بإجراء مبارتي السد الفاصلتين واللتين حددتا رجاء الحسيمة وشباب قصبة تادلة الفريقين الصاعدين إلى القسم الوطني الثاني للنخبة تكون أطول بطولة في العالم الخاصة بأندية الهواة قد أسدلت الستار عنها بجملة من الإنجازات والإخفاقات والأحداث التي لا يمكن أن تنساها عيون الجماهير الرياضية المغربية، بطولة بقدر ما أفرحت فرقا، بقدر ما شيعت أخرى لمثوى القسم الثاني هواة بعد طول احتضاره وأعلنت الشغب والعقوبات الصارمة وسوء التحكيم والبيع والشراء وإضرابات معلقة لأندية الصحراء كلها عناوين شاذة للممارسة في حين تفاوت المردود والغلة باختلاف حصاد الدورات. شطر الشمال: شباب أطلس خنيفرة ضيع اللبن في عز الصيف لم يكتب لبطل شطر الشمال شباب أطلس خنيفرة أن يعانق حلم الصعود إلى قسم النخبة للمرة الثانية على التوالي فبعد أن أضاع منه الموسم الماضي في آخر دورة لم يحالفه الحظ هذه المرة عندما اندحرأمام ممثل مدينة مدينة الحسيمة الرجاء في الشوطين الإضافيين بهدف وحيد قضى على أحلامه في معانقة التتويج لتتأجل معه آمال أبناء غزالة الأطلس في الصعود إلى مباراة ثالثة تجهل قيمتها لدى أصحاب الحل والعقد بجامعة الكرة المستديرة. شباب خنيفرة لم تكن بدايته موفقة هذه السنة حيث لم يوقع على أول انتصار له سوى في الدورة الرابعة في وقت كان فيه وداد تمارة يتسيد ترتيب هذه المجموعة، ولم يتدارك أبناء الأطلس الأمر إلا مع مرور الدورات عندما احتدم الصراع بينهم وبين شباب العرائش ووداد تمارة ليتمكن وبفضل حنكة مدربه محمد الأشهبي من حرق المراحل وانتزاع لقب الخريف، وخلال مرحلة الإياب استمر التنافس بين الفرق المذكورة مع ظهور فريق آخر اسمه حسنية بن سليمان في وقت تراجعت فيه نتائج وداد تمارة، ومع ذلك ظل شباب خنيفرة يقود القافلة رغم رحيل مدربه الأشهبي وتعويضه بابن الفريق الهاشمي الغرف الذي عرف كيف تؤكل كثف الخصوم، واستطاع الفريق من انتزاع تذكرة المرور إلى مباراة السد الخاصة بالصعود إلى قسم الصفوة حيث خانه الحظ فيها. في المقابل أفرزت البطولة فريقين نازلين إلى القسم الموالي يتعلق الأمر ببوغاز طنجة ونهضة مرتيل اللذين تعذبا كثيرا قبل أن تفرض عليهما لغة الأرقام مغادرة هذا القسم. شطر الشرق: رجاء الحسيمة يعانق قسم الصفوة رغم أنه حديث التأسيس (1995) ففريق رجاء الحسيمة استطاع أن يلفت إليه الأنظار هذا الموسم وكان بحق ظاهرة إيجابية لبطولة بدأها كبيرا وأنهاها بتحقيقه للصعود إلى خانة النخبة بعد إزاحته في مباراة سد حارقة لبطل قافلة الشمال شباب أطلس خنيفرة وبالتالي أشعل الأفراح في مدينة الحسيمة التي استقبلت أبناءها استقبال الأبطال. أبناء الريف أعلنوها مدوية منذ البداية وتمكنوا بفضل تضافر جهود جميع مكونات الفريق من التوقيع على نتائج إيجابية بوأت الرجاء ريادة هذا الشطر وأعلن عن نيته في تحقيق الصعود حيث تمرد على تباطؤ الإيقاع ليحصد الأخضر واليابس في طريقه ويتيح لآلته الجهنمية فرصة الدوس على أسنانها كي تقتلع في طريقها كل شيء حتى أصبح يعتلي عرش الزعامة وبفارق مريح عن أقرب مطارديه نهضة بركان واتحاد مولودية العيون ونجاح سوس، قبل أن يحسم في أمر المنافسة على تذكرة الصعود إلى قسم النخبة بعدة دورات على نهاية البطولة، ليتمكن في آخر المطاف من عزف سمفونية الإبداع فكان بحق الظاهرة الأولى والأكثر تميزا في موسم كروي مليء بالعديد من الاهتزازات وشابته تموجات كثيرة وابتسم في الأخير لممثل مدينة الحسيمة، في حين أعلن نجم وجدة أول المغادرين لهذا القسم بعدما تراكمت عليه المشاكل من كل جهة أبرزها العائق المادي حيث عجز عن إدراك ولو فوز واحد طيلة دورات هذا الموسم ليهوى إلى القسم الثاني بحصيلة كارثية بكل المقاييس ويرافقه رفيق دربه فريق شباب مريرت الذي خرج هو الآخر من الباب الضيق نحو عالم المجهول بعدما جنى على نفسه لأنه لم يأخذ العبرة والدروس من الماضي. شطر الوسط: شباب قصبة تادلة في بطولة النخبة كل المؤشرات كانت توحي بأن فريق شباب قصبة تادلة بطل هذا الشطر سيحقق الصعود إلى قسم النخبة وفعلا تحقق الحلم بعد إقصائه لخصمه العنيد أولمبيك اليوسفية بالركلات الترجيحية ليجهض أحلام أبناء اليوسفية الذين كانوا يمنون النفس بمعانقة قسم الصفوة. شباب قصبة تادلة كانت بدايته متذبذبة على مستوى البطولة وظل يلازم المركز الأخير لعدة دورات في وقت كان الصراع في المقدمة محتدما بين فرق رجاء بني ملال وسريع وادي زم وشباب بنجرير لكن نقطة التحول كانت بعد تعثره وبحصة أمريكية أمام الفريق الملالي نتيجة دفعت بالمكتب المسير إلى الاستغناء عن خدمات المدرب عبد الواحد ليلول وتعويضه بأحمد نجاح الذي أعاد للفريق التدلاوي هيبته وقيمته المفقودة، حيث استطاع أن يتسلق الدرجات بنتائجه الإيجابية التي بات يحصدها دورة تلو الأخرى إلى أن حصل على لقب الخريف مستغلا تراجع نتائج مطارديه المباشرين و تحديدا رجاء بني ملال الذي خانته الإمكانيات المادية. وفي مرحلة الإياب واصل أشبال المدرب أحمد نجاح تألقهم وريادتهم لهذه المجموعة الى أن حالفهم الحظ في الحسم في أمر التأهيل إلى مباراة السد. أما في أسفل الترتيب فقد كان مصير كل من أمل سيدي بنور ونجم الشباب العودة من حيث أتيا بعدما خاصمتهما النتائج الإيجابية في الدورات الأخيرة. شطر الجنوب: أولمبيك اليوسفية تخلى عن الحلم مكرها رغم تسيده لهذه المجموعة طيلة دورات البطولة وتمكنه بفضل السرعة النهائية من حجز بطاقة المنافسة على الصعود الى قسم الصفوة فإن أولمبيك اليوسفية أضاع الحلم في الركلات الترجيحية التي رجحت كفة شباب قصبة تادلة وبذلك يكون قد أخفق في تحقيق طموحات جماهيره العريضة في انتظار أمل إجراء مباراة ثالثة لتحديد التذكرة الثالثة تجهل قيمتها عند أصحاب القرار. أولمبيك اليوسفية البطل الذي تخلى عن تاجه مكرها أمضى موسما ناجحا في مجمله قبل أن يخونه عداده سيما وأنه عاش في بحبوحة طيلة دورات البطولة بفضل تجانس مكتبه المسير وقوة ترسانته البشرية والمادية، عوامل ساعدته على العمل والاشتغال دون مركب نقص إذ تمكن من حجز بطاقة المرور إلى السد بعد مشوار ماراطوني تميز بكثرة التوقفات بسبب المشاكل المادية التي أرخت بظلالها على أندية الصحراء خصوصا تلك المنتمية الى مدينة العيون في ظل غياب دعم كاف من لدن الجامعة، ورغم ذلك فقد اشتد الصراع في هذا الشطر إذ لم يعلن عن هوية الفريق البطل والفريقين النازلين إلا في الدورة الأخيرة ما يعني أن هذه المجموعة كانت أكثر تشويقا وإثارة منذ بدايتها حتى نهايتها خصوصا على مستوى المقدمة حيث كان الصراع دائرا، بين أيت ملول واليوسفية قبل أن يحسم هذا الأخير في الأمر ويتأهل الى مباراة السد التي خسرها أمام شباب قصبة تادلة، فيما كان كل من مولودية العيون وأولمبيك العيون ضحيتي هذا الشطر حيث حكم عليهما بالنزول إلى القسم الموالي بعد الحكم الذي أصدرته لجنة القوانين والأنظمة والقاضي بانهزامهما وخصم نقطة واحدة من رصيد كل منهما لمقاطعتهما للبطولة في دورتها آل 15. إضرابات وسوء تحكيم وبيع وشراء وشغب عناوين بارزة في بطولة هذا الموسم من بين الظواهر التي ميزت بطولة هذه السنة ظاهرة الإضرابات التي صاحبت أندية الصحراء ومقاطعتها للدوري في أكثر من مناسبة بسبب أزمة التنقل التي أرخت بظلالها على مسؤولي هذه الأندية التي عانت الويلات في ظل العوز المادي أمام صمت مريب من طرف من بيدهم سلطة القرار. ورافق البطولة وكالعادة شغب الملاعب الذي ظل الشبح المرافق لسير العديد من المباريات وساهم في التوقيع على عقوبات تجاوزت حدود المعقول أحيانا إضافة الى عملية البيع والشراء التي طالت بعض المباريات خصوصا التي جمعت أندية مهددة بجحيم النزول، دون أن ننسى التحكيم الذي شكل حصان طروادة بالنسبة لعدد من الفرق دفعت الثمن غاليا بسبب تحكيم لم يستقم عوده بعد وبرمجة غريبة من غرائب هذا الزمان في انتظار تأهيل مازال في المهد. * الفريقان الصاعدان الى القسم الوطني الثاني النخبة: رجاء الحسيمة عن شطر الشمال شباب قصبة تادلة عن شطر الوسط * الفرق النازلة للقسم الثاني هواة: شطر الشمال: رجاء بوغاز طنجة ونهضة مرتيل شطر الشرق: نجم وجدة وشباب مريرت شطر الجنوب: مولودية العيون وأولمبيك العيون الأندية الصاعدة الى القسم الأول هواة: شطر الشمال النادي القصري شطر مكناس تافيلالت: مولودية برج مكناس شطر الشرق: فتح الناظور شطر الدارالبيضاء اتفاق للامريم شطر تادلة دكالة عبد الجنوب: وداد قلعة السراغنة شطر سوس: أمل تزنيت شطر الغرب: اتحاد بلدية الخميسات شطر الصحراء: البطولة لم تنته بعد