عاد لقب البطولة الوطنية رقم 50 لفائدة فارس البوغاز فريق اتحاد طنجة الذي حافظ بالمناسبة على لقبه أمام غريمه ووصيفه للموسم الثاني على التوالي فريق الجمعية الرياضية السلاوية الذي خسر بالمناسبة رابع مباراة نهائية والثالثة على التوالي وأضاع بالتالي حلم تحقيق ازدواجية الموسم التي كان العديد من المهتمين يرشحونه لها، لكن وكما يقول المثل تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، التي كان من بينها هذه المرة سفينة قراصنة سلا الذين اهتز مركبهم بقوة ولم يعرفوا سواء كيف يدافعون ولا يهاجمون من خلال مباراة من مستوى غير مقبول بوجه عام من ناحية المستوى الفني، بعد أن طغت العشوائية على أداء الفريقين معا لكن بعرض أقل مستوى من طرف السلاويين، الذين ارتبك أداؤهم خلال جل فترات المباراة وعجزوا عن فرض الإيقاع الذي عهده فيهم جمهورهم خلال جل مباريات هذا الموسم، فكان الفوز في الأخير وباستحقاق لفارس البوغاز الذي كان لاعبوه أكثر عزيمة وحضورا خلال بعض الفترات الحاسمة في المباراة سواء على مستوى الدفاع أو الهجوم. فبعد بداية موفقة برمية ثلاثية ناجحة من السنغالي محمادو بابيس، دخل فارس البوغاز بسرعة في مجريات المباراة وبعد أقل من ست دقائق كان متقدما في التسجيل بحصة 16 مقابل 6، وكانت حينها بوادر الارتباك وسوء التحضير الهجومي والتركيز الدفاعي تبدو على أصدقاء رضا الغالمي، الذين أنهوا الربع الأول منهزمين بحصة 20 مقابل 12. ومع بداية الربع الثاني، تدارك السلاويون الموقف نسبيا من خلال تسجيلهم 10 نقط متتالية مكنتهم من أخذ قصب السبق في التسجيل بحصة 22 مقابل 20، مما فرض على المدرب الطنجي أخذ وقت مستقطع لإعادة ترتيب أوراق لاعبيه مما مكنه مباشرة بعد ذلك من التعادل بنتيجة 22 مقابل 22 ثم بعد ذلك إنهاء الربع الثاني والشوط الأول ككل متقدما بفارق نقطتين والحصة الإجمالية 27 مقابل 25، وهو التقدم الذي حافظ عليه ودعمه بنقط إضافية طوال الفترات المتبقية من المباراة خلال الربعين الثالث والرابع اللذان انتهيا بنفس النتيجة 15 مقابل 11 لفائدة فارس البوغاز وعجز بالتالي الفريق السلاوي في أية لحظة من تكسير التفوق الطنجي، لتنتهي المباراة بانتصار مستحق كانت وراءه إرادة اللاعبين بقيادة الرباعي، السنغالي محمادو بابيس، والتونسي مروان كشريد، والمغربيان مصطفى الخلفي، ويونس الإدريسي أفضل لاعب في المباراة ككل. أما من جانب الفريق السلاوي فقد مر لاعبوه بجانب الحدث وظل بالتالي النحس يطارده بحكم أنه خسر لرابع مرة ولثالث مرة على التوالي لقب البطولة، الأولى أمام الفتح الرباطي، ثم أمام المغرب الفاسي، ثم مرتان أمام اتحاد طنجة. وعموما تبقى هذه المباراة النهائية الأقل مستوى مما عايناه في السنين الأخيرة، إلا أن نتيجتها الرسمية ستبقى معلقة إلى ما بعد حسم الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة في أمر التحفظ الذي تقدم به فريق الجمعية السلاوية بخصوص تقديم فريق اتحاد طنجة لاعتذار عام على مستوى فرقه الصغرى وعدم مشاركتها في مباريات عصبة الشمال، مما يخالف مقتضيات الفصل 44 من القوانين العامة للجامعة التي تفرض على فرق القسمين الوطنيين الأول والثاني إشراك 3 فرق للأقسام الصغرى ذكور وفريق للفتيات cadette وفريق للكبيرات وفريق للميني باسكيط، وتشير الفقرة الأخيرة من الفصل 46 من القوانين العامة للجامعة بأن مخالفة فريق من القسم الوطني الأول لمقتضيات الفصل 44 تعرضه للحرمان من اللقب. وفي اتصال بمسؤولي فريق الجمعية السلاوية أكدوا أنهم يتوفرون على وثائق تثبت مخالفة الفريق الطنجي لمقتضيات القوانين العامة للجامعة، وأنهم سلموا تأكيدا بالتحفظ للجامعة التي يبقى عليها الآن البث فيه. أخيرا أفادت بعض الأخبار أن حكام المباراة النهائية سمير أبعقيل، وعزيز مبروك ومحمد زياد رفضوا أخذ مستحقاتهم المالية عن هذه المباراة وقرروا بالتضامن اعتبار أنهم قادوا المباراة بالمجان وذلك احتجاجا على هزالة المنحة المخصصة لهم لهذه المباراة اعتبارا لقيمتها كحدث وطني. وإذا كان فارس البوغاز في الذكور قد حافظ على لقبه للبطولة الوطنية فإن شقيقه للإناث حقق ازدواجية مستحقة وأضاف لقب البطولة للقب كأس العرش بعد أن تغلب في المباراة النهائية على فريق جمعية أمل الصويرة بحصة 77 مقابل 62، وبذلك يكون فريق اتحاد طنجة للإناث قد كان في الموعد ولم يكذب التكهنات التي كانت ترشحه للازدواجية وذلك بعد أن عزز صفوفه منذ بداية الموسم بلاعبات متمرسات أرزهن زينب لحض يري لاعبة الجيش الملكي. فهنيئا لعاصمة البوغاز بلقبي البطولة ذكورا وإناثا، وحظا أوفر في المستقبل لفريق الجمعية السلاوية ذكور وفريق جمعية أمل الصويرة إناث الذي يتوفر على لاعبات واعدات يبقى المؤمل استمرار رعايتهن حتى يبلغن عطاء أفضل في المستقبل. أرقام من مباراة النهاية ذكور: أفضل مسجلي الفريقين: اتحاد طنجة : يونس الإدريسي (16 ن)، مروان كشريد (13 ن)، محمادو بابيس (11 ن)، مصطفى الخلفي (8 ن)، سعيد الفتح (5 ن)، أمين بارزي (4 ن). الجمعية السلاوية : دازيتش يوغو (11 ن)، رضا الغالمي (9 ن)، عبد الحكيم زويتة (8)، زكرياء المصباحي (6 ن)، عبدولاي سو (6 ن)، زهير بورويس (4 ن)، بلال عبيد (3 ن). التسديدات الحرة : اتحاد طنجة : 16 سجلت منها 7 ( المعدل 43 بالمائة ) ج. سلا : 26 سجلت منها 12 ( المعدل 46 بالمائة ) مجموع التسديدات : ت. طنجة : 55 سجلت منها 22 ( المعدل 40 بالمائة ) ج. سلا : 58 سجلت منها 17 ( المعدل 29 بالمائة ) مجموع الرميات الثلاثية الناجحة : اتحاد طنجة : 6 جمعية سلا : 1 التصريحات: نزار المصباحي ( مدرب اتحاد طنجة ): "لا يسعني إلا أن أهنئ اللاعبين على روحهم القتالية خلال هذه المباراة، لقد اشتغلنا كثيرا على أسلوب الدفاع لإيقاف قوة أداء الفريق السلاوي فتحقق لنا ما كنا نطمح إليه بدليل أن الفريق السلاوي لم يسجل علينا سوى 47 نقطة. مستوى المباراة لم يرق للمطلوب لكن الحماس كان موجودا وهذا هو الأهم خلال المباريات النهائية". باب سو ( لاعب اتحاد طنجة ): "هذا اللقب حققناه بالإرادة، إذ بعد عرضنا الباهت في دور نصف النهاية قمنا باستعداد جيد لحدث المباراة النهائية وقدمنا مباراة جيدة على مستوى الأداء الدفاعي الذي كان سر تفوقنا واحتفاظنا باللقب للسنة الثانية على التوالي". وفاء الخمسي ( مدربة إناث طنجة ): "فرحتنا لا توصف خاصة بعد أن حققنا الازدواجية التي كانت هدفا لنا خططنا له منذ بداية الموسم. أظن أننا كنا الأقوى طوال الموسم وهو ما جعلنا نحقق هذه النتيجة التي لن تزيدنا إلا طموحا لتحقيق ألقاب أخرى والمساهمة في تطوير منتوج كرة السلة النسوية في منطقة الشمال خاصة والمغرب بصفة عامة"