شارك أكثر من مائة شخصية برلمانية وسياسية بارزة في أوروبا، في مبادرة دولية تستهدف الحراك السياسي الأوروبي، تطالب الكيان الصهيوني باحترام قواعد القانون الدولي بمعاملة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجونه، تحت عريضة سميت ب»عريضة التضامن الدولية مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي»، تطالب الكيان الصهيوني باحترام قواعد القانون الدولي في معاملة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بسجونها. وأكد مجلس العلاقات الأوروبية الفلسطينية في بيان رسمي، أمس الخميس، أنّ العريضة طالبت بتحسين الظروف الحياتية للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة، وتبنّت جزءاً من مطالب الأسرى المضربين عن الطعام لا سيما إنهاء العزل الإنفرادي ضدّهم، والسماح لهم باستقبال زيارات ذويهم. وشملت المطالبات الأوروبية دعوة كاترين أشتون، مسؤولة الأمن والشؤون الخارجية في المفوضية الأوروبية، إلى الضغط على حكومة الاحتلال لتلبية مطالب الأسرى الإنسانية، التي يكفلها لهم القانون الدولي. وتطالب العريضة، التي تحاول جمع أكبر عدد من تواقيع المتضامنين مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ 24 يومًا، في أوروبا بالخصوص، وفي كافة دول العالم، بإنصاف المجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الأوروبي وهيئاته ودوله الأعضاء، لقضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، ووضع هذه القضية في دائرة الاهتمام وإثارتها على شتى الأصعدة، مع إبداء الحزم الكافي تجاهها، وبإطلاق تحركات تضامنية موسعة مع الأسرى في عموم أوروبا، وتسليط الضوء على الانتهاكات المركبة التي تمارس بحقهم. ودعت العريضة إلى تشكيل بعثة تقصي حقائق أوروبية، معززة بالإمكانيات والصلاحيات، لفحص الظروف التي يقبع فيها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني، واتخاذ إجراءات جادة بموجب ما تتوصل إليه البعثة. كما طالبت بتمكين الصليب الأحمر الدولي والهيئات الحقوقية والإنسانية المستقلة من الاطلاع المباشر على أوضاع الأسرى الفلسطينيين وتفقد أحوالهم بلا إبطاء، وبإلزام السلطات الصهيونية بوقف عمليات الاعتقال التعسفية التي تمارسها بشكل يومي بحق المواطنين الفلسطينيين على أيدي قواتها، والكف عن التنكيل بالمعتقلين وممارسة التعذيب المنهجي بحقهم. وشددت العريضة على ضرورة فرض إجراءات عقابية رادعة على السلطات الصهيونية إن لم تمتثل لمعايير حقوق الإنسان في تعاملها مع الأسرى والمعتقلين، وتكف عن خرق المواثيق الدولية والتنكيل لها. وفتح القائمون على العريضة باب المشاركة والتوقيع على المطالب المحقّة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وبرز من بين الموقعين على العريضة السياسي البارز جيري آدمز رئيس حزب الشين فين الإيرلندي، ومعه خمس وزراء من إيرلندا الشمالية بينهم رئيس الوزراء مارتين ماكينس، ووزيرين من إيرلندا الجنوبية هما جان أوسليفان، وجو كوستللو. ومن بريطانيا وقعت وزيرة التنمية الدولية السابقة كلير شورت، والبارونة جيني تونج، ونواب البرلمان البريطاني: جيرالد كوفمان و اندي سلاوتر وجيرمي كوربن، وإيان مروفي، إضافة إلى النائبيْن في البرلمان الأسكتلندي: جيم هيوم ودرو سميث، وعدد كبير من نواب البرلمان الأوروبي برز منهم فيل بانون، وماريسا ماتياس، وبول مورفي، ومارجريت أوكين. أوضاع الأسرى وعلى صعيد أوضاع الأسرى الصحية، صرح المحامي جميل الخطيب، أول أمس، أن خمسة من الأسرى المضربين عن الطعام والذين يعالجون في مستشفى سجن الرملة توقفوا الثلاثاء عن تناول السوائل حتى تحقيق مطالبهم. وقال الخطيب ل“فرانس برس” إنه زار عددا من الأسرى المرضى الذين يعالجون في مستشفى سجن الرملة، ودخل الأسرى الخمسة في مرحلة الخطر. وأضاف “منذ الأمس (الأربعاء) امتنعوا عن تلقي السوائل في المصل ورفضوا العلاج من إدارة السجون أو الفحوص الطبية ووضعهم يتدهور”. وتابع “هم مستمرون في الإضراب، ومستعدون للوصول به إلى الشهادة، حتى تحقيق مطالبهم، ومعنوياتهم عالية، ولديهم النية بالتوقف عن تناول المياه قريباً”. ومن بين الأسرى الخمسة الذين توقفوا عن تلقي السوائل، أربعة اعتقلوا إدارياً. ومن هؤلاء بلال دياب (27 عاماً) وثائر حلاحلة (34 عاماً) اللذان أعلنا إضرابهما عن الطعام في 29 فبراير الماضي. وأكد الخطيب أن من بين الأسرى الذين زارهم في المستشفى وتوقفوا عن تلقي السوائل المعتقل حسن الصفدي، جعفر عز الدين ومحمود السرسك، وقد مضى أكثر من 45 يوماً على إضرابهم عن الطعام. وقالت المتحدثة باسم إدارة مصلحة السجون الصهيونية «سيفان وايزمن» إن 11 أسيراً مضرباً يخضعون للعلاج في مشفى السجن، ولم ينقل أي منهم إلى أي مستشفى مدني، مشيرة إلى أن الإضراب يؤثر عليهم. ومن بين الأسرى الذين يتلقون العلاج في مستشفى السجن، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات. وكانت إدارة مصلحة سجون الاحتلال نقلت سعدات إلى مستشفى سجن الرملة قبل نحو 11 يوماً. وذكرت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان أن الأسير أنس القدومي، المضرب عن الطعام في سجن جلبوع نُقل مساء الثلاثاء إلى أحد المستشفيات “الإسرائيلية” بعد توقف مفاجئ في عمل القلب ولا يزال الغموض يكتنف وضعه الصحي. فعاليات تضامنية وعلى صعيد الفعاليات التضامنية مع إضراب الأسرى، نجح، أول أمس، العشرات من الشبان الفلسطينيين احتشدوا أمام مقر مكاتب الأممالمتحدة في مدينة رام الله، في عرقلة عمل موظفي الأممالمتحدة احتجاجاً على تواطؤ الأممالمتحدة مع الكيان وغض النظر عن معاناة الأسرى المضربين عن الطعام. وحال اعتصام الشبان الذين رفعوا لافتات وشعارات منددة بتقصير الأممالمتحدة في متابعة قضية الأسرى وعدم اتخاذ قرارات حاسمة بحق “إسرائيل” وإلزامها بالاستجابة الفورية لمطالب الأسرى الذين باتت حياتهم مهددة. وأكد شبان معتصمون أن الهدف هو إيصال رسالة حضارية للعالم ومنع دوام موظفي الأممالمتحدة ليوم واحد في مكاتبهم كرسالة للأمين العام في الاممالمتحدة بضرورة التحرك العاجل، مؤكدين أن رسالتهم سلمية من الدرجة الأولى. وهدد العديد منهم في أحاديث لوسائل الإعلام بإمكان معاودة تنفيذ مثل هذا الاسلوب الحضاري مع العديد من المؤسسات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية، وقال بعضهم “لا يعقل أن تبقي هذه المؤسسات عملها كالمعتاد في حين مئات الأسرى يواجهون خطر الموت في سجون الاحتلال”. وتجنبت قوى الأمن الفلسطيني الاحتكاك بالشبان الغاضبين، رغم وجودها في محيط المقر لضمان عدم تصاعد الاحداث. ويأتي هذا التحرك الشبابي في رام الله، في وقت تصاعدت فيه موجة من المسيرات والاعتصامات الجماهيرية في أغلب مدن الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر دعماً للحركة الأسيرة ومطالبها العادلة، وسط مخاوف حقيقية لدى القيادة الفلسطينية من تفجر الأوضاع الأمنية إذا ما استشهد أحد الأسرى المضربين عن الطعام، الأمر الذي يعيد للأذهان موجة المسيرات الشعبية التي سبقت اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 بعد إضراب الأسرى في عدد من سجون الاحتلال ل21 يوماً. وفي غزة، دعا إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية، الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال للاستمرار في وحدة الموقف والكلمة والصف، وعدم السماح بأي شكل من الأشكال بالمساس بهذه الوحدة، وذلك «حتى تمكننا من تحقيق النصر». وقال هنية في كلمة له خلال زيارة مجلس وزراء الحكومة بغزة أول أمس لخيمة التضامن مع الأسرى في ساحة الجندي المجهول غرب مدينة غزة «إننا في ربع ساعة الأخيرة، والشوط الأخير من معركة الأسرى التي ستنتصر فيها إرادتنا». وتوجه بالتحية للأسرى في معركة الأمعاء الخاوية، مجددا العهد لهم بعدم التراجع قد أنملة عن مطالبهم وفي مقدمتها حريتهم وعودتهم إلى ديارتهم وأهلهم ووطنهم سالمين. كما دعا هنية لتفعيل وتصعيد العمل الفلسطيني، خاصة أن الأسرى يدخلون حاليًا مرحلة الخطر على حياتهم، مشيرا إلى أن هناك بعض الأسرى مضربين عن الطعام منذ أكثر من 72 يومًا.