ينذر هذا الموسم بما لا يدع ذرة للشك أنه سيكون أحد أكثر المواسم إثارة قياسا مع الأندية التي تؤثث فضاء طابور المقدمة، ذلك أن السواعد الكبرى مثل الرجاء، الوداد والجيش لازالت لها كامل الحظوظ لمعانقة اللقب، وكذا لتواجد أندية أخرى غير مستعدة للإستسلام كالدفاع الجديدي وأولمبيك خريبكة، كل هذا اللفيف من الأندية أعطى نكهة خاصة وصراعا من نوع آخر حتما ستكون نهايته جد مشوقة· لكن ما الذي سيفصل بين الأندية في السباق، وما هي الأسباب التي سترجح كفة الفريق الذي سيصعد على منصة التتويج؟ حتما هناك مجموعة من العوامل المتداخلة والتي ستحسم اللقب من قبيل السرعة النهائية بفعل تقارب ترتيب الأندية، واللياقة البدنية وكيفية الحفاظ على التركيز والجدية وحسن التعامل مع المباريات وربح أكثر عدد من النقاط، وكذا الحوافز المالية التي من شأنها أن تزيد جرعات الحماس للاعبين، إذ غالبا ما يبقى هذا السلاح مؤثر في المراحل الأخيرة من البطولة، لكن ثقافة الألقاب عند الفرق التي تعودت الصعود على منصات التتويج تجعل منها مرشحة فوق العادة في ساحة التباري والحسم عند السرعة النهائية، بل حتى على صعيد صيرورة المنافسة، فكم هي الأندية التي نالت شرف تذوق حلاوة البطولة لأول مرة في تاريخها لكنها اختفت بسرعة وما استطاعت أن تواكب هذا التألق المؤقت أو تنجح في الحفاظ على ركوب هودج الألقاب· إن ما يميز مثلا أندية من طينة الرجاء والوداد والجيش أنها تملك هذه الثقافة، ثقافة الألقاب، وحتى وإن هي تتوارى لموسمين أو أكثر عن الواجهة فإنها تستطيع أن تعود إلى المنافسة من الباب الواسع، والأكيد أنه السيناريو الذي نعيشه هذا الموسم نظير عودة الرجاء والوداد بعد اختفائهما في المواسم الأخيرة· والواقع أن هذه الظاهرة لا تخص فقط البطولة المغربية ولكنها ظاهرة عالمية تشمل جل البطولات، إذ تجد أندية بعينها تتسيد البطولة وتحولها إلى ماركة مسجلة باسمها، أو تلك التي تعتمد مبدأ التناوب بين ناديين أو ثلاثة يثابرون كل موسم ويلعبون دور الكراسي الموسيقية، كما تتدخل أيضا شخصية الفريق ومدى قدرته على الإستفادة من عامل إمكانياته المادية وتجربة لاعبيه ونفسه الطويل، والأكيد أن لقب البطولة هذا الموسم لن يخرج عن دائرة أحد الأندية الوازنة لأنها تملك ثقافة الألقاب وتعرف من أين تؤكل كثفها، فلا أعتقد أن هذا الموسم سيحمل معه مفاجأة وسيكسر القاعدة على غرار ما قام به أولمبيك خريبكة في الموسم ما قبل الماضي، كآخر فريق شكل الإستثناء وكسر شوكة الجيش والرجاء والوداد بقي الكيفية التي سيحقق بها الفريق المتوج إلى شط اللقب، وإن كانت هناك طرق كثيرة لتحقيق هذا المطمح·