لم يتردد أحد المسؤولين «الغاضبين»، ينتمي لفريق يمارس في بطولة المجموعة الوطنية القسم الثاني، في الإجابة والتفسير، حين سألته عن ظاهرة «البيع والشراء» في بطولة هذا الموسم، وكيف تتم عملية «إهداء» النتيجة الإيجابية للفريق المنافس! قال المسؤول، طالبا عدم الكشف عن اسمه ولا عن فريقه: «التفاهم في صنع النتائج بين أندية كرة القدم، لايمكن أن ينكره أحد، وهو أمر معروف وموجود منذ زمن بعيد، ويتداوله الخاص والعام..إلى درجة أن بعض مسؤولي الأجهزة في أعلى الهرم التسييري، يدركون ويعلمون تفاصيل المباريات «المخدومة»، ومنهم من يتدخل في تقريب وجهات النظر أثناء المفاوضات! التفاهم بين الأندية، لا يكون مجانيا، بل تحيط به منافع إما مالية، وهذا ما يحصل كثيرا، وإما مصلحية بين رئيس هذا الفريق أو ذاك.. وتختلف قيمة المقابل المالي بحسب قيمة النزال، ووضع الفريق «المشتري». أما عن تقنيات «البيع والشراء»، فسأتحدث عن فريقي فقط، لأنني وقفت شخصيا ومرارا على عملية إهداء «الماتش» لبعض الفرق.. تبدأ العملية بعلم الرئيس بالأمر، أحيانا كثيرة يقوم فيها بإخبار الكاتب العام، يتم التكتم بل ويتم الترويج بمكافأة عالية للاعبين إن هم حققوا الفوز.. قبيل المباراة بساعات، يجتمع الرئيس سرا، مع لاعبين من أبرز المدافعين في صفوف الفريق.. ويكتفي بالتلميح فقط عبر القول بأن الفريق المنافس يحتاج منا بعض التعاون.. يفهم اللاعبان الميساج.. يلعبان بشكل عادي لايثير شكوك زملائهما.. وفي لحظة حاسمة أثناء اللقاء، يمنح أحدهما فرصة التسجيل للفريق المنافس.. بعد نهاية المقابلة، وفي المساء، يلتقي الرئيس بلاعبيه الاثنين.. يناولهما مبلغا ماليا لايفوق في كثير من الأحيان ألف درهم، يشكرهما على الحماس الذي لعبا به في المقابلة.. وينتهي الأمر، في انتظار صفقة أخرى...» إنه مقتطف من حديث ليس بالخيالي.. ويحدث في فريق عريق يصر كل بداية موسم جديد، على تجميع أكبر عدد من النقط، قبل أن يأفل «نجمه» و يتراجع في شطر الإياب للصفوف القريبة من ذيل الترتيب أمام ذهول المتتبعين! ارتباطا بنفس الموضوع، يستغرب المتتبعون من «الشلل» الذي يصيب الأجهزة المسؤولة عن كرة القدم الوطنية، أمام ظاهرة «البيع والشراء» التي تعرفها نهاية البطولة الوطنية هذا الموسم، خصوصا في القسم الوطني الثاني من مجموعة النخبة، ويتساءل الجميع كيف لفريق تعرض لهزائم عديدة منذ بداية الموسم، انتفض فجأة وبدأ يحقق الفوز على فرق قوية، وخارج ميدانه! وكيف لفريق نجح في الفوز على أقوى الفرق وبميدانها، ويستسلم في ملعبه أمام فرق ضعيفة تعاني في الصفوف المتأخرة! في نهاية الأسبوع الجاري.. دعوة للجميع للتفرج على شريط جديد أو مسرحية بعنوان «الدورة 32 من بطولة المجموعة الوطنية للنخبة القسم الثاني».