عبد اللطيف الشتيوي أمواج القوارب تقتحم الساحة السياسية الإسبانية وأثنار يطالب بمحاربة الهجرة الغير الشرعية خوفا من نجاح اليمينيين المتطرفين في انتخابات: 2003 مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية وتلك المفاجأة التي خلقها جون ماري لوبان بادرت القوى السياسية الإسبانية بقيادة خوسي ماريا أثنار إلى إعلان حالة طوارئ ضد كل أشكال الهجرة "الغير الشرعية"، مستغلا رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي وتزايد نسبة القوارب التي تصل يوميا إلى سواحل الأندلس وجزر الكناري ليعلن رسميا عن قراره القاضي بتغيير قانون الأجانب. وفيما يلي سنرى أبرز حيثيات هذا التوجه الحكومي الإسباني على ضوء موقف أثنار في هذا السياق. 1 تطور الهجرة السرية والإجرام بإسبانيا نتيجة لتساهل اليساريين الإسبان مع الأجانب: عند تحليله لإشكالية الهجرة وانعكاساتها لا يتردد أثنار في اتهام الاشتراكيين بزعامة ثبّاطرو وغونثالِث قائلا للصحافة "إنهم يتهربون من الواقع، كما أشار أن اليسار الأوروبي هو المسؤول الأول عن ازدهار اليمين المتطرف نظرا لعدم جديتهم عند معالجة قضايا مثل الهجرة بل يراه ظالما سياسيا من هذه الناحية، لهذا فهو ألح مؤخرا على ضرورة إدخال تعديلات حازمة على قانون الأجانب لمحاربة هجرة القوارب، كأحسن وسيلة للاستجابة لانشغالات المجتمع الإسباني، مؤكدا أن ظاهرة Le pen في فرنسا جاءت كنتيجة لمواقف الأحزاب اليسارية تجاه الهجرة قائلا «إنهم ينظرون للقضية من جهة معاكسة». كما من المهم التركيز على الضغط الشعبي عند الحديث عن موضوع الهجرة وتأثيره على الواقع السياسي الإسباني؛ إذ أكد أثنار في هذا النطاق أن المجتمع يطمح لمن يضمن له الأمن وسياسيين ديمقراطيين قادرين على الاستجابة لمطالبه المصيرية، بل يصل إلى حد قوله: "إن الأحزاب الوحيدة القادرة على مواجهة تلك المشاكل هي أحزاب الوسط كالحزب الشعبي بينما الاشتراكيين "يتهربون من الواقع"؛ من أجل تلبية مطالب المجتمع فلا بد من الأخذ بعين الاعتبار التهديدات والأخطار القائمة والبحث عن أجوبة مناسبة. إن الحل، هو أن نتحدث عن المشاكل بدون رياء، بكل وضوح وشفافية؛ بسياسات قائمة على الشرعية، والاندماج، على قدرة وسلطة الدول، على التسامح ولكن داخل إطار مجتمع آمن ومستقر." 2 الحل هو فصل المهاجرين الشرعيين عن "الغير الشرعيين": في هذه النقطة تبدو نية "القضاء" على الهجرة السرية واضحة في موقف وتصريحات أثنار الأخيرة، إذ برر ذلك بكون تطور نسبة المغاربة "الغير الموثقين" أدى بشكل كبير إلى تزايد نسبة حالات السرقة والإجرام في المدن الإسبانية الكبرى؛ لهذا فهو يطالب بتكتل كل القوى السياسية الإسبانية من أجل إيقاف مد الهجرة المغربية بكل الوسائل الممكنة، قائلا: «لقد حان الوقت لمعالجة هذا المشكل، والتمييز بين المهاجرين الشرعيين والغير الشرعيين؛ لابد من القول بأن الهجرة تكون مفيدة فقط عندما تكون منظمة؛ ولكن من الضروري أن نحارب الهجرة الغير الشرعية لأنها في صالح مافيا الإجرام وتخلق جوا من اللاأمن. لهذا فإن الحزب الشعبي مستعد، اليوم، لطرح هذا المشكل وتغيير القانون الحالي للأجانب وسأقوم بذلك سواء وافق الاشتراكيون أم لا؛ إنه يؤسفني أن أرى هؤلاء لا يبالون بهذه الأخطار ولا بمطالب مجتمعنا.». (عن جريدة "La vanguardia" (14 ماي: 2002). آلاف الإسبان العنصريين يتظاهرون ويعتدون على المغاربة لمنعهم من الصلاة في وسط مدينة: Premia de Mar بكطالونيا بالتحديد يوم السبت: 18 ماي قام مجموعة من الشباب الإسباني الراديكالي بمظاهرة عنصرية احتجاجا على الرخصة التي حصل عليها المغاربة ب"Premia de MAr لبناء مسجد بوسط هذه المدينة الصغيرة (على بعد 20 كيلومترا من برشلونة)، ومنذ ما يزيد على شهر والإسبان بهذه الناحية يعبرون عن رفضهم لهذا المشروع رغم موافقة السلطات المحلية. لكل هذا وحسب شهود عيان كلما قصد المغاربة البقعة الأرضية المخصصة لبناء هذا المسجد فإنهم يتعرضون للسب والشتم من طرف العنصريين بل إن أحد هؤلاء الإسبان تجرأ على رمي لحم الخنزير على المصلين بينما قام آخرون بمهاجمة مجموعة من أفراد جاليتنا عندما كانوا يتظاهرون يوم السبت، مطالبين باحترام حقوقهم الدينية وسط حشود الشرطة التي تدخلت في وقت متأخر شيئا ما لتفريق المتظاهرين؛ لهذا نطالب من مسؤولينا بأن يتدهلوا فورا لإنقاذ مستقبل إخوتنا بهذه النقطة التي يقطن بها حوالي: 1200 مغربيا. (عن قناة: Tele:5)يوم السبت: 18 ماي 2002)