شيع الآلاف من سكان مدينة المضيق ونواحيها، زوال يوم الأحد، جثمان الجندي الفرنسي من أصل مغربي عماد بن زياتن إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة بحضور وفود رفيعة المستوى من المغرب وفرنسا. وحمل النعش، الذي كان محفوفا بالعلم المغربي، على أكتاف ثلاث عناصر من فوج المظليين بتولوز الذي ينتمي إليه الفقيد، ومن طرف جنود مغاربة من حامية الدعم قبل وضعه في سيارة نقل الموتى، تلته الوفود الرسمية للبلدين ووالدي وأقرباء الفقيد وآلاف المشيعين من سكان مدينة المضيق الذين آثروا إلقاء الوداع الأخير على ابن مدينتهم. وقبل دفن الجثمان بمقبرة المضيق، أقيمت صلاة الجنازة على روح الفقيد كما رفعت أكف الضراعة بالدعاء الصالح له وأن يسكنه الله عز وجل فسيح جنانه. وكان أعضاء الوفد المغربي، المكون على الخصوص من السادة مستشار الملك عمر عزيمان ووزير الداخلية امحند العنصر ووزير الأوقاف والشؤون الاسلامية أحمد التوفيق والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي ومفتش فرقة المشاة الجنرال النجار، وأعضاء الوفد الرسمي الفرنسي الذي يقوده كاتب الدولة في الدفاع المكلف بقدماء المحاربين مارك لافينور ويضم أساسا عقيدين وبعض زملاء عماد بن زياتن، قد استقبل في منزل عائلة الفقيد حيث أقيم حفل تليت خلاله برقية التعزية التي بعث بها جلالة الملك محمد السادس إلى عائلة الفقيد وسلمها عمر عزيمان إلى والدي الجندي الشهيد. من جهة أخرى، أقيم مساء يوم الأحد بالدار البيضاء بكنيس (بيث إيل) حفل ديني ترحما على أرواح ضحايا الاعتداء الإرهابي على مدرسة يهودية بتولوز. وتمت خلال هذا الحفل تلاوة برقية تعزية لأسر الضحايا الذين هم من أصل مغربي، والتي وجهها الملك محمد السادس للحاخام الأكبر بالمغرب هارون مونسونيغو. وخلال نفس اليوم نظمت عدة مسيرات صامتة عبر أرجاء فرنسا إحياء لذكرى ضحايا هجمات تولوز السبعة، وشارك آلاف الأشخاص من مختلف الأديان والانتماءات السياسية في هذه المسيرات، التي جاءت بدعوة من عدة منظمات مختصة في مكافحة العنصرية والتمييز، ونظمت بباريس وتولوز وستراسبورغ وليون إضافة الى مدن فرنسية أخرى. وفي سياق التحقيقات الجاري في هجمات تولوز، اتهم عبد القادر مراح، شقيق منفذ عمليات القتل في جنوب غرب فرنسا، لتواطؤه في عملية القتل وتشكيل عصابة اجرامية للاعداد لاعمال ارهابية واودع السجن. والشقيق الاكبر لمحمد مراح الذي قتلته الشرطة الخميس، اتهم ايضا بالمشاركة في سرقة دراجة، في اشارة الى الدراجة النارية التي استخدمها القاتل لارتكاب جرائمه.