على بعد ست دورات من نهاية البطولة الوطنية، تزداد حدة المنافسة سواء لنيل لقب الموسم أو للافلات من لهيب مؤرخة الترتيب، وعلى غير العادة فإن بطولة هذا الموسم تعرف صراعا قويا بين مجموعة من الفرق مما يضفي عليها نكهة خاصة، لكن بالمقابل لا تزال الفوضى والعشوائية تطغى على قرارات المسؤولين الذين يصرون على الاستمرار بنفس الأسلوب المخزني الذي لا يراعي مصلحة كرة القدم الوطنية بقدر ما يبحث على فرض واقع تطغى عليه الزبونية والمحسوبية وتغيب فيه الروح الرياضية المبنية أساسا على التنافس الشريف. مع بداية العد العكسي لبطولة القسم الأول لكرة القدم، اقتنع الجميع أن اللقب لن يسقط هذه السنة أيضا فريسة سهلة للرجاء البيضاوي، الذي سيطر على مدى الست سنوات الماضية، وأن هناك فرق أخرى كشرت عن أنيابها، وعبرت عن رغبة قوية عند البداية على دخول غمار التنافس وبشكل خاص فرق حسنية أكادير والوداد البيضاوي والمغرب الفاسي وأولمبيك خريبكة، ومع الاقتراب من خط الوصول ازداد التشويق والإثارة وأصبحت الجماهير تنتظر بفارغ الصبر نهاية الأسبوع لمتابعة ما ستسفر عنه المباريات، لكن وفي غفلة من الزمن وأمام استغراب الجميع تم إلغاء المباريات الرياضية في الأسبوع قبل الماضي بدعوى التضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو ما فوت على الأندية المتنافسة فرصة للحسم في مصيرها خصوصا وأننا نعرف الظروف الصعبة التي تجتازها مثل هذه الأندية والعامل النفسي إضافة إلى ذلك فقد تم تأجيل المباريات في الأسبوع الماضي كذلك بسبب التزام الأندية المغربية في الكؤوس الإفريقية فيما تجرى الدورة 24 نهاية هذا الأسبوع على أن تتوقف في الأسبوع المقبل، وبطبيعة الحال فإن هذا الانقطاع يبعث على الملل ويكسر إيقاع البطولة ويجعلها تفقد طابع التشويق، أكثر من ذلك فإن برمجة اللقاءات وتأجيلها يفوت على الفرق أياما من التداريب وذلك في غياب اللقاءات الإعدادية بين الفرق. وهذه مسؤولية تتحملها المجموعة الوطنية والجامعة كأجهزة عليها احترام مواعيد البطولة كما هو معمول به في الدول الأوروبية التي غالبا ما تبرمج الكؤوس الأوربية وسط الأسبوع، دون أن ننسى الإحباط الذي يشعر به اللاعبون جراء التوقيف المفاجئ. إن إشكالية البرمجة وغياب الصرامة في احترام المواعيد يساهم بشكل كبير في التردي الذي تعاني منه كرة القدم الوطنية، وهنا نشير إلى ما تواجهه منافسات كأس العرش من تعثر أدى إلى تراكم نهايتين وعدم إكمال إقصائيات هذا الموسم، مما جعل المغرب يعاني أزمة حقيقية في تحديد الفريق المشارك في كأس الكؤوس الإفريقية، إذ أن اختيار الوداد البيضاوي لم يكن مبنيا على مقاييس مضبوطة، ولكنه جاء نتيجة قرار فوقي حتم عليه دخول المتنافسة لكونه مؤهل لنهاية كأس العرش للموسم الماضي ضد المغرب الفاسي دون الحديث عن نهاية أخرى من المقرر أن تجمع نهضة سطات ومجد المدينة، ومرة أخرى نؤكد أن الخروج من الأزمة التي تعيشها كرتنا يفترض أولا احترام القوانين المعمول بها، وتجاوز الفوضى والعشوائية واعتماد منطق الشفافية والنزاهة، وهذه مسؤولية تضطلع بها جميع الأطراف بما فيها الأندية الوطنية. التجديد