارة الصحة، كشفت أن 34.5 بالمائة من المغاربة الذكور «أكثر من 20 سنة»، يستهلكون التبغ، مقابل 1 بالمائة من الإناث، وبخصوص فئة التلاميذ والأطفال الذين يتراوح سنهم بين 13 و15 سنة، فتصل نسبة استهلاك التبغ حوالي 15.5 بالمائة، وأضافت بنلكحل في تصريح ل»التجديد»، بأن المعطيات المتبطة بوفيات المدخنين غير متوفرة بالنسبة للمغرب، لكنها ذكَرت أن الإحصائيات الدولية تشير إلى أن الإدمان على التبغ يتسبب في 38 بالمائة من أمراض القلب والشرايين، و71 بالمائة من أمراض سرطان الرئة، ثم 42 من الأمراض الرئوية المزمنة. وقال منظمة الصحة العاليمة، أول أمس بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين31 ماي ، أن «تعاطي التبغ أحد أهمّ أسباب الوفاة التي يمكن الوقاية منها»، كما يودي وباء التبغ العالمي ب»حياة نحو 6 ملايين نسمة كل عام، منهم أكثر من 600 ألف نسمة ممّن يقضون نحبهم من جرّاء التعرّض لدخان التبغ غير المباشر»، وذكرت المنظمة العالمية أن هذا الوباء سيحصد إذا لم تتخذ أيّة إجراءات لوقفه، «أرواح 8 ملايين نسمة بحلول عام 2030، منهم أكثر من 80 % من سكان البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل».