الإثارة تعود مجددا لم يكن للفوز الذي حققه فريق الرجاء على الجيش وقعا إيجابيا على القلعة الخضراء وإنما برأيي كان له وقع آخر على صعيد البطولة ككل·· الفوز أعاد بقوة فريق الرجاء إلى الواجهة ومنحه وشاح التنافس القوي هذا الموسم على لقب البطولة، وهو الذي غاب عن المنافسة في طابور المقدمة في المواسم الأخيرة· قلنا أنه لكي تعود الإثارة إلى بطولتنا ولكي يرتفع مستواها يجب أن تعود الأندية التي نعتبرها من السواعد الكبرى إلى الواجهة والمنافسة على اللقب، ويجب أن تنضاف أيضا أندية أخرى حتى لا يتسرب إلينا الملل جراء متابعة نفس الأسماء وهي تتسابق على منصة التتويج لأن المفاجآت غالبا ما تزيد من 0 درجة التشويق والإثارة، ونحن طبعا أسعدنا فريقا إسمه الدفاع الجديدي وهو يخطف لقب الخريف، كانت طبعا مفاجأة سارة وجديد جميل أعطى نكهة خاصة للبطولة، لكن هذه الإثارة لن تكتمل إلا بدخول منافسين جدد وحفاظ الأسماء القديمة على مكتسباتها في سباقها على اللقب·· فإن كان الرجاء قد ثبت أقدامه وأعلنها مدوية أن اللقب المحلي يبقى عز الطلب، فإن الجيش كفريق آخر وازن يملك كل الحظوظ نتيجة المبارتين الناقصتين لبلوغ القمة، ولو أن منافسته على واجهات متعددة قد يرخي بظلاله على مساره وإن كان هو حال الأندية الكبيرة عليها في الأخير أن تستعد لكل الإحتمالات ولا تضع الأعذار، لذلك فالجيش مطالب بمناقشة المرحلة القادمة بروح التحدي والعزيمة، ولبلوغ الأهداف لا بد أن تأتي وراءه جملة من التضحيات· الإثارة أيضا كان مصدرها الوداد الذي قطع دابر النتائج الباهتة واستطاع أن يتألق ويصالح الإنتصارات والشباك·· البطولة تبقى أحوج أيضا لفريق من طينة الوداد ليعيد شريط الإثارة في المقدمة ويزكي تخمينات المحللين أن مشكل الوداد هو نفسي ليس إلا، بدليل الفوز الأخير الذي سجله خارج عرينه على النادي القنيطري، وإن كنا ننتظر أيضا صحوة أولمبيك خريبكة صاحب الإزدواجية للموسم ما قبل الماضي كفريق له من الإمكانيات التي تخول له إحراج أندية المقدمة إن عرف كيف يستغل هذه الإمكانيات ويلملم بيته في القريب العاجل·· لكن ما هو أهم أن هذه الإثارة مشروطة أيضا بالتدبير الجيد للمسؤولين الذين يدبرون دواليب كرتنا، فالقرارات التي تطلع من المجموعة الوطنية تعيق حقا السير العادي للبطولة، فالأمر هنا لا يتعلق باللاعب ولا بالمدرب أو رئيس الفريق، وإنما أصحاب القرار الذين نتمنى أن يساهموا في خلق هذه الإثارة وضمان منتوج كروي ننتظر منه الشيء الكثير هذاالموسم· كرة القدم إنما خلقت للإثارة، وحلاوتها في إثارتها التي تتداخل فيها مجموعة من العوامل من أندية وجمهور ومسيرين وأصحاب قرار، لتصنع هذا الهدف، وقتها سنقول أن بطولتنا كسبت الإحترام وتستحق المتابعة·