قدم فريق مهدد بمغادرة القسم الثاني من بطولة المجموعة الوطنية لكرة القدم النخبة، لمنافسه في الدورة 33 الماضية، شيكا قيمة مبلغه 500 مليون سنتيم، ك «ضمانة» يحتفظ بها، إلى الدورة الأخيرة التي تجري نهاية الأسبوع الجاري، يضمن له خلالها الظفر بنتيجة مباراته أمام فريق آخر كان قد ضمن بقاءه في القسم الثاني ولم يعد مهددا بمغادرته! الخبر ليس من نسج الخيال، فقد أكده صاحب الشيك شخصيا، مباشرة بعد نهاية المباراة بفوز فريقه على مضيفه يم السبت الماضي! إذ سُمع مُوقع الشيك، وهو يوجه حديثه للكاتب العام للفريق الخصم، وكانا محاطين بمجموعة من الزملاء الصحافيين.. وكاميرا قناة «الرياضية»، وهو يقول:« زاوكنا في الرئيس ديالكم يعطينا الماتش.. ووقعت له شيكا ب500 مليون كضمانة باش نجيبو ليه نتيجة لقاء الدورة الأخيرة..». وفي خضم حديثه، انتبه «المسؤول الرياضي» إلى وجود الكاميرا «شاعلة»، فتوجه لحاملها و«زاوك» فيه حتى يحذف ما التقطته.. نفس الفريق، وهو فريق مشهور ويجر خلفه تاريخا مميزا في الساحة الكروية الوطنية، وجد في الدورات الأخيرة دعما مفتوحا من فريق يجاوره في نفس المنطقة التي ينتمي إليها! وليس وحده هذا الفريق من يستعمل كل الأساليب غير الرياضية لكسب بعض النقط تنقذه من السقوط، فمنافسات الدورات الأخيرة توضح أن «البيع والشراء» أصبح العملة المعترف بها لدى أغلب الأندية، خاصة تلك التي تتمتع بنقط كافية لضمان مكانتها في القسم الثاني! وهذا ما تؤكده تصريحات المسؤولين في هذا القسم، إذ لايتردد أي مسؤول في أي فريق من الفرق 18 المكونة لهذا القسم، في الاعتراف بوجود «البيع والشراء» لرسم خارطة نتائج الدورات الأخيرة، ولا يخفي أي أحد منهم أن هناك حسابات ومعادلات تنتفض في آخر الموسم، يستحيل فك طلاسيمها أو فهم ألغازها أمام أي أحد ولو كان.. إينشتاين بنفسه! يحدث كل هذا بدون أن تتحرك الأجهزة المسؤولة عن كرة القدم الوطنية لفتح تحقيق جدي في الموضوع، بل إن أحد أعضاء المجموعة الوطنية لكرة القدم النخبة، اختزل الرد على سؤال وجود ممارسات البيع والشراء في البطولة، في ضحكة استهزائية، فسرها بالقول: «دابا الفلوس عاد كيبانو عند هاذ الفرق.. ديالهم يديرو بها كيفما بغاو واحنا شغلنا..؟» ويظل آخر المشاهد المستفزة في بطولة القسم الثاني، وقبل موعد الدورة الأخيرة في نهاية الأسبوع الجاري، ما تردده بعض الأخبار، من اتفاق «شيطاني» جمع بين مجموعة من الفرق المهددة بالسقوط، مؤازرة بفريقين ضمنا مكانتهما، يتمثل في توحيد «الجهود»، والتنسيق من أجل تعبيد طريق السقوط ومرافقة فريق فاء وداد لقسم الهواة.. لفريق بيضاوي عريق، يكتوي بدوره ومنذ دورات بلهيب أسفل الترتيب! بقيت الإشارة إلى أن ما يحدث بهذا القسم من ممارسات غير رياضية ، «روائحه» حاضرة كذلك حتى بالدرجة الأعلى، المسماة ظلما «بقسم الصفوة »، وللتأكد من ذلك تكفي قراءة النتائج الأخيرة لبعض الفرق التي أضحت تتمتع ب «قوة ضاربة» غابت عنها منذ انطلاق الدوري ، أما تشهده بطولة «الهواة» فتلك حكايات أخرى!!